الثراء يأتي نتيجة للقيام بالأشياء بطريقة معينة و لا يرتبط الثراء بشكل اساسي بالبيئة. قد نفضل بعض البيئات على غيرها, ولكن عندما يكون هنالك شخصان متجاوران في العمل والمسكن, و يستطيع احدهما ان يصبح ثريا والآخر لا . فهذا يؤكد بان الثراء يأتي بناء نتيجة للقيام بالأشياء بطريقة معينة.ايضا الثراء ليس نتيجة للادخار او السرقة فكم من بخيل فقير وكم من مسرف ثري, وحتى لا يتعلق بمهنة بعينها, او حتى على الموهبة فهنالك موهوبون فقراء !

ولا يمكن حرمان أحد من الثراء بسبب رأس المال, صحيح أنك إذا كنت تملك المال فان زيادته تكون أكثر سهولة وسرعة. ومع ذلك مهما كنت فقيرا , فانك اذا شرعت في القيام بالأشياء بطريقة معينة , فسوف تبدأ في الحصول على رأس المال , وهو ما يعتبر جزءاً من عملية تحقيق الثراء. ولقد قدم "ولاس دوليز واتلز" كتابه "علم الثراء" وهو كتاب واقعي كتبه بعد ان مر على الكثير من تجارب الفشل في بداية حياته وبعد عدة سنوات من الدراسة والتجربة, ليصيغ مجموعة مبادئ ساعدته بان يصبح رجل اعمال ناجحاً وثرياً, لذلك فهو يرى بان الكتاب واقعي وليس فلسفي, و معتبره دليلا عمليا وليس مجموعة من النظريات. ويوضح المؤلف بانه بامكاننا من خلال عملية التصور والخيال اسقاط هذه الأفكار على المادة عديمة الشكل ان يخرج الشيء الذي نفكر فيه الى الوجود في صورة اشياء مادية محسوسة, محققين الاستقرار الاقتصادي والعاطفي بطريقة عملية وغير تنافسية. ويضع ايضا اسرار النجاح المالي من وجهة نظره من خلال طريقة معينة.. و قبل ان نتعرف على الطريقة المعينة هنالك اشياء تقود للنجاح في تحقيق الثراء وهي :

علم الثراء يبدأ بالقبول المطلق للأفكار

فيمكن للمرء أن ينتج أشياء في فكرة ويمكنه من خلال نقل هذه الأفكار الى المادة عديمة الشكل أن ينتج الشيء الذي يفكر فيه.

إثراء الحياة

لا بد ان يكون هدفك الحصول على حياة حقيقية, وليس مجرد اشباع حسي , فالحياة الحقيقية هي الاستغلال الأمثل لوظائف الجسم, ولا يحيا المرء حياة طبيعية الا اذا كان قادرا على استغلال كل هذه الوظائف الجسدية , والعقلية , والروحانية التي يقدر عليها دون أي عائق . تعلم بانك لحاجة للثراء لكل هذه الوظائف الثلاث باعتدال أي انت بحاجة للثراء حتى تأكل وتشرب وتلهو متى يحلو لك, ومن احاطة نفسك بكل جميل وتسيح في الأرض وتغذي عقلك وتنمي مداركك , وحتى تحب الناس, وتفعل الصالحات, وتكون قادراً على لعب دور ايجابي في مساعدة العالم على إيجاد الحقيقة. فالله لا يريد إلا اسعاد البشرية جمعاء. و احرص على ان تحقق الثراء بعيدا عن المنافسة او اشتهاء ما عند الغير فيمكنك انتاج الشيء الذي تفكر فيه فأنت خلقت لتبدع وتبتكر.

العرفان

الشعور بالعرفان على كل نعمة تأتي اليك لأن العرفان هو ما يبقيك متصلاً بمصدر هذه القوة. واذا سمحت لعقلك بالتركيز على كل ما هو دوني, فانك ستشعر بالدونية . لذلك عود نفسك على الشكر باستمرار. و لا تضع الوقت في الحديث عن أوجه النقص. العقل الشاكر يركز دائماً على الأفضل, ومن ثم يعمد صاحبه إلى أن يكون الأفضل, ويحصل على الأفضل.

كيف تفكر بطريقة معينة 

• انتقل من التفكير التنافسي الى التفكير الابداعي.

• لا بد ان تكون لديك صورة ذهنية لا تبرح عقلك واضحة ومحددة عما تريد ,بحيث تصبح كالبحار الذي يصب جم تركيزه على الميناء الذي يبحر صوبه.

•انظر الى الاشياء التي تريدها وكانها موجودة بالفعل من حولك طول الوقت, استخدمها في خيالك تماماً كما تريد ان تستخدمها غندما تكون في متناول يدك.

• اجعل شعورك بالعرفان والامتنان وشكر الله لما تريد قوياً طوال الوقت بحيث لا يقل عما تتوقع أن يكون عليه عندما تحصل عليه بالفعل. أي وكان ما اردت ملكك في الوقت الحاضر. كذلك الاستجابة لن تكون وانت تدعو فقط وانما وفقا لا يمانك وأنت تعمل. لن يكون ذلك بدعاء مره ثم تنقطع انما لا بد من واصلة الدعاء وان تعمل على تحويلها الى شكل ملموس مع الايمان الراسخ.

• افرض قوة ارادتك على نفسك فحسب. لا تفرضها على غيرك . بحيث تستخدم قوة الارادة لتبقى على المسار الصحيح, استخدم ارادتك لتجعل نفسك تفكر وتتصرف على الطريقة المعينة.

• ضع الفقر و ما يتعلق به خلف ظهرك , واجعل شغلك الشاغل هو العمل من أجل اثراء العالم.

• اغلق عقلك امام كل ما من شأنه أن يخلخل إصرارك ويشوش رؤيتك ويزعزع إيمانك.

وازن بين الفعل والتفكير وانتقل الى الفعل بطريقة معينة

• عليك بالقيام بشيء ما الآن ولن يكون في وقت آخر غير الآن.

• لا تفكر في عمل الأمس اذا كان فيه قصور المهم ان تقوم بعمل اليوم بكفاءة عالية.

• لا تحاول ان تقوم بعمل الغد الآن.

• لا تنتظر ان يحدث تغير في بيئتك دون جهد من جانبك.

• لا تضيع وقتك في احلام اليقظة , و لآمال لن تتحقق.

• انظر الى عملك الحالي اذا كان غير مناسب على انه السبيل للحصول على آخر افضل.

• قم بما يمكنك القيام به أينما كنت, وا ن تعمل كل ما يمكنك عمله أينما كنت.

• سيكون نجاحك اسهل اذا التحقت بالعمل المناسب.

• لا تسعى لملء مكانك من اجل ان تسعد صاحب العمل فقط ولكن من اجل تحقيق التقدم لنفسك.

• عندما تلوح لك فرصة لكي تصبح أكثر مما أنت عليه وتشعر بانها تروق لك اغتنمها.

• لا تصدق بان العالم يعاني من نقص الفرص المتاحة لأن الكون بأكمله في خدمة الانسان التقدمي ويعمل من أجله.

واخيرا يؤكد الكاتب بان الطريقة المعينة في التفكير والفعل الموجه نحو الابداع وليس التنافس هو السر في تحقيق النجاح المالي والثراء ومنه الخلاص الاقتصادي للشعوب, وفاتحة خير على الآخرين.