مهاتير محمد ،شخصية جديرة بأن تدرس في المدارس كشخصية بارزة ،فمنذ أربعة عقودإنطلق هذا العلم الملهم في مسيرة رائدة لبلد إسمهه ماليزيا ،فقد قام بنهضة شاملة كاملة شكلت أروع التجارب في الحكم الراشد والإدارة الواعية ، فقصة النجاح هذه تستحق ان تدرس وتكتب في الكتب باعتبارها معجزة اقتصادية تحققت في سنوات قليلة ، حيث إنخفظت نسبة الفقر في ماليزيا الى 04 بالمئة بعد ان كانت 70 في المئة وانخفظت نسبة البطالة الى مادون 03 بالمئة وتضاعف الدخل الفردي عدة مرات .
ولعل اهم ما يشد الانتباه في تجربة الماليزية أن قياداتها تعرف ماذا تريد ،وهوماكان من رائد هاته النهضة مهاتير محمد انطلاقا من سنة 1981 استطاع ان يقف بالبلاد من الواقع الاقتصادي المتخلف الى نمر من نمور آسيا خلال فترة قصيرة فقد بنى مهاتير خطة لنهضة ماليزيا على ثلاث محاور .
- محور التعليم – محور التصنيع – المحور الاجتماعي ، وللعلم فان محمد مهاتير قد أصدر كتابا سماه (بمعضلة الملايو) وكان ذلك قبل توليه السلطة بإحدى عشر سنة .
ويعتبر التعليم حسب مهاتير او مايسميه بروح الأمة الحجر الأساسي الذي تقوم عليه أي دولة فقد خصص للتعليم ربع ميزانية الدولة وهي من أعلى معدلات الميزانيات التي تمنح لتعليم في العالم فهي تتقدم على الولايات المتحدة الامريكية وأيضا دول اروبا الغربية وهذا بحد ذاته إنجاز غير مسبوق لدولة فتية في طريق النمو فقد انفقت ماليزيا على التعليم اكثر من ثلاث اضعاف ما تنفقه على جيشها ، وهي لفته مهمة لدول العالم الثالث ، فإذا أردت ان تتقدم فعليك ان تجازف فقد إهتم مهاتير بالقضاء على الجهل وركز على تعليم اللغات الى جانب التدريب والتأهيل الحرفي والمهني والبحث العلمي وهو ما أدى الى مشاركة الحكومة في المصانع والمؤسسات المالية والاقتصادية في دعم كل الأنشطة البحثية ، كما فتح المجال في إعطاء المنح الدراسية من أجل الدراسة من ما أدى الى إلتحاق آلاف الطلبة الماليزيين بالجامعات الغربية بهدف الاستفادة من تجاربهم ونقلها الى بلادهم .
ولعل نظرة الثاقبة لمهاتير وتوجهه الى الشرق حيث كانت اليابان اكبر حليف لماليزيا في اطار التطور والتنمية فقد ذكرت بعض التقارير ان هاته الشراكة أدت الى انشاء 15 ألف مشروع صناعي برأس مال وصل الى 220 مليار دولار وهذا ما وفر لماليزيا مليوني فرصت عمل .
ان الشق الاجتماعي وإصلاحه كان من اهم عناصر نجاح التجربة الماليزيا من خلال التنوع العرقي والديني والذي استطاع مهاتير ان يجمعه في قالب واحد .
ان قفز هاته البلاد قفزات بهذا الحجم خاصتا في الجوانب الاقتصادية وتعليمية والبنية التحتية والخدمات وهذا مايعد إنجاز تاريخي غير مسبوق وقد نجح ماهاتير من نقل ماليزيا من دولة زراعية مهملة الى واحدة من دول الصناعية المتقدمة فكانت بعد ذلك الرؤية الشاملة بحلول سنة 2020 بعد ان مرت ماليزيا في تاريخها بأعنف هزة اقتصادية سنة 1998 الا انها تجاوزتها وبعدها استطاعت ان تأسس شركة بروتون الماليزيا لصناعة السيارات ومطار كولالمبور الدولي الى جانب تطوير شبكة المواصلات التي تعد قاعدة الإنطلاق لأى مسيرة تنموية.
ورغم كل هاته الإنجازات فقد أعلن مهاتير تنازله عن السلطة وإعتزاله السياسة وهو في سن 76 وقال مقولته المشهورة (وقتي انتهى ولن أتولى أي مسؤوليات رسمية لانه من المهم أن يتولى قيادة ماليزيا جيل جديد بفكر جديد ) وهاته أيضا لفتة لجميع الدول السائرة في طريق النمو .
-
رافع باعمرلسانس علوم سياسية ، ولسانس حقوق