خلال الأيام الماضية انتشرت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تدعو الناس إلى التعبير عن مشاعرهم لأفراد عائلاتهم و ما هي ردود أفعالهم بعد كلمة "أحبك". معظم ردود الأفعال كانت "معيش مصاري " ، " من الآخر شو بدك " و البعض منهم كانت لهم هذه الكلمة بمثابة صدمة فتسآل مرارا و تكرارا عن مناسبتها .
لنا في رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة حينما قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : "يا معاذ و الله إني لأحبك " ، ليعلمنا أن نحب و أن نعبر عن الحب . و لكن وسائل الإعلام في حاضرنا ربما قامت بتأطير مفهوم الحب و إعطاءه صورة واحدة لا يحيد عنها مما أدى إلى قصور لدينا في فهمه و تطبيقه .
قبل أن تكملوا القراءة ، استحضروا من تحبون الآن في أذهانكم ... و تذكروا أن الأعمار بيد بارئها ، و لكن قد يأتي يوم تصبح مناداتهم فيه ضربا من الجنون ، و عند الاتصال بأرقامهم لن يكون صوتهم هو المجيب ، ستكون مقاعدهم على طاولة الطعام خالية منهم ، و أسرتهم لن تحتاج إلى ترتيب فقد رتبت هذه المرة للأبد ، ضحكاتهم لن تعود لتزين جلسات السمر ، وممرات المنزل باتت تحن لخطواتهم و صدى أصواتهم ، لن تبقى سوى أطيافهم تزور الذاكرة و تؤجج الشوق من حين لآخر .
أنا لا أبعث في كلماتي الحزن والتشاؤم ، ولكن كي لا يأتي يوم نقول فيه : رحلت قبل أن تعلم كم أحبك !!
افتحوا حجرات قلوبكم ،أخرجوا ما بها من مشاعر ، و اهتفوا بها بصوت عال : نعم أنا أحبك .