يـا صغيري ...رد قلبـي
( قصة مؤثرة )
نشر في 21 فبراير 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أكتب لكم اليوم
لعلي أجد الشفاء ... في كلماتكم ليه
أو الوصفة السحرية ..التي بها ..أرتاح و لو قليلا
فقصتي يا سـادة يا كرام
بداءت منذ 5 شهور كاملة
عندما ..تم أختياري ..لـ أشارك في تنظيم حملة ..في احد المدارس للمكفوفين في بلدتي
وعملي ان انظم الدخول و الخروج ..من القـاعة
وبالفعل ...ذهبت في ذلك اليوم ..المشهود
ووقفت علي بـاب القاعة ..وفي الداخل ..
. زهور بريئة ..هم أطفال...بروح ملائكية
قد أبتلاهم ربي ..فعيونهم لا تري النـور ولا تبصر شيئـا
لكن أرواحهم ...تسمو و تلهث ...للمزيد من العلم و حسن الخلق
وفي اثناء ...المشهد والناس تتحرك و تجلس و تستمع ...في كل مكان من حولي
تعلق بصري ...ثم كياني كله ..بطفل صغير ..تقريبا اربع سنوات
كفيف ...ولكن بالرغم من ذلك ...يجري و يلعب في الممر أمامي ...
وبه طاقة للحياة و ..الضحك ..والمرح
لا حدود لهـا
ولكنه فجأة
أصطدم بالجدار ...بدون قصد
فسقط علي الارض ...يجهش بالبكـاء
فبكي معه قلبي ...وشعرت وكان شيء ما يعتصر فؤادي
فما كان مني ...ألا انني ..هرولت اتجاهه ...وأخذت اداعبه
حتي أبتسم وضحك ... في برائة ...
جعلت الدموع تترقرق في عينـاي
و بعدها عدت لمكاني في هدووء ...لكن سرعان ما عاد الطفل مرة أخري
يجري و يلعب ...ثم أصطدم مرة أخري بالحائط في مكان مختلف
فخفق قلبي ...بشدة ..وشعرت بألم حقيقي
وقلبي يناجي ربي ....و يدعوة ...ان يرحمني من هذا المشهد الصعب
و تخيلت نفسي مكانة
ثم ذهبت اليه ..في المرة الثانية
و أعطيته قطعة من الشكولاتة ...
أبتسم لي بعدها ..فكانت أبتسامتة
كـ البلسم لـروحي
وفي المرة الثالثة
شاهدته مرة اخري ...وهو يجري ثم يصطدم بالحائط بشدة
فشعرت وقتها ..وكأن قلبي ..يتهشم مثل ..الزجاج
بلا رحمة
فما كان مني ..الا اني دخلت القاعة ..واعتذرت عن المشاركة
ثم خرجت .. ولا افكر في شيء غير هذا الطفل
ومنذ ان سقطت عيناي عليه ..حتي هذا الحين
وكل يوم يأتي اليه ...في يقظتي و منامي
أفكر فيه وافكر ...ثم أفكر ...ثم أدعوا الله له
ثم أنظر الي عيناي في المرآة...و أشكر المولي
علي نعمة البصر ..كم هي نعمة ..غالية جداا
نعمة يفتقدها طفل ..صغير ..يحب الحياة
طفل ...أكتب له
لدموعة و أبتسامتة
أقول له في حب و حنية
يا صغيري ...رد قلبي
....................................
أخواني وأخواتي تعلمون أن من عظيم نعمة الله تعالى علينا نعمة البصر ، وبها امتن الله تعالى على خلقه في آياتٍ كثيرة كقوله
سبحانه
: ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78)