الساعة تشير إلى اكتمال الحب إلا ليلة عيد ..
تستيقظ على رنة النبض .. تغتسل من دمع الشوق .. ترتدي فستانا عاريا أسفل الظهر ، ملطخا بلون وتر القلب .. تسدل خصلاتها السوداء كالحزن .. تزين شفتيها بآخر حبة فراولة في بيتها .. تتكحل بصور عائلتها .. تتعطر بنسيم حوض الياسمين .. تنتعل حذاءا كعبه عالي ، لتجابه الأسى طولا .. تحمل حقيبة يدها الكبيرة ، تملؤها ذكرى و ريحانا .. تتفقد مظهرها الطفولي قبالة مرآة كسرها الفقد أكثر من مرة .. تلقي نظرة على أشيائها المتناثرة .. تطلق ترانيم ضحكتها حتى يهطل الدمع شاهدا غزيرا .. تدلف من الباب نحو الميعاد ..
تلوح لأول طائر أصفر يمر بالقرب .. يقف عند بساط رجليها .. تركب جناحيه بصمت لا تكسره سوى حروف وجهتها .. يلتفت مستغربا ، يجدها تدخن سيجارا .. يعود مركزا في طريقه ، متلهجا بجمل الاستغراب .. تسمع تذمره و لا تكترث .. يعلن وصوله لوجهتها .. ترمي عقب السيجارة من النافذة ، و تمد يدها بورقة خضراء .. تترجل .. تخط الخطى نحو اللقاء .. تلقي سلاما عابرا على البواب كعادتها كل زيارة سنوية .. تتثاقل خطواتها ككل ميعاد .. تصل .. تجلس وسط دموعها : كل عيد حب و أنتَ لي .. تقولها و تنثر الريحان على قبره محتفظة ببضع ريحانات لمقبرة أسرتها
-
نونمدونة