يتناقشون حول الخلية المخصبة في الرحم هل هي حية و يتصارعون حول قانون الإجهاض، باعتبار أن هذه الحلية لا يجب أن تُقتل، بل يجيب أن تعيش لكي نقتلها قهرا و ظلما إذا ما أرادت أن تسأل لماذا حقها في العيش الكريم مهضوم؟، و لماذا توجد خلية مقدسة و شريفة و خلية مدنسة و وضيعة؟، الأولى يجب أن تعيش في الترف و الرفاه بينما الثانية عليها أن تعاني كي تكبر و أن تُحرَم جميع الحقوق، و حتى إن استطاعت الخلية الوضيعة أن تكبر فإنهم سيذكرونها دائما بوضاعتها و أنها هجينة فهي ليست من نسل شريف و ليست نُطفة مقدسة لأم قِدّيسة بُييضتها تحوم حولها هالة نورانية سماوية بينما حيمن أبيه الشريف المقدس المؤمن العالم المُفقه يحمل معه ثروته لتستقر في تلك البييضة، ليخرج هذا الشريف الجديد يحمل إيمان أبيه و ثروته و هالة أمه النورانية؛ بينما البييضة الوضيعة ما هي إلا سهو و غلطة تم مباغتتها من حيمنِِ يحمل غبارا و ترهقه قترة الحاجة لولا الأقدار لما وصل حيثما هو الآن، فتصير الخلية مصدر هالة سوداء ترهق من حولها فلا الأم، التي لم تكتسب تلك الهالة النورانية من أسلافها غير النورانيين، تستطيع منح هذه الخلية كل ما تحتاجه لتنمو بشكل سليم، و لا هي في راحة لتتحمل نو هذه الخلية الوضيعة، و التي يقول فقهاؤنا انها حية منذ اللحظة الأولى، لكنهم ربما ينسون أنها تبقى حية حتى تدخل القبر و تتحلل، إلا أن همهم الوحيد -و المشكور طبعا- هو أن لا تُقتل بحكم أننا لا نعرف الزمن المحدد لنفخ الروح، لكن هل من محاولة استقرائية لوضع مقاربة تفيد و لو تقريبيا وقت نفخ الروح، و لما كل هذا الجدل و التدخل في حكمة الله؟؟ ( قد يسأل سائل)، أتفق مع موضوعية هذا السؤال، لكن لماذا لا يتساءل صاحبنا هل فعلا هناك نُطَف مقدسة و أخرى مدنسة؟ و ما هي حكمة الله في تدنيس بعض النطف و تقديس اخرى؟، أو لندع جانبا هذا الجدال العقيم، و الذي لن نجد أجوبة عنه، مع غياب العقل حاليا في مشهد كسوف عقلي أو خسوف يخسف بتفكير المسلمين في عمومهم مع استثناء بعض الحالة المتزنقة و الشاذة، حسب قاموس الأكثرية، و إلا فالشاذ صار وقتنا يحتاج لإضافة معيار الكثرة لتمييزه حتى نكون قريبين من المنطق، فلأكون صادقا أنا ضد الإجهاض بدون دواع ضرورية تكون صحية خصوصا، لكن أنا ضد من يمنع الإجهاض كي لا يبتعد عن ربقة الإسلام حسب اعتقاده الكسول بينما يبيح إجهاضه بكافة الوسائل السياسية و الإجتماعية، و لا أتحمل مسؤولية جهله بها إن جهلها بينما سأذكره بمسؤوليته امام ربه إن كان يعلمها و يقتات من تملق أسيادها و يداري عنهم و يضفي على أعمالهم طابع الشرعية، ليوشحهم بألقاب القدسية و الشرف و يرسخ للآخر وضاعته و حقارته..

بقلم: أيوب رديل