انقلاب

نشر في 22 فبراير 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

تتوالى الانقلابات على عالمنا الإسلامي والعربي باختلاف أنواعها وصورها وتختلف ردود أفعالنا اتجاهها فالبعض يتفق معها وبعضها يخالف وبعضها في صراع دامي مع نفسه فهو لا يعلم كيف وأين ومتى!
كان أول حدث من أحداث الانقلابات على أمة التوحيد .. هو انقلاب إبليس وارتداده عن أمر الله وتمرده على خلقه واستهزاءه بآدم عليه السلام واستحقاره لأصله وبدأت المناورات والمناوشات من قبل إبليس لكي يوقع بمن جعله الله خليفة في الأرض حتى يومنا هذا.
ولن أدخل في تفاصيل تلك الأحداث التي لم تتوقف ابتداءً بقتل قابيل لأخيه واضطهاد الانبياء وتمرد اليهود الخ الخ . سلسلة طويلة جداً من التآمرات إلى يومنا هذا واعتبرها السلسلة الوحيدة التي لا تملك أي حلقة مفقودة. فجميع المتآمرين معروفين وجميع المظلومين أيضاً معروفين..
ولكن .. ونعود للسطر الأول مما كتبت ... تختلف ردود الأفعال
فتجد بعضهم يضع عصابة على عينيه .. يريد أن يعمي بها نفسه عما يدور حوله في العالم .. كل ما يهمه هو نفسه ولن يثور هذا إلا اذا أشعلت النار في عقر داره .. حينها فقط قد ينطق فهو من أصحاب مبدأ "أنا ومن بعدي الطوفان"ولكي لا أكون ظالمة فيما أقول فهو قد يثور وقد لا يثور، يعتمد ذلك على لون العصابة التي يضعها!
والبعض الآخر يرى حلقات السلسلة بوضوح تام .. ذلك هو المتآمر!

يوزع تلك العصابات بألوان مختلفة لكي يلبسها الأشخاص أمثال صديقنا المذكور في الفقرة السابقة ...

يوزع تلك العصابات مع ورود الروز الحمراء التي كُتب عليها "الوطن" "لا للإرهاب" "تحرر المرأة" "الدين" والعديد العديد من تلك الشعارات البراقة التي تصنع بصاحبها ما صنع صاحب الناي بالفئران الراقصة ..
وبعضهم كما نقول "لا يعرف الخمسة من الطمسة" .. تائه في هذا العالم .. إن بكى العالم بكى .. وإن ضحك العالم ضحك .. وكما يقول أهل الخليج " مع الخيل يا شقرا".
ومن ثم يأتيك أهل الرأي السديد ممن يرون الحق حقا ... لا يهمهم الورود الحمراء ولا عزف ناي ولا عصابات سوداء أو حمراء أو صفراء...
أولئك هم المضطهدون دوماً ..و هكذا كانت سنة الله في الأرض منذ الأزل
فإذا كنت مرتدياً عصابتك السوداء يا سيدي أو كنت ممن يوزعونها .. وكنت ممن لا يثور الا على وجعه وتحتقر من هم ليسوا من طينتك فأنت لا يصلح لك إلا أن تكون أحد سادة الأبالسة.
أما أنت يا من لا تفقه شيئاً .. تكفيك على ما أعتقد كلمة أحمق!
"وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين" – سورة الواقعة