لغتنا العربية,لغة الضاد ولغة القرآن لغة العلم والتعليم في القرون الوسطى تواجه خطر الفناء,فبين هجوم اللغات الأجنبية عليها حتى في عكر ديارها إلى الأخطاء المصنعة وتقسمها الى عدة لهجات .فكيف صارت اللغة العربية فجأة على شفا جرف هار مؤذن بالويل والثبور.

    من أهم أسباب فشل اللغة العربية في مواكبة التطور التكنولوجي هو إنحراف شعوبها عن أصلهم فنرى مثلا في المغرب العربي أن بعض العائلات التي لا ترضى بواقع أنها من الدول العربية المغربية تحاول أن تتصنع الجنسيات الأخرى عن طريق إتقان لغاتها وخاصة اللغة الفرنسية وكذلك الأمر في الشرق الأوسط والدول الآسيوية العربية بالنسبة للغة الإنجليزية.

       تهُم العائلات المذكورة سابقا الى تعليم أطفالها منذ النشأة تعلم الغة الفرنسية ـ كمثال ـ   لظنها أنها لغة أساسية من أجل مواكبته للتطور , فبرأيكم ماذا سيكون موقف الطفل عندما يبدأ بتعلمه في المدارس باللغة العربية سيجد صعوبة كبيرة  فلحداثة سنه تتداخل عليه المفاهيم بين اللغات على غرار ماتتوقعه عائلته.

           ومن ناحية أخرى نأخذ الطب على سبيل المثال, إتفق أطباء العالم حاليا على اتخاذ الإنجليزية لغتهم,فعند صدور أي إكتشاف جديد يصدر باللغة الإنجليزية ونظرا لأن الإكتشافات في ميدان الطب صارت يومية وفعلية, يضطر طلابنا بدل تعلم مناهجهم وأختصاصاتهم الى تعلم اللغة الإنجليزية من أجل مواكبة التطور,فلو أنه إعتمد على صدور الترجمة لن يفلح فمثلا صدر اكتشاف جديد اليوم وكان شرحه طويلا ستصعب ترجمته ويمكن أن يأخذ دهرا في هذا الوقت سيصدر إكتشاف جديد وهكذا . فلأين سنصل؟

          لذا لا بد ان نعيد للغة العرية أمجادها,ففي مدينة بجاية بالجزائر مثلا في القرون الوسطى كان يأتي الأجانب لتعلم العربية حتىيتمكنوا من قراءة الكتب العلمية في الجبر والعلوم المختلفة مثل ريمون لول الفيلسوف والعالم الكبير الإسباني الذي قضى عمره في دراسة الرياضيات في بجاية. فلا نلوم اللغة وإنما نلوم أنفسنا والوضع الذي نحن عليه، الإنسان هو الثروة الحقيقية التي بها يمكن مواجهة التحديات التقنية والعلمية والحضارية عموماً.

           ومنه كحل أمثل لإسترداد مكانة اللغة العربية في ميدان التقدم التكنولوجي لابد لنا من تحديثها,ولا أقصد بهذا تشويهها وإنما إضافة كلمات علمية باللغة العربية حتى يستطيع المكتشف العربي أن يدون إكتشافاته باللغة اللعربية دون الحاجة الى اللاتينية فالمصطلح العلمي هو ما لا يعرفه إلا المختصون فيه، ولكن هناك مصطلح أضيق من هذا فقط الفئة القليلة من المختصين الذين لا يعرف غيرهم هذا المصطلح مثل مصطلحات الصيدلة التي ربما حتى الطبيب لا يعرفها وكذلك المصطلح العلمي الذي يجب أن يعرفه كل مثقف مثل :الفيزياء والكيمياء العادية والرياضيات العادية..

           اللفظ الحضاري شيء آخر، إنه اللفظ الذي يؤدي مفهوماً محدثاً في زماننا هذا. هناك الآلاف من المفاهيم الحديثة التي يجب أن يعرفها حتى الطفل الصغير، الذي عادة ما يكتفي بالكلمة الأجنبية المحرفة والمعربة ويقال إنه لا يوجد في القاموس لفظ لهذه الكلمة الأجنبية، وهذا طبعا عائق وعيب في الاستعمال اليومي للعربية لأن الناس –وخصوصا في المشرق- تعودوا على أن العامية لابد أن تؤدي ما عليها في الحياة اليومية، أما الفصحى فهي فقط لغة مشتركة بين الناس، لا يا سيدي، الفصحى لابد وأن تنزل إلى الميدان،وتسترجع كانتها المرموقة بين الشعوب.