مزرعة الحيوانات، رواية للكاتب إريك بلير، المعروف أدبيا باسم جورج أوريل؛ يتحدث في هذه الرواية عن الثورة التي قامت بها الحيوانات في مزرعة السيد جونز وأخرجته منها، وحرمت على نفسها كل أعمال البشر، وصاغت لذلك وصايا يجب احترامها من طرف جميع الحيوانات. وتزعم الثورة خنزيرين اثنين في إنجاح الثورة والتدبير لما بعدها، واختلفا في تدبير مرحلة ما بعد الثورة. فقام الخنزير المسمى نابليون بإطاحة زميله الخنزير سنوبول من التدبير والتسيير المشترك للمزرعة؛ لأنه يضايقه في قرارات كثيرة، وكانت حيوانات المزرعة دائما منقسمة إلى قسمين؛ قسم مع قرارات نابليون وقسم مع قرارات سنوبول. وبعد تفرد الخنزير نابليون بالحكم ثار على مبادئ الثورة التي آمنت بها الحيوانات في المزرعة في البداية، وعاد بها إلى العهد القديم، واتفق مع الأعداء، وتاجر في خيرات المزرعة، وكانت الحيوانات قد اتفقت في بداية الثورة على عدم التجارة مع البشر، والاحتفاظ بخيرات المزرعة لذاتها. ومنع على الحيوانات تداول لقب الرفيق فيما بينهم وترديد نشيد يا وحوش إنجلترا، وهو الذي كان يحثهم على مناداته بالرفيق والزعيم والمخلص، وترديد نشيد الثورة صباح الآحاد ورفع العلم وسط الحظيرة.

واستأثر نابليون هو وباقي الخنازير، وحاشيته من الكلاب، ببيت السيد جونز وشرب الخمر وصناعته، وكانت وصية تمنع شرب الخمر، وعدلها نابيلون إلى السماح بشرب الخمر ولكن ليس حد الثمالة. وكانت الحيوانات متفقة في وصية على عدم قتل حيوان لأخيه الحيوان، ووجدتها معدلة في الحائط غير مسموح لحيوان قتل حيوان آخر دون سبب، وجاء هذا التعديل خدمة لسلطة نابليون في قتل الحيوانات التي تواطأت حسب زعمه مع الخنزير المعزول من الحكم سنوبول. ووشح نابليون نفسه بأوسمة النصر والعزة، وداس على الوصايا السبع، وأعاد التعاسة إلى الحيوانات. وجعل الغنم تحفظ شعارا جديدا متماشيا مع سلطته ومع تغيير مشيته من أربع إلى اثنين، وأصبح الشعار:(ذوات الأربع أخيار وذوو الاثنين أفضل) وكان الشعار في البداية (ذوات الأربع أخيار وذوو الاثنين شر).

رواية تصف العالم الحيواني وضعف النظام الحيواني في الاستمرار على مبادئه، والموازنة بين شهواته ورغباته النفسية الذاتية لحاكم الحيوانات والطيور وحقوق وواجبات الحيوانات في الاستفادة من حياة كريمة داخل المزرعة والعمل بشرف كبير. وظل ذلك مجرد حلم تحلم به الحيوانات داخل المزرعة رغم ما قامت به من أعباء ثقيلة في صيانة وتجويد المزرعة وتحويلها إلى نظام جمهوري.

ح. ه.