يتبادر إلى الذهن عند سماع هذه الجملة
مشاعر وأحاسيس ...
مشاعر الإنتصار على الظلم
ومشاعر الظلم نفسها !
ومشاعر الفرج والفرح والسعد
أو مشاعر اليأس بمزيج من الإحباط
بين ذلك و ذاك تدور مشاعرنا حتى أول طرقة لتلك الجملة المخيفة ..!
... هي أتت لتخبر عن إنتهاء وضعٍ واستقرار أمر ، رضينا أم لم نرض .. فقد تم الحكم .
في مساء البارحة جرى في عقلي محاكمة شرسه انتهت بأول رشفه من قهوة صديق ..
ما أتعب محاكم العقل !
كنت في ندوة ابن عقيل حيث تألق الشيخ سعيد آل ثابت
بحديثه عن القدوة وأثرها في العملية التربوية و تكلم وتكلم ...
حتى فقدت صوته !
وبدأت أنظر إلى حركات شفاهٍ بلا صوت فقد انقطع في ضجيج محكمتي
... صوت السلاسل وصرير الأقلام وبكاء السجين وصراخ السجَّان !!، أفقدتني روعة حديث الشيخ ..
وقف المتهم أمام المحكمة ، وبدأ عرض التهم والأقوال وحان القضاء والفصل بين الخصوم !
" صالح ركز في الدرس ! "
>> هكذا قطع صديقي خيال محكمتي وأعادني إلى أرض الواقع ..
يبدو أن الجو بارد عندكم :) ، فمحكمتي ما زالت حارة
- قال صديقي ماذا تقول ؟!
- قلت : لا عليك ، لنعد إلى الدرس
فعاد ، وعدت أنا إلى محكمتي .
كانت القضية تدور حول تصديق الأقوال من عدمها ، كان المتهم خائف جداً ، فقد مر بمواقف عديده خالف فيها قوله فعله !، فكيف سينجح في كسب قضيته !!
لا أخفيكم سراً ، فقد ساورني الشعور نفسه ، وخفت أن يقيم القاضي المتهم ويقعدني مكانه ، ويسألني لماذا خالف قولك فعلك ؟ لماذا كنت تأمر الناس بالبر وتنسى نفسك ؟لماذا لماذا لماذا ...؟؟
* ألم تعلم أن قوة التأثير تقاس بالمسافة التي بين قولك وفعلك !
* ألم تعلم بأن الناس لا يحتاجون لكثرة معلوماتك ، ولكن يحتاجون لتفعيل معلومة قلتها في إحدى تصريحاتك !
* ألم تعلم بأنه ( كبر مقتاً عند الله ) !
* ألم تعلم بأننا لا نهتم بقوتك البلاغية ، وقدرتك على إيصال المعلومة ، ولكن نهتم هل هي على أرض واقعك أم لا !..
ألم تعلم ألم تعلم ...
فقام القاضي من كرسيه وقال ...
(إنّ الأقوال تطرح في محكمة الأفعال
فإن صدقتها وإلا رفعت الجلسة) ..
فانتفضت وصرخت بأعلى صوتي بل ترفع الجلسة ترفع الجلسة !!
إلتفت إليّ صديقي وقال : يبدو أنك في حاجة لقارئ يقرأ عليك :)
كتبت في تمام الساعة ٣:٢٥ فجراً !!
الأربعاء ١٨ / ١ / ١٤٣٨ هـ
-
صالح بن مسيفرشخص يفزع للكتابة كلما همه أمر ما ! كاتب في مدونة صوت القلم