منذ أحداث الانقسام الفلسطيني تم توقيع عدة اتفاقيات للمصالحة بين طرفي الأزمة، بدايةً من فبراير2017 في مكة برعاية المملكة العربية السعودية و لكن لم يصمد ذلك الاتفاق طويلاً، وفي أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008 أعدّت القاهرة ورقة مصرية و طرحتها في سبتمبر2009 ولكن لم تؤت ثمارها، في مايو2011 وقعّت الفصائل الفلسطينية في القاهرة وثيقة الوفاق الوطني و انهاء الانقسام و سرعان ما تدخلت قطر و برأيي أنها أفشلت الموضوع عندما أعلنت في فبراير2012 عن اتفاق لتسريع وتيرة المصالحة الفلسطينية، وفي ابريل2014 تم التوقيع على اتفاق مخيم الشاطئ في منزل اسماعيل هنية الرئيس الحالي للمكتب السياسي لحماس على تشكيل حكومة وفاق و اجراء انتخابات بعد6 أشهر، بعد عامين تحديداً عقد الطرفان اجتماعات في الدوحة و كان نتاجها تصور عملي لتحقيق المصالحة، في سبتمبر2017 أعلنت حماس عن حل اللجنة الإدارية التي شكلتها مسبقاً لإدارة شؤون قطاع غزة، في أكتوبر من نفس العام توصل الطرفان لاتفاق برعاية مصرية يقضي على تمكين حكومة الوفاق برئاسة الدكتور رامي الحمدلله.

 مع وجود الأمل الغزّي الكبير و في كل مرة يلتقي فيها  وفدا فتح و حماس ينطلق المسؤولون بتصريحات سياسية تبعث التفاؤل و منهم من يأتي بتصريحات شؤم، و من الجدير ذكره أن التراشقات الإعلامية بين قادة طرفا الانقسام له سبب كبير في افشال جميع الاتفاقيات، و لكن كل تلك الاتفاقيات التي تم ذكرها مسبقاً لم تلقَ طريقها للتطبيق و ذلك بفعل عراقيل مُتعمَّدة مختلفة، الوضع في قطاع غزة لا يطاق و حماس تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية في ذلك لأنها هي من تدير و تحكم شؤون القطاع و تحديداً بعد تقليصات الرواتب لموظفي السلطة التي لطالما كانت تشكل عصب الاقتصاد في قطاع غزة، لا يوجد أحد جاهز للتنازل عن المكاسب الحزبية التي حققها طوال فترة الانقسام، جوهر الخلاف يتمركز حول كيفية تقاسم السلطة، و تقاسم السلطة له تكاليف مالية تفوق قدرة الطرفين.. لو كان هناك نيّة صادقة في المصالحة يجب أن تبدأ بالعودة للشعب ليختار قيادة جديدة تقود المصالحة كما يريد الشعب الفلسطيني، أتمنى نجاح و حدتنا الفلسطينية و التفافنا حول منظمة التحرير الفلسطينية و العمل الدؤوب لقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف بقيادة السيّد الرئيس محمود عباس.

و في الختام أوجه سؤالاً لمن يعتبر نفسه معطلاً للودة الفلسطينية، لماذا لا تنهوا هذه المهزلة و تفتحوا للغزّيين أفاقاً جديدة ليقضوا ما تبقى من حياتهم برغدٍ و هناء..

محمد النجار

طالب العلوم السياسية بجامعة الأزهر