عندما يكون التقليد دين الإنسان وتصح فيه عباداته ومعاملاته ،وكذلك عندما يكون الرجوع الى المجتهد الأعلم قيادة وتقليدا هو من الضرورات الدينية ،فأن هذا لايخلو من أمرين :

أولهما/

إن التقليد هو وسيلة شرعية أخلاقية يمارسها المكلف تطابق أعماله مع المرجع الجامع للشرائط والتي من خلال تطبيقها الصحيح يصل الإنسان الى باب الله بالصورة التي يحتاجها الخالق جل وعلا من الإنسان في إظهار طاعاته وتنفيذ أوامره ونهيه.

وثانيهما/

وأما الرجوع الى المجتهد الأعلم فهذا يعني إن على المكلف يجب أن يختار الطريق الأصوب والأنور والأكثر براعة في إيصال الإنسان الى الطريق المستقيم وهذا طبعا يكون من خلال الضوابط والمقاييس الشرعية لمعرفته ..وهنا يكمن السر في الفرق بين المرجع الحي الأعلم وغيره من المجتهدين الآخرين ،فعندما أعلن جهرا المرجع الأستاذ المحقق أعلميته على السيد كاظم الحائري بالتحديد قبل ثمانية عشر عاما في بحثه الإصولي (اصول الفقه) الفكر المتين الجزء_4_ (اصالة الإحتياط الحلقة_1_) ،حيث بيّن فيه الأستاذ المحقق الصرخي إن أراء السيد الحائري غير تامة وأبطلها جملة وتفصيلا، وطلب من السيد الحائري الرد على البحث وقد تم إيصال البحث ولعشرات المرات الى مكتب السيد الحائري في العراق وخارجه وأنا خصوصا أرسلته بيدي وكان جوابهم إن السيد الحائري مشغولا في أوضاع العراق وعندما يتفرغ سيتم الرد عليه، و منذ ذلك الحين و الى يومنا هذا و البحث موجود في مكاتب الحائري و لكن بدون رد ولانعلم لماذا هذا التهاون والتهافت والتغافل والتجاهل لهكذا قضايا أصبحت موضع حديث الشارع وليس في العراق فحسب بل تمدد الى مناطق ودول اخرى ،وطبعا السيد الأستاذ جعل هذا البحث على شكل حلقات حتى يسهل الرد عليها من قبل السيد الحائري آخذا بنظر الإعتبار كبر سنه وووالخ ولكن حتى هذه لم تفلح أيضا ..

واليوم عندما قدم سؤال الى السيد الحائري بخصوص الراب فكان جوابه ( هناك أيادٍ خفيّة لتشويه عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) بصورٍ مختلفةٍ، وكُلُّ عملٍ يشوه سمعة الشيعة فهو حرام) ولانعلم عن حقيقة هذا السؤال هل هو فعلا قد أجاب عليه بنفسه السيد الحائري أم مكتبه أم هو ملفق ومزور ..على أية حال سنجيب على ظاهر ماورد من مكتبه في تعليقان !!

التعليق الأول :

سيدنا من منا لايعرف إن هناك أيادي خفية بل وأضيف على كلامك هذا هناك أيادي ظاهرة و معروفة وموجودة ومحسوبة على المذهب تريد تشويه عزاء الإمام الحسين _عليه السلام_ من خلال بث الفرقة والطائفية وكذلك من خلال دس الخزعبلات والخرافات وسط الشعائر والغاية من ذلك هو تجهيل المجتمع الحسيني وحرفه عن الفكر والمنهج الحسيني الحقيقي كمن يجعله أداة للفساد والضلال والإنحراف وتسليط السراق و الفاسدين ،وكل عمل يشوه سمعة الإنسان المؤمن هو حرام وليس فقط المذهب والشعائر الحسينية..

التعليق الثاني:

اقول لك سيدنا إن هنا ومن خلال ماورد في ظاهر الأستفتاء إنك إعطيت قاعدة كلية وقلت إنه كل عمل يشوه صورة الشيعة هو حرام !!

طيب أين الحكم الذي أستنبطه في تحريم الراب خصوصا والسائل يسأل عن الراب أليس من الأولى أن تعطي حكم خاص بتحريم الراب حتى لا تختلط على المكلف،أو كان بعد أن تعطي القاعدة العامة ثم تخصصها بعدها وتقول إن الراب هو داخل ضمن التشويه لهذه الشعائر المقدسة ،وهنا يكمن السر و الفارق الكبير بينك و بين المحقق الاستاذ الصرخي الاعلم حيث استنبط الحكم وأفتى بالحلية بدون لف ودوران..لأنه أعلم ... بينما أنت أعطيت قضية كلية يعرفها القاصي و الداني ولم تستطيع إستنباط حكم الراب المهدوي علما إن ظاهر السؤال واضح وإن كان فيه شيء من المغالطات والتدليس كون إن السائل عبر عن اللطم طبقا للغناء الأمريكي ولم يوضح أكثر حيث يمكن ان يقول توظيف طور الراب توظيفا حسينيا إسلاميا وسطيا ..

فنحن هنا نبحث عن هذا السؤال ونريدالجواب أن يأتي بخصوص طور الراب وإستخدامه في العزاء الحسيني أو مواليد اهل البيت _عليهم السلام_ فأن جاء الجواب من السيد الحائري بأنه حرام فنطالبه ببيان الدليل الذي إعتمده في الحرمة ونناقشه في أدلة الإستنباط التي إستخدمها أما إنه يصدر جواب مشفر وكأنه كلمات متقاطعة فهذا طبعا مورد شبهة أو إشكال عليه بل هو ضعف للملكة الإستنباطية لديه وهذا طبعا مالا نريد أن نسمعه من شخص كالسيد الحائري كونه يمثل المدرسة الإصولية للسيد الشهيد محمد باقر الصدر _قدس سره_ ولاأخفي عليكم إن السيد الحائري في الأصل عليه إشكال علمي ومطروح منذ أكثر من ١٥ سنة، ولم يرد لحد الآن ،ففتواه متعارضة مع وجود الأعلم الذي أشكل عليه وعجز عن الرد فالحكم يكون لصاحب الغلبة العلمية شرعا ..

فالنتيجة إنه إذا ثبت هذا الجواب من السيد الحائري فهنا يثبت وببساطة ضعف السائل والمسئول ،لكون إن الشعائر الحسينية هي من أدلة محرزة و ليست قطعية كنص قرأني فكيف حلل اللطميات التي هي على الطور والمقامات الغنائية المعروفة لمجالس اللهو والطرب ، وحرم هذا الطور ..!! ما هو المستند والدليل وحجية القطع التي أعتمد عليها جناب السيد الحائري ،فهذا حكم ضعيف كون حتى مقامات وأطوار قراءة القران هي من مقامات وأطوار الغناء كطور البيات وغيره في فكيف أحرز هذا وغفل عن ذاك ؟؟؟؟؟؟؟

https://www.al-hasany.net/solid_thought_precaution_originality/

حبيب الخزعلي