هناك أربع صنوف من الناس يعيشون في بلدتنا يفصل بينهم سور عظيم في بنيانه وشموخه حتى أنه أعظم من سور الصين العظيم نفسه ، وهو بني فوق تلك الأرض التي يعيش فيها الفقراء ومن هم أفقر منهم فأقصي المعدمون خارج الدنيا وأبقي علي الفقراء يستظلون بظله .
ولكن هناك شئ عجيب يحدث فوق ذلك السور فهناك صنف أخر يعيش فوقه ، وعلي الجانب البعيد الصنف الرابع يحي هناك حياة الرغد والنعيم .
أما المعدومين وهم الشريحة الأعظم والأجل ليس بالطبع قدرا
ولكن اتساعا وعددا فهم يمثلون أكثر من أربعين بالمائة من بلدتنا
وهم فيما يفعلون للحصول علي المأكل والملبس والمأوى أنواع
حتى في أفكارهم وسلوكياتهم ينقسموا إلي عدة شرائح
فمنهم من يحصل علي الطعام والكساء من نوال المحسنين
ومنهم من يقفز فوق السور ليسرق ممن هم أفضل منه
وبعضهم يلجأ إلي صناديق القمامة ليسألها كسرة خبز أو ثوب بالي متهرئ ، والبعض الآخر تفتح لهم أبواب السور ليشحذوا من باقي الأصناف علي أن يدفعوا قبل خروجهم المقابل وهو كل ما يملكون
من كرامة يقدموها لحراس السور .
وهناك توجد بين أولائك فئة نادرة وهم الذين يموتون جوعا
في نظير الحفاظ علي شرفهم وعفتهم .
أما عن التغير النسبي في أعداد تلك الطبقة ، فقد يسقط أعدادا ممن يسكنون السور ليرتموا بين أزرع طبقة المعدومين وقد يسقطون هم وسكان السور علي الجانب الأخر في أحضان الفقراء وهي نقلة
إلي حياة أفضل .
ولكن أحيانا تحدث أشياء غريبة بالليل ، فعندما نستيقظ نجد أناسا من تلك الشرائح الثلاث قد حلقوا ابعد مما نتصور فنجدهم يعيشون في كنف تلك الطبقة المدللة الراقية .
نسأل أنفسنا كثيرا ماذا فعلوا ليصبحوا في غفوة عين وانتباهتها هكذا .
فلا نجد إلا إجابة واحدة تدور في أذهاننا وهي.
( ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب )
بقلم: علي عبد الرحيم
-
علي الطيبإنسان