قانون المساواة في الميراث بين المرأة و الرّجل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قانون المساواة في الميراث بين المرأة و الرّجل

هل هو تحدّ للشّرع الإلاهي أم نتاج لثورة الحرّية و الكرامة؟

  نشر في 02 ديسمبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

     أنا لست من أتباع نداء تونس و زعيمه الباجي قائد السّبسي،كما لست من أنصار حركة النّهضة و زعيمها راشد الغنّوشي،و أنا أيضا لست من الخاضعين لإملاءات مشايخ الزّيتونة المحترمين.فأنا مستقلّ برأيي، و لا أضع عقلي في جيب أحد من هؤلاء الذين ذكرتهم.

و من أجل البتّ في هذه المسألة التي شغلت النّاس بمختلف أنواعهم و فئاتهم و طبقاتهم،يتحتّم علينا أوّلا و قبل كلّ شيءالإجابة عن السّؤال لتّالي:

هل يمكن إخضاع النصّ الدّيني بالكامل لأحكام العقل الذي ميّز لله به الإنسان عن سائر المخلوقات؟

هذا السّؤال قد طرحه السّابقون و لم يجيبوا عنه بالشّكل الكافي و الوافي،فبقينا نحن في حيرة مستدامة و تعطّلت بذلك الأمّة...إنّه سؤال جوهري و مهمّ،و الإجابة عنه ضروريّة لمن يروم النّهضة الحقيقيّة و السّؤدد المشرّف.

لا يمكن حسب المنطق السّليم أن يخلق الله للإنسان عقلا و يميّزه عن سائر المخلوقات به، ثمّ ينهاه عن استعماله أو يحدّ له من وظائفه و صلاحيّاته.فكلّ ما هو محسوس و مادّي يخضع بالضّرورة لاختبار العقل.و القرآن بعد نزوله من عالم الغيب إلى عالم الشّهادة أصبح شيئا مادّيا و محسوسا،فنحن نسمعه و نقرؤه و نفهمه كأيّ نصّ عربيّ آخر.و هو قابل للترجمة إلى كلّ لغات العالم،بالرّغم ما في التّرجمة من خيانة مقصودة أو غير مقصودة.

القرآن إذن،خطاب لغوي قابل للتأويل .و إنّ تعدّد التأويلات و التفسيرات و تنوّعها، يساهم في إثراء هذ الخطاب الإلاهي الموجّه للبشر أساسا و يضمن له الدّيمومة و الخلود .

و لو وجّهنا نظرنا إلى أهمّ مقصد من مقاصد الشّريعة الإسلاميّة، المتمثّل في تكريم الإنسان "و لقد كرّمنا بني آدم"،لوجدنا أنّ الإنسان لا يمكن أن يكرّم عن باقي المخلوقات إلاّ بالعقل.و لا يمكن أن يعمل هذا العقل إلاّ إذا كان حرّا طليقا من جميع القيود لملموسة و غير الملموسة.

إذن بهذا المنطق السّريع و الموجز،يمكننا القول بأنّ النصّ الدّيني يجب أن يخضع بالكامل لأحكام العقل الحرّ ، نظرا لتغيّر الأزمان و الأحداث و الأوضاع و نظرا لتطوّر الفكر البشري.

و بهذا المنطق السّليم، يمكننا قبول تأويلات متنوّعة للآيات القرآنية الخاصّة بالميراث،فلا يجب أن نصدّها و علينا مناقشتها بعقل حرّ و احترام للرأي المخالف دون تكفير أو شتم أو إخراج من الملّة.فردود الأفعال التي نراها سواء في وسائل الإعلام أو في مواقع التّواصل الاجتماعي حول هذا لقانون المقترح،تدلّ على أنّنا لم ندخل طور الدّيمقرطيّة الحقيقيّة التي تلزم لإنسان باحترم رأي الآخرين و آدميتهم.

و أنا لست هنا بصدد الدّفاع عن قانون المساواة في الميراث،بقدر ما أنا أدافع عن حرّية االرّأي و كرامة لإنسان،و هي شعارات طالبنا بها خلال الثّورة،فلماذ نقف الآن ضدّها بتعلّة دفاعنا عن القرآن و الشّريعة؟ !!!     



   نشر في 02 ديسمبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا