لماذا كل هذا الحقد وهذه الوحشية؟ مجزرة نيوزيلندا واليوم الأسود - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لماذا كل هذا الحقد وهذه الوحشية؟ مجزرة نيوزيلندا واليوم الأسود

هيام فؤاد ضمرة

  نشر في 16 مارس 2019 .

لماذا كل هذا الحقد وهذه الوحشية؟..

مجزرة نيوزيلندا واليوم الأسود..

هيام فؤاد ضمرة..


يقول الحق في محكم آياته: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق" صدق الله العظيم. الممتحنة

ويقول تعالى أيضاً: "ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم" البقرة

شعوب ترفض التعدد في واقعها وتتنادي بتمثله، وتعادي المختلف بثقافته عنها وتمثل دور الممارس دون حتى أن تقبله، شعوب متحيزة بالطبيعة والفطرة، ناكرة حاقدة لكل ما يختلف معها دينياً، رغم أنها ضعيفة إلى درجة الكلل في انتمائها الديني تعي مع نفسها مدى وهن قناعاتها بمبادئه.

يُصَدِّرُ الغرب إلينا الشعارات البراقة، والعناوين الدفاقة، والعبارات الرقراقة، وهم أحق منا إليها وأشد حاجة لها، وأولى بهم أن يغيروا ما بأنفسهم قبل أن يغيروا ما بأنفس الآخرين، وتاريخهم بالعنف والتطرف والإرهاب قديم وعريق وثابث تاريخياً ثبوت النور في رابعة النهار، فالجين الأوروبي عصيّ على الاندثار حتى وإن هاجروا للقارات الجديدة كأستراليا وأمريكا وكندا وغيروا من جنسياتهم، فالعنف والتطرف ليس هجيناً ولا دخيلا على الجنس الأوروبي، فالتاريخ كثيرا ما حمل إلينا في طيات سجله قوائم ممارسات الرعب ما يقشعر لها شعر الأبدان، حقاً الأمر ليس عاماً ولكنها حدثت مراراً وتكراراً في الغرب.

ها هو النهار الحزين يطل علينا بدليل اجرامي جديد خطير وصارخ حد الاستنكار، وعلى درجة مخيفة من التهور والإجرام، بالهجوم على مسجدين للمسلمين في نيوزيلندة وارتكاب مجزرة رهيبة بحق المسلمين فيها، إجرام غادر وجبان يخرج حقداً دفيناً وسطوة للشر ليس لها حدود، فحين تتضاءل الإنسانية إلى درجة التلاشي يموت كل شيء في هذا المخلوق (غير الإنسان) الذي يعكس أقصى درجات الشر المستطير، وحين يختل العقل ويموت الإحساس، وتتبخر مادة الضمير يتساوى هذا المخلوق القميء بالوحوش الكاسرة، بل يتفوق شره عليها إذ هو يقتل لمجرد القتل مستلذاً بفعل القتل فقط، فيما الوحوش تقتل لتسد جوعها وتعتاش كسنة خلقية فيها.

جريمة مروعة عبارة عن شراسة ووحشية عجيبة تنم عن مرض مزمن خطير لا يتعالج إلا بالقتل المثل، تماماً كما الكلاب والضباع حين تصيبها شراهة القتل لا ينفع بها علاجاً سوى بقتل المثل، فوجود مثل هذا المجرم بالحياة مخاطرة عظيمة على البشرية.

وحين يصل الأمر إلى مثل هذه الحالة من الوحشية بارتكاب المجزرة داخل جامعين للمسلمين المسالمين على مدى ساعة ونصف والمجرم الاسترالي الانجليزي الأصل اليميني المتطرف يصور جريمته وينشره على العالم حصرياً من باب التباهي ويعيد توجيه قذائفه نحو المقتولين ليتأكد من موتهم، والقاتل المجرم بعمر الشباب المتهور لا يتجاوز عمره الثمانية وعشرين عاماً فمعنى ذلك أن مرضه مستفحل لدرجة تجاوز كل فرص العلاج، وصار لزاماً قتله بأسرع وقت ممكن حتى لا يستمر في ممارسة وحشيته الخطرة وإيقاع المزيد من الضحايا، وما ذلك إلا نتيجة تمركز الفكر العنصري المنحرف في العقل المريض الذي تسيطر عليه ارهاصات الخبل والأوهام، بحيث تتشكل في عقله مفاهيم منقلبة غير عقلانية ويرى الأشياء بعكس حقيقتها، وتسيطر عليه تهيؤات غير سوية تتلف خلايا دماغه خاصة إذا ما كان هذا المجرم يتعاطى المخدرات والمهلوسات، فتموت فيه إنسانيته وتتبدل العمليات الكيماوية في دماغه وينقلب تأثيرها فيتحول إلى العنف والإرهاب إشباعاً لسادية مريضة.

مصداقاً لقول الله الخالق في محكم آياته وقوله الحق لا يخرج عن الهوى...

"ولن ترضى عنكم اليهود ولا النصارى"

ونيوزيلندا بلد تقريبا خالية من الجريمة، وارتكاب مثل هذه المجزرة الرهيبة لن تمر على الجهات الأمنية فيها مر الكرام، فالمسلمين في نيوزيلندا فئة مسالمة تعيش في مناطقها بهدوء تام وتلتزم بقوانين الأمن والحريات، أي أنهم مواطنين ملتزمين منتظمين، وهذا فعلاً ما أكدته رئيسة وزراء نيوزيلندا أن الآمن النيوزيلندي سيعمل بعدالة إلى جانب فئة المسلمين في بلادها.

عجبا لهذا المختل المجرم مرتكب المجزرة الرهيبة بالإضافة إلى الزمرة الضئيلة ممن أعانته في جريمته البشعة وأولئك العنصريين الذين كانوا يصفونه بالبطولة خلال عرضه لجريمته النكراء.. يبرز السؤال المهم: ما الذي دفع هذا المجرم لأن يسمي المسلمين بالمهاجرين المعادين والغزاة؟ فهل كان البيض من أصل القارة استراليا؟ أم أن جدوده الإنجليز أتوا غازين بصورة حقيقية وقتلوا سكان القارة الأصليين ليسيطروا عليها؟ وبماذا يتفوق العرق الأبيض حتى يؤمن هذا المعتوه بشكل مطلق بصفوتهم وهيمنتهم؟

غير أن سياسة ترامب المتحيزة وتلك الحملة التي قادها ضد الاسلام والمسلمين بعون الصهاينة تحت مسمى مفتعل الحرب على الإرهاب أصابت عقول المنحرفين وأعطبت ما يدور بخلدهم تجاه هذه الأمة المسالمة، وهو من يتحمل بالدرجة الأولى نتائج هذه المجزرة الرهيبة واللا إنسانية، ودماء الضحايا معلقين برقبته إلى أن تقوم الساعة.. رحمهم الله وكان الله بعون ذويهم، ولعن الله كل مجرم منحرف العقل ميت الضمير تلاعبت السياسة المغالطة بعقله وضميره فتزيفت الحقيقة في مفاهيمه

فالإرهاب لم يعرفه العالم كله إلا كونه صناعة غربية صهيونية مزروعة بشكل متعمد بقصد زرع الكراهية ضد المسلمين روعت البلاد وأفسدت عقول العباد وزيفت وشوهت الحقيقة، وهذه المجزرة فاقت المحرقة التي يدعي اليهود تعرضهم لها، فالحديث عن معاداة السامية حولت العالم إلى معادة العرب والمسلمين المسالمين، فالأعمال الإرهابية ضد المسلمين في العالم باتت جريمة إنسانية يتحمل نتيجتها ترامب والصهيونية العالمية والغرب المنساق لهذه السياسة المنحرفة، فيما القيادات العربية في غيبوبة عجيبة غير طبيعية مسيرين بصورة منومة لا يملكون قرارهم وإن ملكوه فهو لا يمت لمصالح عروبتهم وأوطانهم.

إننا نواجه اليوم إرهاب مسيحي واضح ضد المسلمين وحملة مجنونة ضدهم وهي من سماها بوش الأب بأنها حملة صليبية جديدة، ألا يراها اليوم المسلمين وقياداتهم هكذا؟ ألا يتحسسون الكراهية التي زرعت في عقول الغرب ضد المسلمين؟ ماذا ينتظرون ليتحركوا ولينتفضوا للكرامة الاسلامية وللحق الاسلامي؟

نعم دخلت الجيوش الاسلامية أوروبا وفتحت العديد من دولها التي سابقت قياداتها بعداوة المسلمين، لكن الجيوش الإسلامية وقيادات المسلمين أبداً لم ترتكب الجرائم والمجازر في أوروبا، ولم تجبر الناس على الدخول بديانة الاسلام، ولم تؤذي المتدينين المسيحيين داخل كنائسهم ولا خارجها، وتاريخ المسلمين نظيف تماما من العنف والإرهاب وإثارة الفوضى، بل إن المسلمين كانوا يرفضون معاملة الأوروبيون بالمثل في حالة ارتكبوا العنف ضد المسلمين لأن دينهم ضد مثل هذه السياسة اللا إنسانية.

اصحوا أيها المسلمين من غفلتكم التي طال أمدها ودافعوا عن دينكم المسالم النظيف من كل عنف، لا أدعوكم لحمل السلاح ضد أهل الديانات الأخرى فهذا مخالف لمبادئنا، لكني أدعوكم لاتخاذ الحذر وتوقع السوء من الآخرين وعدم الانسياق لقراراتهم وسياساتهم المجنونة، نحن اليوم في خطر حقيقي وتحت رحمة فئة المجرمين المنحرفة عقولهم والمشوهة أفكارهم ضد المسلمين، ويجب اتخاذ كل أشكال الحيطة لمواجهة المخاطر التي باتت تهدد المسلمين المسالمين في كل بلد وكل موقع.


  • 1

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 16 مارس 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا