صراع في الليل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

صراع في الليل

أنت عدو نفسك

  نشر في 04 مارس 2021  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

أتمنى أن تنالَ حروفي أعجابكم 

_________________


وجدَ نفسهُ على سفحِ جبلٍ عالٍ جداً يبعثُ في نفس من رأهُ الخوفَ الشديد بسببِ الظلامِ الحالك و الرياحِ العاتية

تمّلكهُ شعورُ الموتِ ولم يُحرك ساكناً ، فجاءهُ صوتٌ من بعيدٍ لم يستطع تحديدَ أتجاهه ، أخذَ ينظرُ لعلهُ يجدُ مصدرَ الصوت فلم يرى أي شيء ، ثم صرخَ يستنجدُ الصوتَ وقال أنا هنا ساعدني أرجوك ، ردَ عليهِ الصوتُ وقال أنني قادمٌ لا تخف .


مرت الدقائقُ ولم يأتي أحد ثم تلتها الساعات الطويلة وقد أصابهُ الخوفُ أكثرَ و أكثر ، لم يكُن يستطيعُ فِعلَ أي شيء أو أن يحاولَ التحرُك ، فقد علِمَ أن أي حركةٍ بسيطةٍ سوفَ تودي بحياتهِ ، وفجأةً بدأت السماءُ تُمطِر وأختلطت حباتُ الماءِ مع الترابِ على الجبلِ ، وهنا أدركَ أن حظهُ عاثِرٌ جداً فبعدَ قليلٍ سوفَ تنهارُ المناطِقُ المُهمشةُ من الجبلِ فوقهُ ليسقُطَ أسفلَ السفحِ الى حيثُ لا يعلم هل سيُنقِذهُ جريانُ الماء في الأسفلِ أم سيقتُلهُ .


في تلكَ الأثناءِ مرَ عليهِ شريطُ حياتهِ بأكمله علهُ يتذكرُ لماذا يحصُل معهُ هذا العذاب الذي لا يُمكِنُ تحمُلهُ ، لكن دون جدوى لم يجد شيءً ، ثم عادَ الصوتُ اليهَ يُخبِرهُ بالصمودِ قليلاً ، لم يلبث لحظةً حتى وجدَ رجُلً يقفُ أمامهُ بِعباءةٍ سوداءَ اللونِ مُهترِءةً تعلو وجههُ أبتسامةٌ ساخِرةٌ ، فقال لهُ ِلمَ تبدو عليكَ علاماتُ السُخريةِ مني يا هذا ألم تأتي لمُساعدتي ، فردَ الرجلُ عليهِ قائِلاً نعم لقد جئتُ لمُساعدتِكَ فأنا سوفَ أُخلِصكَ من عذابِكَ هذا سأجعلُكَ تتحررُ من كُلِ قُيودِكَ ومُعتقداتِكَ لتُبحِرَ في أعماقِكَ بحثاً عن أجاباتِ مجيئكَ الى هنا .


لم يكُن يريدُ أي شيءٍ سوى أن يُنقِذهُ الرجُل مهما كلفَ الأمر ، أخبرهُ الرجُل بشروطهِ قبل أنقاذه وكانَ ينصُ عليهَ أن يُخلِصَ في طاعتهِ لهُ و أن لا يُخبِرَ أحداً عنهُ ، وقبلَ أن يُنهي الرجُلَ حديثهُ كان قد وافقَ على كُلِ شيءٍ في سبيلِ أنقاذه .


دفعهُ الرجلُ نحوَ الهاويةِ ليسقطَ الى الأسفلِ وكانت صرخاتهُ تملئُ المكانَ كله ، وقبلَ أرتطامهِ أغمضَ عينيهِ خوفاً وعندما فتحَ عيناه وجدَ نفسهُ على سريرٍ في غُرفةٍ جُدرانُها مُلطخةٌ بالدماء التي تُشكلُ أحرُفاً كثيره ، أستطاعَ أن يجمعَ ما هو موجودٌ على الجُدران ليخرُجَ في عبارةِ كانَ نصُها " أنا لا زلتُ هُنا ولن تستطيعَ أن تُنهي وجودي الأ إذ قتلتَ نفسكَ فأنا أنت و أنت أنا أنت تعيشُ في داخلي و أنا أعيشُ في داخِلكَ يا عزيزي

بدأ بالصراخِ راجياً أن يخرجَ من مأزقِهِ أو أن يرى الرجُلَ لِيعرفَ حقيقتهُ ، فدخلت عليه أمرأةٌ لم تكنٌ ملامِحُها واضِحةً لهُ ، أضرمت النارَ في الغرفةِ وخرجت تضحك بصوتٍ عالٍ ساخرةً منه .


لم يدري ماذا يفعل فهذه النيرانُ سوفَ تُذيبُ جسدهُ ، وبدأ يتوسلُ ويبكي ليأتي أحدٌ ما من بينِ النيرانِ لأنقاده ، لكن لم يأتي أحد ، بدأ قلبهُ يخفِقُ بسرعةٍ كبيرة و أبقى ذراعهُ مرفوعاً ليُخففَ عن عينيهِ وهجَ النار فوصلَ اللهبُ ليُحرِقَ يدهُ ، وفجأةً أستيقظَ في غرفتهِ و أذ بهِ يحلُم ، فعادَ قلبهُ الى طبيعتهِ تدريجياً لكنهُ لم يدرك بعدُ أنهُ ما زالَ في دوامتهِ وظنَ أن كلَ شيءٍ أنتهى ، نهضَ وذهبَ نحو النافذةِ و رأى أناسً موتى في الشوارعِ ، صدمَ مما رأهُ ثم لاحظَ شيءً يتحرك من بينِ الجثثِ الهامدةِ ، أمعنَ النظرَ جيداً ليرى نفسهُ واقِفاً في الأسفلِ ، لم يستطع تصديقَ ما يراه وبدأ خيالهُ بالتحركِ نحوهُ ، ليجدهُ أمامهُ في الغرفةِ غاضِباً فقال لهُ خيالهُ يجبُ أن تموتَ الأن أنت لا تستحقُ العيشَ أبداً ، لم يدري ماذا يحدُث ولماذا يتكلمُ جميعُ من يراهُم عن موتهِ وفجأةً أختفى خيالهُ و أصبحَ هُناكَ صوتٌ في عقلهِ يردد كلمةَ الموت حتى أُصيبَ بالصداعِ الشديد و أرادَ أن ينتهي من معناتهِ ، توجهَ نحوَ الشُرفة ليلقي بنفسه ويتخلص من هذا الألم الذي أرهقهُ وحطمهُ من الداخلِ و أثناءَ تقدمهِ نحو الموتِ بخطواتٍ يائِسه طرقت والدتهُ بابِ غرفتهِ فوجدَ نفسهُ يستيقظُ من نومهِ العميق وقد أنتهى كُل شيء . 


لقد أعلنت والدتهُ عندما طرقت بابَ الغرفة أنتهاء معركةِ الليل التي كادت أن تودي بحياتهِ و أدركَ أن من كانَ معهُ في الأحلام المُزعِجةِ ما هو الأ عقلهُ الباطن ذلكَ الحاكِمُ الجبار الذي حاولِ أن يُسيطرَ عليهِ بفعلِ ما تم تخزينهُ بداخلهِ ، تلكَ القوى التي تصورُ كُل شيءٍ لنا في نومنا يمكن أن تجعلنا نحيى بسلامٍ في الحُلم أو أن تجعلنا نتذوقُ طعمَ الألم الذي لا نميزُ وجودهُ من عدمه.


#هذيان_z

#قصة_قصيرة

#wldc_2020



  • zaid al Wahadneh
    كاتب قصص قصيرة ومنشئ رواية قيد التنفيذ ان الحياة قصيرة أغتنم ما استطعت من المعرفة
   نشر في 04 مارس 2021  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا