- الأمير الصغير في الجزائر: ( الجزء الرابع ) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

- الأمير الصغير في الجزائر: ( الجزء الرابع )

  نشر في 25 يناير 2016 .


لا أدري إذا قرأ الكثير قصّة الأمير الصغير للكاتب" أنطوان دي سانت-أكزوبيري" و الّتي يستهلّ بها قصّته نظرة النّاس للأشياء حين تريهم صورة قبّعة...!

أنا أعلم علم اليقين أنّ مهارات الفرد تختلف و حتّى نظرته للأشياء فمنهم من يفقه لغة الأرقام و أخر الحروف أو الهندسة و معرفة الطبيعة و الوجود و على حسب ما كتبه الباحث"جاردنر " في كتابه " أطر العقل"Frames of Mind و إليكم هذه المعلومات المنقولة و بعدها نواصل الحديث عن أميرنا الصغير الّذي نراه في شوارعنا و لا أحد ينتبه له:

__________________________________________________________

في عام 1983 قام جاردنر بنشر كتابه Frames of Mind و قدم فيه نظريته لتعدد الذكاء حيث أشار إلى أن الذكاء ليس موحداً أو عاماً، وإنما يتضمن العديد من الذكاءات يمكن أن يمتلكها الإنسان أو يمتلك بعضاً منها...

أما القسم الثاني و هو بعنوان " إطار نظري " و يضم العناوين الفرعية التالية:

1- الذكاء اللغوي، الموسيقي، الرياضي، المنطقي، المكاني، و الذكاءات الشخصية.

2- نقد نظرية الذكاء المتعدد.

3- التنشئة الاجتماعية للذكاء البشري من خلال الرموز.

أما عنوان القسم الثالث فهو " التوقعات والتطبيقات"

تعريف جاردنر للذكاء:

لقد عرف جاردنر الذكاء بأنه:

القدرة على حل المشكلات أو إضافة ناتج جديد يكون ذو قيمة في واحد أو أكثر من الإطارات الثقافية معتمداً في ذلك على متطلبات الثقافة التي نحيا في كنفها.

أنواع الذكاءات المتعددة:

يوجد على الأقل ثلاث نتائج بحثية أساسية عن الذكاء البشري و هي:

أولاً: الذكاء صفة ديناميكية ليست ثابتة عند الولادة.

ثانياً: يمكن أن يعزز الذكاء من خلال خبرات التعلم المناسبة.

ثالثاً: الذكاء له سمات متعددة مختلفة. ( أورليخ،كالاهان،هاردر،جبسون،2003)

لقد حدد جاردنر سبعة أنواع من الذكاءات في بداية الأمر في عام 1983م ثم أضاف عليها في عام 1995م عاملاً جديداً أسماه بالذكاء الطبيعي حيث أشار العديد من الباحثين في مجال علم النفس المعرفي أن أنواع الذكاء الثمانية كل واحد منها منفصلة عن الأخرى و لها صفات متمايزة، حيث يتميز كل عامل أو نوع معين من الذكاء بنشاط عقلي وقدرة ذهنية معينة تؤدي وظائف محددة.(عبيد،عفانه،2003 )

لقد وصل عدد أنواع الذكاءات المعروفة حتى الآن إلى اثني عشر على الأقل في وقتنا الحاضر حيث حدد جاردنر تسعة منها يمكننا أن نصفها على النحو التالي:

1- الذكاء اللغوي/ اللفظي: القدرة على استخدام اللغة سواء كانت اللغة الأم أو اللغات الأخرى للتعبير عما يجول بخاطرك و لفهم الأشخاص الآخرين، ويختص الشعراء بقدر كبير من الذكاء اللغوي، ولكن هناك الكثير من الكتاب والخطباء و المتحدثين و المحامين أو الأشخاص الذين يعتبرون اللغة من أهم مقوماتهم يعكسون هذا النوع من الذكاء.

2- الذكاء المنطقي/ الرياضي: القدرة على فهم المبادئ الضمنية وراء أنواع معينة من الأنظمة السببية، أو الطريقة التي يعمل بها عالم المنطق أو أي عالم آخر، أو القدرة على التعامل مع الأرقام أو الكميات و العمليات الحسابية التي يعمل على أساسها عالم الرياضيات.

3- الذكاء البصري/ المكاني: القدرة على تصوير العالم المكاني داخلياً في عقلك مثل الطريقة التي يبحر بها الطيار أو البحار في أرجاء العالم الواسع، أو الطريقة التي يستخدمها لاعب الشطرنج أو النحات فتمثل عالم مكاني أكثر تحديداً.

4- الذكاء الموسيقي/ الإيقاعي: القدرة على التفكير في الموسيقى، وسماع القوالب الموسيقية والتعرف عليها، وربما أيضاً التعامل معها ببراعة.

5- الذكاء الجسدي/ الحركي: القدرة على استغلال كامل الجسد أو أجزاء منه ( اليد، الأصابع، الذراعين ) للوصول إلى حل لمشكلة ما، أو صنع شيئاً ما، أو استعمال نوع معين من المنتجات.

6- الذكاء الطبيعي: القدرة البشرية على تمييز الكائنات الحية ( حيوانات أو نباتات ) إضافة إلى الحساسية للمظاهر الأخرى في عالم الطبيعة ( السحب وتشكيلات الصخور.. الخ )

7- الذكاء الشخصي الداخلي: قدرة الفرد على أن يتعمق داخل نفسه ومعرفة مما يتكون، وما هي حدود قدراته، وكيف تتفاعل مع الأشياء وما هي الأشياء الواجب تجنبها، وما هي الأشياء المفروض أن تتجه نحوها.

8- الذكاء الشخصي الخارجي: قدرة الشخص على فهم نوايا ودوافع و رغبات الأشخاص الآخرين و بناءاً عليها يتفاعل معهم بكفاءة.

9- الذكاء الوجودي: الميل إلى التوقف عند أسئلة تتعلق بالحياة و الموت و الحقائق الأساسية و من ثم التأمل فيها.

أحدث أنواع الذكاءات المتعددة: الذكاء الروحي: التلاميذ الذين لديهم ذكاء روحي يتميزون بالصفات التالية:

1- الإحساس بالزمن والأوقات .

2- الإيمان بالمفاهيم و المعتقدات الزمنية

3- الاعتقاد في الظواهر و الأحداث الطبيعية.

4- استخدام الحدس والثقة في هذا الاستخدام.

5- أداء المناسك وفرائض العبادة في دور العبادة أو الأماكن المخصصة لذلك.

6- الصلاة دائماً.

7- الإيمان بالتعامل على أساس الصدق مع الآخرين.

الأسس والمبادئ العلمية لنظرية الذكاءات المتعددة:

توصل جاردنر إلى أن نظرية الذكاءات المتعددة تقوم على مجموعة من الأسس و الدعائم و المبادئ وهي:

• الذكاء غير المفرد، فهو ذكاءات متعددة و متنوعة، و خاضع للنمو و التنمية و التغير.

• كل شخص لديه خليط فريد لمجموعة ذكاءات نشيطة ومتنوعة.

• تختلف أنواع الذكاء في النمو، كلها داخل الفرد الواحد، أو بين الأفراد و بعضهم البعض.

• يمكن أن يتم التعرف على الذكاء المتعدد و قياسه و تحديده.

• يجب منح كل شخص الفرصة لكي يمكن التعرف على الذكاء المتعدد لديه وتنميتة.

• استعمال أحد انواع الذكاء المتعددة يمكن أن يسهم في تنمية و تطوير نوع آخر من انواع هذا الذكاء المتعددة.

يمكن قياس و تقييم القدرات العقلية المعرفية التي تقف وراء كل نوع من انواع الذكاء المتعددة، وكذلك قياس الشخصية و قياس المهارات و القدرات الفرعية الخاصة بكل نوع من أنواع هذا الذكاء المتعددة.

الأهمية التربوية لنظرية الذكاءات المتعددة:

1- تعتبر نظرية الذكاء المتعدد " نموذجاً معرفياً " يحاول أن يصف كيف يستخدم الأفراد ذكاءهم المتعدد لحل مشكلة ما، و تركز هذه النظرية على العمليات التي يتبعها العقل في تناول محتوى الموقف ليصل إلى الحل. و هكذا يعرف نمط التعلم عند الفرد بأنه مجموعة ذكاءات هذا الفرد في حالة عمل في موقف تعلم طبيعي.

2- مساعدة المعلم على توسيع دائرة إستراتجياته التدريسية، ليصل لأكبر عدد من الأطفال على اختلاف ذكاء اتهم وأنماط تعلمهم وبالتالي سوف يكون بالإمكان الوصول إلى عدد أكبر من الأطفال كما أن الأطفال يدركون أنهم بأنفسهم قادرون على التعبير بأكثر من طريقة واحدة عن أي محتوى معين.

3- تقدم نظرية الذكاء المتعددة نموذج للتعلم ليس له قواعد محددة فيما عدا المتطلبات التي تفرضها المكونات المعرفية لكل ذكاء فنظرية الذكاء المتعدد تقترح حلول يمكن للمعلمين أن يصمموا في ضوئها مناهج جديدة، كما تمدنا بإطار يمكن للمعلمين من خلاله أن يتناولوا أي محتوى تعليمي و يقدموه بعدة طرق مختلفة.

4- تقدم النظرية خريطة تدعم العديد من الطرق التي يتعلم بها الأطفال و على المعلم عند تخطيط أي خبرة تعليمية أن يسأل نفسه هذه الأسئلة:

• كيف يستطيع أن يستخدم الحديث أو الكتابة ( لغوي).

• كيف يبدأ بالأرقام أو الجمع أو الألعاب المنطقية أو التفكير الناقد ( رياضي منطقي).

• كيف يستخدم الأفكار المرئية أو التصورات أو الألوان أو الأنشطة الفنية أو التنوعات( الفئات) المرئية ( مكاني مرئي).

• كيف يبدأ بالموسيقى أو أصوات البيئة المحيطة( موسيقي)

• كيف يستخدم أجزاء الجسم كله أو الخبرات اليدوية ( حركي بدني ).

• كيف سيشجع الأطفال في مجموعات صغيرة للمشاركة في التعلم التعاوني أو في مواقف للمجموعات الكبيرة ( اجتماعي ).

• كيف سيثير المشاعر الشخصية أو يستدعي الذاكرة الشخصية، أو بعض اختبارات للأطفال....

5- تعديل ادوار المعلم في العملية التعليمية، حيث يقوم المعلم بالتحضير للأنشطة و المواد التعليمية اللازمة لتنمية الذكاء المطلوب مع مراعاة تدريب المتعلمين على استخدام المواد التعليمية وتوجيههم تجاه الأهداف المنشودة، ولذا فإن دور المعلم في هذه الحالة موجه ومرشد وليس شارحاً أو مفسراً للجوانب المعرفية التقليدية، وبالتالي فإن طرق التدريس المستخدمة في هذا المجال متنوعة، ولتنمية الأنواع المختلفة من الذكاء يمكن للمعلم استخدام العديد من طرق التدريس من أهمها ما يلي: المناقشة والاكتشاف و التعلم التعاوني وحل المشكلات والتعلم الذّاتي و لعب الأدوار و أسلوب الألعاب و مخططات المفاهيم و التدريس بمساعدة الحاسوب وغيرها.

منقول من ( سفينة العلم والمعرفة والإبداع ).

__________________________________________________________

من خلال هذه الأفكار  يتجلّى لنا الفكر البشري و التفكير الفردي لكلّ الناس و كيف يرى كلّ واحد منّا أشكال الحياة و طريقة نقده و تحليله لكلّ الأشياء اذا كانت رقمية أو حرفية جسدية طبيعية أو روحية.

و لكنني رغم ذلك ينتابني ذلك التساؤل أنّ اختلاف البشر في الفكر و الجنس و البشرة و العقيدة يؤلّف بينهم جميعا مبدأ واحد و رابط واحد...

و قد يستطيع الكثير أن يجيب عنه على حسب تصنيفه للذكاءات الّتي عرضت من قبل و لا حاجة لنا أن نعارض أو نقف أمام معتقداتهم فهذا شأنه مثل شأن الأمير الّذي رأى القبعة بمفهومه الخاص و خياله الفردي.

و في ظلّ هذا التطوّر الجنوني الّذي يحدث عقب كلّ ساعة و كلّ عام والإكتشافات الحديثة و التقنيات في كلّ المجالات مايزال الإنسان أمام عظمة الخالق لا يستطيع فعل شيء أمام الكوارث الطبيعية و لا حتّى أن يتوقّع حدوثها فهل هذا معناه أنّ ما وصل إليه لحدّ الآن ليس سوى عجلة رقمية أو رسوم رقمية في كهوف حضارية مظلمة ؟ لم يتسنى له بعد الوصول الى العقل البشري الحديث الّذي تكتمل فيه كلّ الذكاءات و يصبح فيه انسانا يمشي على الأرض و يعرف قيمة الطبيعة من حوله و عظمة خالق السموات و الأرض... سؤال يسأله الجميع بلغة أخرى و بطريقة أخرى ربما لا أحد يجيب عنه و ربما الجواب عند واحد منّا ...أو لم يولد بعد.

يتبع

و. عبد الحميد/ يوميات مهاجر في الشمال الفكري ، عفواً الأمريكي



   نشر في 25 يناير 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا