مُلخصي لكتاب "غرفة تخص المرء وحده" - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مُلخصي لكتاب "غرفة تخص المرء وحده"

فرجينيا وولف

  نشر في 04 يونيو 2020 .


اسم الكتاب: غرفة تخص المرء وحده

اسم الكاتب: فرجينيا وولف

نوع الكتاب: مقال طويل

عدد الصفحات: 206

في زمنٍ كانت فيه المرأة مجهولةً، مجردَ جسدٍ يعملُ في المنزلِ كالآلة بالإضافةِ إلى إنتاج الأطفال، لا حقوق ولا آمال ولا أحلام.

في زمنٍ أبويٍّ ينهالُ عليها بشتى أنواع الظلم والإهانات وكمٍّ هائل من التمييز العنصري بين الجنسَين، رجلٍ مُسيطِرٍ له كامل الحقوق والصلاحيات بعيشِ حياة هادفة، وامرأةٍ مقموعةٍ مخنوقةِ الصوت ليس لشيء سوى أنها خُلِقت "امرأة"!

في زمنٍ كان فيه الأدبُ حِكرًا على الرجال ولم يكن لامرأةٍ أن تُشهِر قلمًا وتنطق بكلِّ ما أوتِيَت من قوةٍ وثقةٍ "أريدُ الكتابة"..

سينهال عليها الجميع بالسخرية والتحطيم المعنوي!

لِذا كان لِزامًا على صوتٍ أنثويٍّ ما أن يهتِف ويوضِح كامل الحقوق ويبرهِن على قوة الأدب الأنثوي!

"إذا أرادت امرأةٌ أن تكون كاتبة فعليها أن تملكَ مالًا كافِيًا وغرفة تخصها وحدها"

بهذه الجملة بدأت فرجينيا وولف مقالتها الطويلة "غرفة تخص المرء وحده" مُحاوِلَةً البحث عن ما إذا كانت المرأةُ قادرةً على كتابة أعمال كالأعمال التي كتبها شكسبير فاستخدمت أماكنا وشخصيات خيالية كشخصية "أخت شكسبير" التي ابتكرتها وقارنت بينها وبين أخيها حيث أنه كانت لدى شكسبير فرصة لقبوله في الجامعة ومخالطته لأشخاص متعلمين ومثقفين مما مكنه من صقل موهبته وتوسيع أفكاره والصعود بها درجات النجاح، في حين كان المنع والرفض حليف أخته بل واحتمال السخرية من فكرة أنها تود الكتابة جعلتها تقتل رغبتها وتكبتها دون الجرأة حتى على تدوين بعض من أفكارها، فآثرت الرضوخ لإرادة مجتمعها والبقاء في المنزل للقيام بواجباتها في التنظيف وما إلى ذلك من أعمال "نسائية".

بالطبع لم يكن لِأحد أن يقوم بتشجيعها إن فكرت أن تُفصِح عن رغبتها وتمسك قلمًا وورقةً، فقط لأنها امرأة!

قامت وولف أيضًا بتوضيح الطريقة التي استخدمها المجتمع الأبوي على مر السنين لتقييد الإمكانيات الأدبية للنساء وغير الأدبية كذكرها لأبسط مايمكن أن يخطر بالبال عن التفرقة بين الرجل والمرأة حينئذٍ حيث كان يُحظَر على المرأة المشي على العشب الأخضر فذلك حتى كان حِكرًا على الرجال فقط أما مكانها الطبيعي فهو المشي على الحصاة والحجارة، وتلك الفكرة استفزتني بصراحة لأنها غير منطقية البته!

ولكن ذلك الزمن انتهى والحمدلله ولو أنه لم يكن في مجتمعاتنا العربية إلا أنَ الفكرة بِحد ذاتها مستفزة!

ولم تنسَ وولف أن تُلقي الضوء على نساءٍ باسلاتٍ تمكَّنَّ من كسر كل تلك القيود والتغلب على كل الصعوبات ومن ثم النجاح بالطبع.

منهن: جاين أوستن، تشارلوت برونتي، إيميلي برونتي، جورج إليوت.

ولكن على الرغم من نجاحهنّ في إثبات أنفسهنَ بأنهنَّ قادِرات على تحدي ظروفهنَّ وتأكيد أن المرأة قادرة على الخوض في ميدان الأدب إلاَّ أنَّ رواياتهنَ كانت يشوبها الشعور باليأس والغضب من إدراكهنَ ووعيهنَّ بمكانتهن الثانوية في نظر المجتمع.

ختمت فرجينيا وولف مقالتها الطويلة بِحثِ النساء على الإيمان بِقدراتهنَ ككاتبات وبالقيمة الأساسية للأدب.

بالنسبة لي كان الكتاب من أجمل الكتب التي قرأتها والتي قد أقرأها بما يخص الأدب والمرأة حيث كانت متعتي كبيرة جدا حدَّ عدم رغبتي من الانتهاء منه بِأفكاره العميقة والمنطقية وتحليلاتها عن الكتب التي قرأتها.

والجميل في الأمر أنَّ وولف أنصفت الرجال الذين اتخذوا موقف الاعتراف بقدرة المرأة على مُزاولة الأدب ولم تتجاهلهم، أي أنها اتخذت تجاههم موقف الاحترام والتقدير.

في النهاية يبقى النقاش في موضوع "المرأة والرجل" شائكًا لا نهاية له، إلا أنه فيما يخص الأدب فقد تمكنت المرأة من إثبات نفسها ونقش اسمها الأنثوي على كل عمل أدبي تقوم به بعد الكثير من العقبات والصعوبات وشعور الفخر والتحرر من قيودٍ كانت في الماضي تُكبِلُ حياتها، يملأ قلبها الأمل وعقلها الطموح بالوصول بمِلكتها نحو القمة في احترام عملِها من قِبل الجنس الآخر وعدم تحطيم معنوياتها واستصغار قيمة ما أنتجته.

#مياس_وليد_عرفه

اقتباساتي من الكتاب...

- لِلمرء مناطق زهو وخُيلاء حمقاء، ولا شكَّ هي أشياء من صلب الطبيعة الانسانية.

- إنَ الرؤية المُعتمَدة على المرآة في غاية الأهمية لأنها تشحذ الحيوية وتنشط الجهاز العصبي.

- إنَّ تاريخ مقاومة الرجال لتحرر النساء ربما كان أكثر إثارةً من قصة التحرر نفسها.

- إن على العبقرية أن تكون أكبر من أن تهتم بما يُقال.

- إنَّ النجاح يشجع على بذل الجهد، والعادة تُسهِّل من أمر النجاح.

- واضح أن العقل يحول ويغير من بؤرة تركيزه باستمرار ويضع العالم في منظور مختلف من لحظة لأخرى.


  • 3

   نشر في 04 يونيو 2020 .

التعليقات

كتاب رائع
0
مياس
جدا

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا