معجزة الاسراء والمعراج

..هيام فؤاد ضمرة..

**************

أكرم الله بها نبيه محمد صل الله عليه وسلم وأراه الله خلالها معجزاته الباهرة بآيات قدراته

من المفترض على كل مسلم تجديد النية مع الله خالقه من خلال العبادات التي يجب أن يمارسها على الدوام، وعلى المسلم أن يتعلم دينه ويتثقف بدينه فهذا واجب شرعي وأخلاقي ليمثل هويته ويتمثلها..

الاسراء والمعراج حدث جامع جاء توقيته قبل الهجرة وتأسيس الدولة الإسلامية، في ظروف دقيقة وحرجة، كان أهل النبي في قريش يعادونه ويغلقون عليه منافذ دعوته وهو بحاجة ماسة لرفع معنوياته ومنحه القوة على الثبات ولتعريفه بقيمته عند الله وبين كافة الأنبياء، حدث الإسراء والمعراج قبل أن تصبح لديانة محمد قوة تحميه وتحمي مصداقيته في رسالته العظيمة وقيمها الإلهية النبيلة، حين كان المسلمون في حالة ضعف وقلة عدد، فالنبي حينها كان يحتاج إلى معجزة تصنع له شعبية وتتيح المجال إلى استقطاب المنتمين للدين الجديد، فالله جل جلاله أكرم النبي بمعجزة تصرف عنه ضعفاء الإيمان لأن الاسلام كان بحاجة ماسة لمنتمين أقوياء بالعقيدة، وباعتقاد جازم بالدين لا خلخله فيه ، فجاء رب العزة بالمعجزة ليُبقي على الأقوياء المحيطين حول النبي ليشتد بهم أزره.

وعليه فقد حمل أبو بكر لقب الصديق منذ تلك الحادثة لتصديقه رواية النبي ولجزمه بصدق النبي في كل شيء، وجاء ذكر واقعة الإسراء في سورة الإسراء من القرأن الكريم، كما جاء ذكر واقعة المعراج بعروج النبي صل الله عليه وسلم السماء العليا بطبقاتها السبع في سورة النجم، ليريه الله من آياته الكبرى عند سدرة المنتهى جنة المأوى.

فللوحي قدرات عظمى منحه الله اياها لعون الأنبياء والمرسلين، والله الخالق العظيم هو من أسرى بعبده وليس العبد أسرى بنفسه فمن ذا يشك بقدرات الله الخالق هذا الكون العظيم وما فيه من عجائب الخلق، وأكوان أخرى لا نعرفها فالكون عالم لا حدود له بعلم البشر.

الارتباط مع الله بالعبادة هي مفتاح الأحداث، فقد هيأ الله للحدث بأن انفرج سقف بيت النبي عند زوجته أم هانئ وحمله ملكان إلى الحطيم وشقا صدره وأخذا قلبه فغسلاه عند زمزم ليمتلأ فقط بالإيمان ويخلو من القلق الذي كان قومه يسببوه له، ثم يقوم النبي بعبادة صادقة خاشعة تصل العبد بالله من خلالها، فجبريل أيقظ النبي ليقوم بالعبادة، توضأ وصلى وطاف حول الكعبة ودعا ربه بإيمان راسخ، ثم أتاه جبريل بالبراق (أكبر من الحمار وأصغر من البغل) ومن ميزة البراق الانتقال بسرعة الضوء، تضع حافرها حيث ترى مد بصرها، كناية على سرعتها الخيالية، أليس الله القادر على كل شيء قادر على فعل هذا؟.. فمن ذا يشكك بقدرات الله تعالى وهو من أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى البقعة المباركة على سطح هذه البسيطة.

حالما وصل النبي المسجد الأقصى ترجل عن البراق وعقد لجامه بحلقة باب الأقصى، دخل النبي المسجد الأقصى وصلي فيه قبل العروج حيث استقبله الأنبياء والمرسلين، 124 نبي كانوا بانتظار النبي يستقبلونه، ومر من بينهم على خحل وتقدمهم ليئم بالأنبياء بدعوة من جبريل ذات نفسه، وهو من استلم راية كل الأنبياء حبيبنا النبي، نبي أمة الاسلام.

فهل من المعقول يا إنسان أن تصدق وصول صاروخ لغايته في دقائق أو ثواني وهو من صنع البشر ولا تصدق قدرات الله خالق هذا الكون قيامه بمعجزة الاسراء بنبيه إلى القدس والأقصى، وعروجه صعوداً إلى السماء العليا؟.. كيف تصدق سفرك بالطائرة من قارة لأخرى ببضع ساعات ولا تصدق قدرات الله تعالى بالاسراء بنبيه بسرعة فوق العادة؟.. أبو بكر الصديق كان مدركا لقدرات خالق هذا الكون فلم يُنكر على النبي حادثة الإسراء والعراج، والله تعالى هو من أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السموات السبع.

وللسماء أبواب أخبرنا الله أن تكرار ذكر العبد لربه وتسبيحه له فإن الله يفتح أبواب السماء ويستجيب لعبده بإيجاب الدعاء.

في السماء الأولى استقبل النبي سيدنا آدم أبو البشرية وأبو الأنبياء، فرحب بالنبي قائلا مرحبا بالابن الصالح، في السماء الثانية التقي النبيان أبناء الخالة عيسى ويحيى، في السماء الثالثه قابل النبي يوسف صاحب الجمال البشري المعروف، يقابل النبي هارون، في السماء السادسة يقابل النبي موسى، وفي السماء السابعة قابل أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام، وعلى الأنبياء جميعا السلام، وآخر صعوده كان إلى سدرة المنتهى حيث البيت المعمور، كعبة الملائكة، ليرى ما رأى هناك الكثير من مشاهد ما سيصل إليه المؤمنون والكافرون، فيُقرئ النبي ابراهيم سيدنا محمد السلام إلى قومه

فلحادثة الإسراء والمعراج دروس وعبر يستفاد منها امتحان المسلمين، رفع معنويات النبي محمد أمام معاداة أهله، مواساته بعد فقده بالموت زوجته خديجة، ودلالة على مكانة المسجد الأقصى والقدس الشريف، وأيضا أهمية الصلاة في الدين وتحديد عدد الصلوات والركعات، احترام الأنبياء واعترافهم بالنبي محمد ومكانته، تحديد مكانة الأنبياء في السموات العلا،

غراس الجنة (التسابيح) تملكك مفاتيح أبواب الجنة (سبحان الله والحمدالله ولا اله الا الله والله أكبر)

الله خالق وليس مخلوق فلا جواب لسؤال من خلق الله، لأن اه من خلق كل شيء، لا بداية ولا نهاية لله رب هذا الكون جميعه.