جيش المهدي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

جيش المهدي

من يحكم العراق القانون ام المليشيات ؟!

  نشر في 06 شتنبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .



في ٢٠٠٧ لم تكن هذه البلاد سوى تورا بورا تجوبها ميليشيات التفتيش عن تسريحات الشعر، و قياس البرمودا، ومحتويات الموبايل وحتى نوعية الكاسيتات في السيارات كما حصل مع أحد اقاربي حين ضبطوه متلبساً بحيازة كاسيت للفنانة إليسا.

اصبح جيش المهدي الميليشيا الكبرى التي تعمل لإفساد التجربة السياسية العراقية بالسلاح والتدريب الايراني، لكنها لم تكن الوحيدة، فقد كان هناك أيضاً بدر التي كانت تمارس اعمالها المسلحة بحرفية وهدوء وبلا شوشرة ..لذلك كان الصيت [في الشوشرة] لجيش المهدي فقط. وكانت الخيارات لشخص مثلي محصورةً بين الدخول في هذا المزاج العام المؤيد، وحينها سيكون لدي ذرائع وجيهة من قبيل دفاع جيش المهدي عن بغداد بوجه تنظيم القاعدة والخ .. وبين التصدي بقصبة والكتابة على الأقل حتى لو كان لخمسة أشخاص إبراءً لذمتي الوطنية وضميري الذي لم يكن ليهدئ وأنا ارى الحجج والمغالطات تمرر على شعبي للتآمر على حقه بالاستقلال عن التبعية والتمتع بالسلام الذي تتمتع به الدولة التي كانت تجهز وتحرض جيش المهدي على قتال الاستكبار في العراق للأبد !

في ٢٠٠٨ بدأ المالكي رئيس الوزراء حملةً ضد الميليشيات، وقف الجميع بمن فيهم المتحدث معه .. وخلال ايام .. عادت الحياة المدنية الى المحافظات .. في ٢٠١٠ نزل المالكي بقائمة دولة القانون كأول قائمة غير طائفية وخرج عن الإئتلاف الشيعي .. فكنّا معه وكان الجميع معه ..

في ٢٠١١ و ٢٠١٢ .. اكتشفنا تدريجيا ان المالكي خدعنا ولم يحل الميليشيات بل ساومها بين السجن وبين ان يكونوا ميليشيات تابعة له شخصياً .. وكان يشق جيش المهدي أمامنا مع عامر الخزاعي وكنا نرحب ونسعد وكنا نتمنى أن يفتته تماماً لنصل الى حلمنا العظيم بدولة وعلم وجيش وخارطة مقدسة لا يمسها الجوار من الخارج بالحرب، ولا من الداخل بتشكيل ميليشيات وتيارات تدين بالولاء للخارج اولا

في ٢٠١٣ و ٢٠١٤ .. بدأنا نرى الخديعة جهاراً .. المالكي كان يسرق جيش المهدي ويشكل به ميليشياته .. وفي ٢٠١٦ قبل ايام.. جلس الى جانبهم وجعلهم يعترفون له بالفضل بأنه هو من أسسهم لا السيستاني

كان يخدعنا ويلعب على أحلامنا

ولكن هل كان هناك عراقي وطني واحد .. يحترم وطنيته و يعارض التخلص من الميليشيات ؟

هل كان مقبولاً أن نعارض التخلص من الميليشيات بدعوى أن هذا سينفع المالكي سياسياً ؟ وهو ما حصل بالفعل حين حصد الـ ٨٩

كان هذا الكلام ولا يزال هراءً ..

ما يحصل الان هو الصدر يقوم بنفس خدعة المالكي للعب على وتر الوطنية والخروج بالمظاهرات تارة وطلب الحقوق تارة أخرى وبين هذا وذاك لا تزال اقلامنا تبحث عن الحقيقة وتنشرها دون الالتفات للضريبة التي سنتحملها

الميليشيات والصكاكة التي يلصقها الناس اليوم بمقتدى اصبحت في غالبيتها بحوزة المالكي الذي اصبح راعي لأي قوة تصعيد طائفي او قوة خارجة عن الدولة .. ولولا الحرج لذكرت قائمة طويلة دخلت تحت عباءة الخط الاحمر المقدس .. ولا زال الناس يحسبونها على الصدر مع انها الان في عهدة المالكي !

صحيح .. لا نجيد الهراء الشعري الذي يجعلنا نثرثر بكلام فارغ غير مفهوم حول الحياد والموضوعية .. نحن هنا .. هذه اسبابنا .. ولا عاطفة لدينا ولا حب ولا بغض .. نحن آلات وطنية مبرمجة مزودة بحساسات تلتقط السلوك الوطني و تتابعه .. نتسلح بالمعلومات والمتابعة والقراءة ولا تأخذنا موجات الاعلام والجيوش الالكترونية كما اننا لا نكترث ان قيل عنا غير محايدين او غير موضوعيين او الخ ..

السبّة الوحيدة التي أرد عليها شخصيا هي التي تطعن بنظافة اليد أو صدق الوطنية

لا اكتب فقط من اجل الاستقطاب الحالي .. بل من اجل خارطة طريق مواقف للأقلية الوطنية ..

 

هذه صيرورة .. في كل حقبة هناك من يتبنى الوطنية والاستقلال، ومن يتبنى الطائفية والتبعية .. لا هؤلاء شياطين ولا اولئك ملائكة .. هذه مقتضيات الحراك السياسي ...الوطنيون ثابتون وهم مع من يكون معهم .. بلا حساسية ولا خشية على بيضة الموضوعية، اما من يريد التجمد مكانه ليحافظ على لمعان وجهه فهذا من حقه ..لكن ليس بالوجوه اللامعة تبنى الاوطان يا صديقي !




   نشر في 06 شتنبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا