عند متابعتك للأحداث الحالية في مصر ومن الوهلة الأولى سترى أن الصراع القائم الآن هو صراع سياسى من الدرجه الأولى .أو صراع دينى بين فئةتدعى أنها تصارع من أجل تطبيق شرع الله والحكم بما أنزل الله وفئة أخرى ترى أنه لا بديل عن فصل الدين عن السياسة ... ولكن فى حقيقة الأمر ..الصراع القائم صراع أجيال ... هو صراع بين جيل دمر وأفسد وأجهض الحياة السياسية على مدار ستين عاماً .صراع بين جيل ارتضى أن يحنى ظهره لأى كلب بدعوى الإستقرار "هههه أى إستقرار" جيل يرى أن البلد التى تحتل أدنى المراتب فى التعليم والصحة والبحث العلمى ...إلخ
هى أم الدنيا ...جيل ليس لديه أى إعتراض على زيادة معاشات ومرتبات وصرف بدلات لفئات بعينها " الأسياد" بينما يطالب باقى الشعب بالتقشف وربط الحزام "العبيد"
جيل يرى أن ستين عاماً من حكم العساكر لم يكن كافيا لتدمير البلاد فقرر أن يمنحهم سنوات أخرى .. ولكن هذه المرة على حساب جيل لم يكن له أى ذنب سوى أنه وجد هؤلاء الحمقى يخططون له مستقبله ، هذا الجيل الذى قرر أن يثور ويتمرد على الجوع ،والفساد ،والفقر ،والجهل ،والتخلف ،والعبودية..... وما أن بدأت الشمس تظهر من جديد حتى اصطدم هذا الشباب الواعى الناضج المظلوم بحماقة من سبقوه .. لم يكتفوا بإرتكاب جميع الحماقات فى الماضى بل عادوا ليكونوا هم أعداء التغيير .... لم يكتفوا بتدمير حاضرهم ومستقبلهم بل يريدوا أيضا تدمير مستقبل من بعدهم .. لترى شباب هذه البلدة ما بين معتقل ،أو مطارد ،أو شهيد ،أو محبط ،أويائس ،أومهاجر ،أو يسعى فى أوراق الهجره ،أو منتظر لحظة الهجرة .. بينما هم يقضوا ما بقى لهم من عمرهم يمارسون ما اعتادوا عليه طيلة حياتهم "التطبيل" عادت الأمور لسابق عهدها لترى مرة أخرى الوجوه المهترئة تتصدر المشهد السياسى .. ولم يكتفوا بكل هذا بل عادوا ليلقوا اللوم على الشباب ويتهموهم بإفساد البلاد وكيف كانت البلاد فى حالة تدهور وإنهيار . وهم من تدخلوا وأنقذوا الوضع "عدلوا المايلة" يلومون على شباب لم يتجاوز العقد الثانى أو الثالث من عمره ... بينما هم من أضاعوا حاضرهم ومستقبلهم ..ليس لديهم سوى نصائح تحمل الذل ،والخنوع ،والخضوع ...ما نظرت إليهم مرة
إلا وجدت فى أعينهم سذاجة الماضى وحماقة الحاضر .. أما آن لهذا الجيل أن يبتعد قليلا؟؟!! .. أما آن لهذا الجيل أن يعترف بفشله وسذاجته ؟؟؟!!... لا ألقى باللوم على فئة دون الأخرى ،ولكن ألقى باللوم على جيل بأكمله بإختلاف أيدلوجياته وتفكيره ......
وفى النهاية
دمتم منبطحين.. دمتم "جنب الحيط"
الحرية لنا والكرامه لنا ولكم الذل والإهانة.