عندما تأملت حياتي الماضية بتركيز شديد ..وجدت حالي هو أقرب حال للتائه في الصحراء الكبرى ,لا يعرف يمينه من شماله ولا شرقه من غربه ..ومن خلال تأملي هذا أدركت وأيقنت أن حياتي قصيرة جداً ..نعم ..إدراك أو شعور قل ما تقوله ,حياتي قصيرة حتى لو مدّ الله في عمري حتى التسعين ستظل قصيرة إذا وضعتها في حيّزها الطبيعي ..فما فائدة تسعين عاماً مقابل 10 الآلآف أو أكثر من الوجود البشري على الأرض ؟
وكان لابد أن أعيد حساباتي ..قليلاً ,وأعترف .
إفتح من فضلك أي مقال من مقالاتي على هذا الموقع ,إقرأ رواياتي الثلاثة التي كتبتها ..وستعرف كم كنت ساذجاً وتافهاً وإستطعت خداعكم بمنتهى السهولة ..مقالاتي أتحدث فيها عن أشياء لم تكن في يوماً ما ,رواياتي خيالية ذات مزاج طفولي حاد ..ساذجة جداً ,ولكي أكون واضحاً أكثر ,من السذاجة أن أكتب مقالاً عن لعنة الوظيفة وينبغي التخلص منها وتحقيق أحلامنا وأنا أساساً مقيد حتى هذه اللحظة بالوظيفة ! من السذاجة أن أكتب مقالاً عن عشق القراءة وأنا أساساً قراءتي محدودة جداً ! من السذاجة أن أتحدث عن السفر والرحلات وأن تزور العالم وأنا أساساً محاط بواقعي المؤسف هذا ..خدعتكم أليس كذلك ؟
وعندما نلتفت إلى رواياتي ..فنجد أنها ليس لها أي فائدة ولا قيمة ,فهي مثل أن تشاهد فيلم رعب وأنت تعرف يقيناً إنه خيالي ....فإنتقام الشياطين وأن يكون صديقك دراكولا وأن تولد في عالم أخر ليس واقعياً أبداً ..هذه الروايات تستحق بجدارة أن تحرقها إذا وصلت إلى عندك.
ولأن حياتي قصيرة ..ولا أريد أن أكمل باقي الأيام التي أعيشها ,أو باقي الأعوام في التفاهات والسخافات ,ولأن ليس لديّ شيء ذو قيمة أقوله بعد ...فأنا سأكتفي بهذا القدر حتى الآن .
ولكن هناك ثلاثة مقالات سأكتبهم لاحقاً لأكمل فكرتي الحالية ..قبل أن أعتزل الكتابة إلى أن أجد ما أقوله وأنهي ما كُلفت به نفسي قبل خلقي.
-
هيثم ممتازبين الجهل والمعرفة شعرة واحدة ,وهي القراءة.
التعليقات
صديقي أنت لم تقنعنا بسبب حقيقي يجعلك تقف عن التدوين
بغض النظر عن القراءة و التفاعل و الموضوع أهو سطحي أم عميق ، فإن للكتابة فائدة شخصية كبيرة تساعد على تطوير و تعميق الفكر ..
الكتابة لا تكون تحت الطلب و إنما لحاجة لنا بذلك، متى أحسست بالحاجة فلتكتب.. وليكن ذلك على فترات طويلة متقطعة، المهم هو أن تكتب
و تقبل مروري
الطائر سجين ويغرد عن الحرية, والانسان يموت وتبقى أوراقه خالده, وما لم يقرئه الاباء اليوم يحفضه الابناء غداً.
لديك موهبة الكتابة الالاف غيرك يعجز أن يكتب سطراً كبيرة فأستغلها, أكتشفت فجأة بأن المواضيع التي كتبتها سطحية أكتب غيرها تعمق بالكتابة أصنع فكراً أصنع حكمة فيما تكتب التاريخ طويل امامك الفلسفة أعمق اتجاهك الدين أكثر حاجة اليك كثيرة المواضيع التي بحاجه الى الكتابة عنها اليوم الامة في كل الاصعدة أختار لك موضوعاً يكن لك قضية وهدفاً فأجعل الكتابة هي سلاح هذه القضية وخير ما أنصحك من قضاياً هي اصلاح الشباب والدفاع عن الدين وتوعية العوام