الدليل على وجود الله؟
الدليل على وجود الله؟
نشر في 16 يونيو 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
يتعين حتما أن يكون هناك شيئ أوجده شيئا ما لأننا سنستمر نقول كيف تكون الكون فإن قلنا صدفة فمن أين أتت الصدفة فلا بد أن وراء هذه الصدفة شيئا ما وسيتعين علينا أن نستمر نقول كيف جاء هذا وكيف بدأ هذا وذاك إلى الأبد وسيتعين علينا حتميا أن نؤمن بأزلية (لا بداية له) شيئا ما فهل سنسقط الكون أم سنسقط الله من هذه الأزلية ولا مفر إلا بإسقاط الكون لأن الشيئ الأزلي سيكون مختلف عن طبيعة الشيئ غير الأزلي الذي أوجده الشيئ الأزلي إذ المُوجَدَ عقلانيا لن يشابه الواجد فالمُوجَدَ بالمختصر المفيد هو زمان ومكان فالكون كله عبارة عن أزمنة وأمكنة فقط أيا كان طبيعة هذه الأمكنة المادية فلا يدخل الواجد نوعيا في أي شيئ من نوع طبيعة المُوجَدَ فلا يعقل أن من أوجد الأزمنة والأمكنة هذه هي أزمنة وأمكنة أخرى انبثق منها كوننا هذا بقوة تأثير تفاعل مادي ما فالطريقة الأزلية هذه متشابهة وهذا الأمر خاطئ بديهيا في مسألة هذا الوجود البديع فالأمر يقود لطريق ينبؤنا بإختلاف نوع المُوجَدَ عن الواجد فالواجد غير المُوجَدَ لا يشبه الواجد المُوجَدَ ثم إننا لو افترضنا جدلا فقط أن الكون محض صدفة وجودية لا علاقة له بالله فعندما تكونت هذه الصدفة كيف تعرفنا بالله وأصبحنا منذا آلاف السنين نحاول أن نجد خالقا لهذه الحياة بل من المستحيل أن يصدف أن معظم ومعظم البشرية أصبحت لا تفكر إلا بالله وتؤدي نشاطات يومية لا تتركها مرتبطة به وكأن البشرية تطابقت صفاتيا في توجه جماعي واحد حيث لم يكن الخلاف فقط إلا في مسائل جانبية في طريقة السير لرضا الله ثم إنه من غير المعقول أن يصدف في زماننا تواجد كلام الله الحق في ثلاثة كتب سماوية إعجازية تتحدث بشكل متطابق معنويا في توجهها الخاص إذ من الواضح أن منزلهم من السماء على هؤلاء الأنبياء الله الواحد فمن المجحف جدا التوهم أن موسى عليه السلام ألف كتابا ثم حاول عيسى عليه السلام أن يؤلف كتابا أفضل منه وآخرا محمد عليه وآله أفضل الصلام والسلام أن يؤلف كتابا أفضل من هذان الكتابان بدون اختلاف في طبيعة توجهات الأمور المعنوية في هذه الكتب الثلاثة فمن توافقهم العجيب هذا نعلم أنها كلام الله والله الهادي والعالم والمدبر والرحيم بأمور من شهد بالخالق المعبود المجزي من هذه الأمة الإنسانية جمعاء.
بقلم / صادق الدبيسي
وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين
التعليقات
وشكرا