" يقول الدكتور : العب لو اخرب الملعب "

عندما كنا صغارا كنا نلعب كرة القدم مع اولاد الحي وكنا نستمتع كثيرا ولا يعكر صفو سعادتنا الا لاعب واحد دائما مايكون سبب خسارة الفريق ولكن لا يستطيع احدنا اخراجه لان كان صاحب الكرة ( ابو الطوبة ) وكان له جملة شهيرة يرددها كلما طلب احد منه الخروج كان يقول ( العب لو اخرب الملعب ) ودائما ما كان يفعل الاثنان معا ....

هذا النموذج لم نستغرب وجوده يوما ما عن الاطفال ، ولكننا اصبحنا نستغرب لاننا نرها بين القادة والعلماء والمفكرين ( او من يعتقدون انهم كذلك ) وكانها وباء او مرض (وهذا ما اعتقده ) وما يثبت ذلك اننا نجد هذا الامر يظهر عندما نجد ان قائد اوعالم يتم نقده او عدم الالتزام باوامره لتجد بعض الشعارات على جدران حمص ( اما بشار الاسد والا نحرق البلد ) هذا التشابه في العقول ( في الغباء اذا صح التعبير ) وفي التفكير ...

كل هذا لم يأتي من فراغ بل هو مجموعة من تراكمات نفسية وفكرية و ايدولوجيا جعلت من الانسان يحمل هذه الصفة التي تكون غالبا متطورة جدا عند القادة مما يدعوه ان يخرب البلدان التي تحيط به وليس بلاده فقط ( صدام حسين مع الكويت سابقا وبشار و السيسي الان ) وغالبا ما يجد مبررا لغبائه لفعل هذه الافعال ، الارهاب مرة والشرف مرة والدفاع عن الامه مرة ، ولكنه في حقيقته مرض نفسي وفكري يصيب الانسان فيجعله يعتقد ان وجوده في هذه الارض هو السبب في استقرارها بل ويشعر احيانا ( هو في الحقيقة لا يشعر بل يؤمن ) انه اذا ما خرج من مكانه سينهار كل شيء وهذا ما يزرعه فيه الحاشية التي حوله ، الحاشية التي تحاول ان تصنع من القائد صنما يعبد ( وغالبا ما كانت تنجح بذلك ) وهذا ما قد يعطيك تفسيرا للسبب الحقيقي وراء اصابة القادة بهذا المرض .....

ولكن ما يصدمك كثيرا تجد ان هذا المرض قد اصاب من هو اذا حضر لا يعد واذا غاب لا يفتقد لتجد نفسك تحاول ان تفسر هذا الامر على انه شعور بالنقص او انه جهل متقع ولكن كل هذه التفاسير لا تشفي غليلك ولا تجدها مقنعة ابدا لانك تعلم جيدا انك امام مشكلة معقد التركيب ( مشاكل مترابطة مع بعضها البعض لتكون مشكلة مركبة ) لا يمكن ان تحل بتفكير بسيط او حلول بسيطة بل تحتاج الى حلول مركبة ( حلول بسيطة ترتبط ببعضها لتكون حل مركب )

اما ان تفكر بان تترك المشكلة لكي يقوم بحلها الزمن ستجد نفسك تشبه ذلك اللاعب الجيد الذي يجلس بين الجماهير يتابع لانه لا يملك الكرة ( حل المشكلة) ولا تسمح له كرامته ان يتحكم به صاحب الكرة كحال اللاعبين البقية .