حماس في موقف لا تُحسد عليه ، وموقفها السياسي مرتبك وخصوصاً بعد غياب الأيادي التي عودّتها على المساعدات وزيادة الضغط عليها بعد شهرين من بدء إجراءات الرئيس بخصم الرواتب أيضاً للضغط على الحركة من أجل إنهاء الانقسام ، إلا أن حماس رفضت ، وأُجزم أنه بعد كل هذه الأحداث ، ليس لدى الحركة الكثير من الخيارات ، و الخيار الأفضل والمطلوب حالياً من الحركة أن تتجه نحو شعبها فقط ، وتتحد مع حركة فتح ، وتتظلل بظلال الشرعية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها محمود عباس أبو مازن ، فهي بذلك تنقذ غزة وشعبها العظيم من مأسٍ عظيمة قادمة وستخيّب آمال الإحتلال ، وهذا فقط هو الخيار الوطني الحقيقي ، الذي سيثبت للمنطقة أن حماس حركة وطنية بإمتياز ، لا يهمها سوى مصلحة شعبها!

عندما أعلنت حماس وثيقتها الجديدة التي كانت قريبة من برنامج منظمة التحرير الفلسطينية ، كان مشعل الرئيس السابق للحركة يستجدي بترامب وها هو ترامب اليوم يُعلن من مملكة آل سعود أن حماس إرهابية كما أعلن غيرهُ كثيرون ، بوجهة نظري حماس حركة فلسطينية نختلف معها وهي خصم سياسي وليس عدو ومن غير الممكن أن نوافق الغرب بأن حماس إرهابية بالرغم أنها لم تُقصر في العشر سنين من ظلم وتعذيب لأهل غزة ، الإجدر لحماس أن تُفسح المجال وتتحد مع فتح كما ذكرت سابقاً.

القرار والحل بيد حركة حماس التي عليها أن تقرر ما إذا كانت مستعدة للتخلي عن الحكم ، وإعادة غزة لحكم لحضن السلطة بكل ما فيها وعليها من إلتزامات ، أو أن تركب أمواج العناد وتذهب نحو قرار الصمود في وجه عاصفة عاتية ، من شأنها أن تحول قطاع غزة إلى خرابة. أمام هذه المفاضلة بين خيارين أحلاهما مُر بالنسبة لحركة حماس ، من غير المتوقع أن يتقدم أحد في الإقليم لمدّ يد العون لحماس ، فما كان بالأمس من قبل حلفائها غير الممكن اليون بسبب إندراج هؤلاء في سياقات التحرك الأمريكي الإقليمي. وفي أي من الخيارين فإن الثمن الذي تدفعه حماس سيكون كبيراً والثمن الذي يدفعه سكان القطاع الذين أعيتهم الحروب ، والأزمات والحصار والتهميش. هذا هو ثمن القراءات والحسابات الخاطئة والفصائلية ، والمُراهنات على أراضٍ رخوة ، وحُلفاء غير مبدئيين.