تلميذة في الجامعة بإختصاص التربية والتعليم..! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تلميذة في الجامعة بإختصاص التربية والتعليم..!

  نشر في 03 ماي 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

عندما يبدأ الطالب دراسته في المرحلة الإبتدائية تطلق عليه تسمية ( تلميذ ) ولطالما كان في تلك المرحلة فهو مازال في طور التعلّم لازلت أذكر عندما كنت تلميذة في الإبتدائية وأجمل صفة أُحبها في أي تلميذ هي الإصغاء كُنت دائمًا أُصغي لكل كلمة تتفوه بها المعلمة وفي كل معلومة وكل ملاحظة تقولها كأني لاول مرة أسمع أحدٌ يتحدث حتى وإن كنت أجتهد على المعلمة وأدرس المادة قبل أن تشرحها لبقية التلاميذ ولكني لا أبين لها إني قرأت المادة لكي لا يشعر باقي التلاميذ بالفروق الفردية ولكي لا تشعر المعلمة بإني أستغني عن شرحِها للمادة وبالفعل  سأختص مستقبلاً بالمجال التربوي وانا طالبة جامعية  ومازلت  أصغي لكل معلومة كأني تلميذة .

أنهيت الدراسة الإبتدائية بمعدل عالٍ ثم إنتقلت بعدها للمرحلة الثانوية ومرت مرحلة الثانوية وما زلت على ماعاهدت نفسي من إصغاء وتعلم وتخرجت من السادس العلمي أو الثانوية العامة في العام الماضي  بمعدل (%94.25 ) كان طموحي أن أكمل دراستي في كلية الطب البشري ولكن لم أكن مؤهلة لأي كلية من كليات المجموعة الطبية بعدها قررت أن أكمل دراستي الجامعية في إحدى كليات التربية بإختصاص الرياضيات كوني أُحب التدريس .

قامت الدنيا ولم تقعد ..!!

الجميع يقول كيف يكون معدلَكِ في الثانوية هكذا وتقررين ان تكملي في كلية التربية التي معدل القبول فيها (60%)  .. وكأن المجال التربوي لم تعد له قيمة..

في الحقيقة لا أعلم لِمَ تجعل وزارات التعليم العالي في بعض الدول معدلات القبول لكليات التربية أقل من معدلات كليات المجموعة الطبية وكليات الهندسة ماذا لو كانت معدلات قبول كليات التربية أعلى من كليات الهندسة والمجموعة الطبية ..؟

لأصبح لدينا طلبة في المرحلة الجامعية  وهم أساتذة في ذات الوقت وبذلك نضمن تخرج طبيب ومهندس ناجح لاننا وفرنا له مدرس ناجح ..!

بل صنعنا جيل جديد من تلاميذ كل واحدٍ مؤهل ليكون عالم وربما نعود كما سلف من عصور العلماء العرب  لنقول العالم فلان تتلمذ على يد العالم فلان

وما زلت لهذا اليوم  تقديسًا لهذا المجال النبيل عندما يثني عليّ أحد الأساتذة الجامعيين أقول له انا تلميذتكم أستاذي  وأبتسم ولا أقول طالبتكم  ..لان بالإضافة الى ثوب التواضع الذي تلبسك إياه تلك الكلمة فالطالب يجتهد على نفسه والتلميذ يجتهد على الأستاذ ...!!

من لم يحاول الإجتهاد على أستاذه ليس بتلميذٍ لهذا الأستاذ ولم يسير على خطاه ونهجه  .

بل يكون الأستاذ في أوج نجاحه إذا تفوق تلميذه عليه ...

فالجميع تلامِذة امام العلم لان العلم لم ينتهِ بعد والعلم كنجمة الجميع ينظر لها ذات النظرة ...

والأستاذ قبل أن يُدرِّس منهج المادة يجب ان يكون الأستاذ منهجًا يُدرَّس ..






بقلم مها سعد فاضل

  • 11

  • مها سعد فاضل
    لي عقلٌ يتفَكّر و قلبٌ يفقه و ضميرٌ حَي و أصلٌ عَربيّ أكسَبَني فصاحةً على الفِطرةِ و قلمٌ ليس بيني وبينه بين حَرِيٌ أن أقول كاتبة ...
   نشر في 03 ماي 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

ما أحوجنا إلى ثورة تعليمية تعترف بفردانية التلاميذ و لا تحصرهم في المعدلات العالية و التخصصات المقبولة اجتماعيا!! و ما أحوجنا إلى رد الاعتبار لواحدة من أنبل المهن التي عرفتها الإنسانية!!
1
صدقتِ، النظم التعليمية في الوطن العربي مستنسخة من النظم الغربيةـ، وهي بحاجة للمراجعة,,,رغم أنك كنت مؤهلة لدراسة الطب أفضل من غيرك إلا أن المعدل لم يسمح لك... المعدلات صارت تقرر مصير حياتنا التعليمية...وأحيانا تضيع كفاءات كبيرة...ولذلك صار الغرب اليوم يدعو إلى التخلي عن نظام التنقيط..لأنه غير عادل...
1
مها سعد فاضل
بالفعل هناك تضييع كفاءات كبيرة للأسف...
كلام جنابكم الكريم أوجز ما أردتُ قوله جُل التحايا لحضرتكم
والأستاذ قبل أن يُدرِّس منهج المادة يجب أن يكون الأستاذ منهجًا يُدرَّس ..
نعم صحيح ما قلت و أظيف لك أن الأستاذ لا يكون منهجا يُدرس الا بعد سنوات خبرة و موسوعة أخلاق وحكمة ضمير و رشاقة أفكار في مجال تخصصه .
أحسنت .
3
مها سعد فاضل
أحسن اللّٰه اليكم دكتورة سميرة وانتم بالفعل منهجًا يُدرَّس أشكر مروركم الكريم
Dallash
احسنت دكتورة سميرة ،فقد يكون الاستاذ موسوعة علم وثقافة ولكنه لا يجد الأسلوب ، وقد يكون فكره غير ممنهج فيقتل جيلا كاملاً، إضافة أن الخبرة تزداد يوما عن يوم خاصة في الاسلوب ومراعاة الفروق الفردية
عبد العزيز حامدي
الخبرة اليوم لم تعد تُحسب بالسنوات..بل بالجهد والعلم والتعلم والتكوين المستمر...ويبقى للمدة الزمنية قدرها
نسمة رجب منذ 4 سنة
Wow
2
Dallash منذ 4 سنة
كلام جميل اخت مها ...في الدول المتقدمة أعلى رواتب هي لمدرسي الصفوف الأولية "العلم في الصغر كالنقش في الحجر"...
3
مها سعد فاضل
شُكرًا لمروركم الكريم أستاذ ماهر
بالفعل العلم في الصغر كالنقش في الحجر
في البلدان المتقدمة لاينقشون على الحجر فقط بل يشيدون منه بنيان ..
Dallash
منارة العلم بغداد ونورها
جاحظ وكرخي وأحمد الحنبل
منك استقيت العلم والعزة
منك الياسمين والنخل والقرنفل
Dallash
جزء من قصيدتي صوت صفير البلبل المنشورة هنا..
تخرجت من بغداد واحسست بكل حرف في مقالك
اصبت كبد الحقيقة اخت مها ..حفظك الله
مها سعد فاضل
الفخر لبغداد إن تخرج منها أساتذة أمثالكم حفظكم الله ودمتم روافد نستقي منها علمًا وادبًا

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا