صراع الأهداف في المنظمة التربوية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

صراع الأهداف في المنظمة التربوية

غايات مؤسسية وغايات شخصية بقلم د.زهره الخضاب

  نشر في 08 ديسمبر 2022 .

بلا شك لكل منا له أهداف شخصية ورغبات ذاتية، وفي الوقت ذاته للمنظمة التي نعمل بها أهداف وغايات كبرى تسعى لتحقيقها، وللأسف ما يلاحظ على بعض الموظفين تقديم أهدافه الشخصية على غايات وأهداف المنظمة. طبعاً لن أتطفل على المختصين في علم الإدارة للحديث عن مستويات الأهداف ودور الانضباط والرقابة في تحقيق الأهداف، لكنني أود مشاركتكم تجربتي مما لاحظته أثناء مسيرتي المهنية في مجال التعليم داخل المدرسة. وبما أني امتهن التدريس فسأتحدث عن المعلمين. هل يمكن أن تتصارع رغبات المعلم الشخصية مع أهداف وغايات المؤسسة التربوية التي يعمل بها. وكيف ينجح المعلم في تقديم أهداف المؤسسة على أهدافه؟

أقول إن المعلم الناجح ليس هو من ينتظر انتهاء الحصة بفارغ الصبر كي يعود إلى غرفة المعلمين يكمل أحاديثه الجانبية مع الزملاء ويشرب فنجان القهوة ويتصفح مواقع التواصل الاجتماعي. وليس هو من يزهد في الدقائق الأخيرة من الحصة الدراسية ليقضيها واقف أمام باب الفصل. وليس هو من يبخل بوقته لتطوير نفسه مهنيا ومتابعة طلابه بكل شغف. هذا المعلم قدم راحته الشخصية ورغباته الذاتية على أهداف المنظمة التعليمية.

إن المعلم الحقيقي من وجهة نظري هو المعلم المتجدد وهو من ينتظر الشعور بالإنجاز والمتعة داخل غرفة الصف فيبدع ويبتكر وينوع ويشعر بالتقدم كلما تفاعل طالب معه وكلما تغير سلوكه نحو الأفضل، فهو لديه شغف ليسمع للطلاب ويشاركهم التجارب ويكسبهم المهارات. حصته القادمة يعدها مغامرة جديدة وتخطيط وترقب لكل نمو يلاحظه على طلابه.

نعم أن رحلة التعلم والنمو والتجديد لدى المعلم الحقيقي لا تنتهي فهو لا يمل من قراءة كتاب أو تعلم نظرية جديدة في مجال تخصصه أو تجريب طريقة جديدة في طرق التدريس. وهذا حقاً ما يكسبه التميز والخبرة والقدرة على مواكبة التطورات في المجال التربوي سواء التطورات في المجال النظريات أم في مجال التطبيقات.

أتمنى أن يتعلم المعلم من جديد لماذا هو يدرس أصلاً؟

هل من أجل الحصول على الراتب آخر الشهر فقط؟ هل من أجل المكانة الاجتماعية فقط؟

أم أنه فعلاً يشعر أن التدريس رسالة سامية لها أهداف وغايات عظيمة من خلالها تبنى الأمم وتنهض الشعوب وهي وسيلة تخدم الوطن وتبني أجيال المستقبل. بالنسبة لي أنا تعلمت من تدريسي مقررات الإدارة والتربية المهنية قيمة حب العمل والإخلاص والمحاسبة والإحساس بالمسؤولية واحترام طلابي على اختلافهم وتنوعهم وبمشاعرهم الواضحة أحيانا والمخبأة وتعلمت أن أرتقي معهم في كل خطوة نمو يمرون بها أثناء دروسي وأتمنى أن ينتقل ما تعلمت في تجربتي المهنية لكل طالبة من طالباتي حتى تكون لبنة يفتخر بها الوطن وتسهم في صناعة مجده وازدهاره.

في الختام نشير إلى أن الموظف في المؤسسة التعليمية وليس فقط المعلم، بل كل العاملين في المدرسة من معلمين وكادر إداري من قمة الهرم إلى أدناه يجب أن تكون الألوية لتحقيق أهداف المؤسسة التعليمية وتقديم خدمة تعليمية راقية تتناسب وطموح الوطن وتسهم بالفعل في تحقيق التقدم والتطور.



  • زهره علوي
    مهتمة بالتدريس والتدريب ،كاتبة وقارئة ،معاَ ننجح .
   نشر في 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا