مقال بعنوان: الأسئلة الصفية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مقال بعنوان: الأسئلة الصفية

الأسئلة الصفية

  نشر في 03 يناير 2023 .

مقال بعنوان: الأسئلة الصفية

بقلم: رجاء صلاح صندوقة

باحثة بدرجة الدكتوراة

قسم المناهج وطرق التدريس، كلية التربية

الجامعة الإسلامية – غزة، فلسطين

من الجدير بالذكر أنَّ الأسئلة الصفية من المكونات المهمة والرئيسة لأي تدريس ناجح؛ وذلك لكونها وسيلة فعّالة في إثارة أفكار الطلبة داخل الحجرة الصفية، فضلًا عن توفير بيئة صفية نشطة مليئة بالتفاعل بين المعلم وطلابه، وبين طلابه أنفسهم، من أجل ذلك؛ يُعد طرح المُعلم للأسئلة الشفوية على طلابه في أثناء إجراءات الدرس والمواقف التعليمية التعلمية من الوسائل الفعّالة في تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة، ومن الأدوات التي تحثهم على التفكير، مما يتطلب من المُعلم إتقان مهارة طرح الأسئلة الشفوية، وإلمامه بشروط صياغتها، وشروط طرحها على طلابه، لا سيَّما أنَّ المعلم يستخدم الأسئلة الصفية في مراحل مختلفة من تنفيذ الدرس، فهو يستخدمها في مرحلة الإثارة والتهيئة في سبيل دافعية طلابه على التعلم الجديد، ويستخدمها في عملية التقويم التكويني أثناء تنفيذ إجراءات الدرس سعيًا وراء تحقيق الأهداف المنشودة، ويستخدمها أيضًا في عملية التقويم الختامي للتأكد من مدى تحقق تلك الأهداف لذلك، كما تعد الأسئلة هي المتحدي الدائم لفكر الطالب داخل الحجرة الصفية وخارجها.

تعريفات الأسئلة الصفية:

يعرفها Gharib, 2006, P. 20)) بأنها: أفعال تلفظية يقوم بها المعلم كتابيًا أو شفاهيًا، لإدارة الحوار بين الطلبة أو تعزيز تفاعلاتهم، أو اختبار تعلمهم أو إكسابهم معارف جديدة.

كما يعرفها (Zaytun, 2001, P. 40) بأنها: مجموعة من السلوكات والأداءات التدريسية التي يقوم بها المعلم بدقة وسرعة، وبقدرة على التكيف مع معطيات الموقف التعليمي.

ويعرفها غانم وأبو شعيرة بأنها: جملة أو عبارة لها صيغة استفهامية، يطرحها المعلم على الطلبة أثناء التدريس، بغرض إثارتهم وحفزهم للرد والإجابة عنها بشكل سليم، من خلال استرجاع معلوماتهم وتجميع أفكارهم حول محتوى الجملة الاستفهامية.

وتعرفها الباحثة إجرائيًا بأنها: أحد المكونات الأساسية لجميع عناصر التدريس الفعّال وخطواته، كما تسهم في الكشف عن اهتمامات الطلبة وميولهم واستعداداتهم وقدراتهم.

أهمية الأسئلة الصفية (غانم؛ وأبو شعيرة، 2008م، ص299):

1- تكشف عن مدى المعرفة السابقة لدى المتعلمين، وتظهر مدى استيعابهم للتعلم الجديد، ومدى تحقق الأهداف المرصودة لديهم.

2- تثير اهتمام الطلبة، وتحافظ على استمرارية مشاركتهم في أنشطة الدرس.

3- تسهم في نقل المعرفة وتبادلها بين الطلبة.

4- تعمل على تنظيم أفكار الطلبة.

5- تساعد في تقويم تحصيل الطلبة، وتشخيص مواطن الضعف والقوة لديهم.

6- تسهم في الكشف عن اهتمامات الطلبة، وميولهم، واستعداداتهم، وقدراتهم.

7- تتيح الفرص للمتعلمين للتعبير عن آرائهم، ومقترحاتهم.

8- تعد من أفضل وسائل التواصل بين المتعلمين والمعلمين، وبين المتعلمين أنفسهم.

9- تسهم في عمليات الضبط والانضباط الصفي، وتحسين سلوكات المتعلمين

10- تساعد في مراجعة التعلم، وكشف علاقاته، وإعادة تنظيمه.

صياغة الأسئلة الصفية وطرحها ودورها في تفعيل الاتصال والتواصل في الموقف التعليمي (الأسطل؛ والخالدي، 2005م، ص110):

يؤدي المعلم دورًا بارزًا في تهيئة البيئة الصفية المناسبة والمناخ التعليمي الذي يسمح للطلبة بالمشاركة والتفاعل عن طريق تنويع المثيرات المستخدمة في التدريس، ويشجع الطلبة على المبادأة ويتقبل آراءهم ومناقشتهم، ويدربهم على عمليات التفكير المتنوعة، ومن بين ما يلزم المعلم لتحقيق ذلك هو استخدام أنماط متنوعة من الأسئلة التي تثير لدى الطلبة أنواعًا مختلفة من التفكير وتزيد من تعلمهم، إضافةً إلى أنَّ استخدام هذه الأسئلة يعد بمكانة المحور الذي تدور حوله جميع عمليات الاتصال بين المعلم وطلابه، خاصة إذا أردنا أنْ يكون الاتصال داخل الحجرة الصفية ذا اتجاهين من المعلم إلى الطالب من جهة، ومن الطالب إلى المعلم من جهة أخرى، إذ إنَّ أكثر من 80% من وقت المعلم في الحصة قد يقضيه في طرح الأسئلة أو الإجابة عن أسئلة الطلبة، وعلى الرغم من ذلك، ومن خلال الملاحظة الميدانية فإنَّ معظم الأسئلة الصفية غير معدة إعدادًا جيدًا، ولا تسهم في تعزيز تعلم الطلبة للتفكير، إذ إنَّ هذه الأسئلة تركز على تذكر ما تعلمه الطالب من المادة العلمية المقررة، في حين يتم إهمال الأسئلة ذات المستويات العليا من التفكير، وكذلك لا تتاح الفرصة للطلبة ذوي المستوى التحصيلي المنخفض للإجابة عن الأسئلة المطروحة مقارنة بزملائهم، وكثيرًا ما يكتفي المعلم بطرح الأسئلة على الطلبة ذوي المستوى التحصيلي المرتفع، ومن هذا المنطلق يمكن التأكيد على ضرورة إتقان المعلم لصياغة الأسئلة الصفية وطرحها في عمليتي التعليم والتعلم.

شروط طرح الأسئلة الصفية:

لا تكفي صياغة الأسئلة بشكل صحيح لتحقيق أهدافها، بل يجب أنْ يتوافر عدد من الشروط في طرحها أيضًا، ومن شروط الأسئلة الصفية ما يلي:

1- طرح السؤال بصوت واضح ومسموع لجميع طلاب الصف، وبلهجة حماسية مثيرة لهم.

2- توزيع الأسئلة على طلاب الصف بأسلوب متوازن، فيجب على المعلم أنْ يعطي الفرصة لأكبر عدد ممكن من الطلاب للإجابة عن الأسئلة مع مراعاة الفروق الفردية بينهم، وهذا ما يشجع ذوي التحصيل المتدني منهم للإجابة عن الأسئلة السهلة، ويشجع ذوي التحصيل المرتفع للإجابة عن الأسئلة السابرة، أو الصعبة منها.

3- اللجوء إلى التلميحات والإيحاءات عند طرح بعض الأسئلة، وخاصة مع الطلبة ذوي التحصيل المتدني، ويتم ذلك بتبسيط السؤال لهم، إذ إنَّ ذلك يشجعهم ويدفعهم للتعلم.

4- أنْ يوجه السؤال إلى جميع الطلاب، وليس لطالب معين أو مجموعة معينة.

5- يجب على المعلم الانتظار فترة كافية بعد طرحه للسؤال، وقبل تحديد مَن سيجيب عنه من الطلاب، وهذا ما يعطي لهم فرصة لفهم السؤال، والتفكير فيه بعمق، ويدربهم على التريث، فهذا لا يدفعهم إلى الإجابات السطحية.

6- توجيه الأسئلة السابرة، أو المفتوحة النهاية، وهي أسئلة تتطلب إجابتها جوانب عدة، مما يفسح مجالًا لعدد من الطلبة في الإجابة عن السؤال الواحد.

7- عدم اعتماد ترتيب معين في طرح الأسئلة على الطلبة، فهذا الترتيب يحدد مَن سيجيب

عن السؤال قبل طرحه، مما لا يتيح فرصة أمام باقي تلاميذ الصف الدراسي

(سلامة وآخرون، 2009م، ص130-131).

تصنيف الأسئلة الصفية (الهويدي، 2002م، ص110-114):

أولًا: تصنيف بلوم للأسئلة الصفية: لقد صنّف بلوم الأهداف السلوكية إلى ستة مستويات، هي: (المعرفة، الفهم، التطبيق، التحليل، التركيب، التقويم)، وربما أنَّ الأسئلة تشتق من الأهداف السلوكية؛ لذلك فإنه حسب التصنيف فإنَّ الأسئلة الصفية يمكن أنْ تصنف في ستة مستويات أيضًا وهي كالآتي:

1- أسئلة المعرفة: وفيها يذكر الطالب المعارف والحقائق والقوانين التي تعلمها.

2- أسئلة الفهم: وفي هذا المستوى الطالب يعبر عن الفقرة أو المعلومات التي درسها بلغته الخاصة.

3- أسئلة التطبيق: وفي هذا المستوى يكون على الطالب أنْ يطبق قانونًا أو قاعدة لكي يصل إلى الحل.

4- أسئلة التحليل: وفي هذه الأسئلة يكون الطالب قد وصل إلى مستوى عالٍ من التفكير؛ لذلك فهو يستطيع أنْ يحلل المشكلة إلى عناصرها المختلفة، كما يدرك علاقة هذه العناصر مع بعضها.

5- أسئلة التركيب: وفي هذا المستوى يستطيع الطالب أنْ يربط العناصر والأجزاء بشكل متكامل، لذلك فهي الأسئلة التي تشجع على الإنتاج والإبداع والابتكار.

6- أسئلة التقويم: وفي هذا المستوى يستطيع الطالب تقدير قيمة الشيء، وبالتالي يستطيع أنْ يصدر حكمًا أو يعطي رأيًا.

ثانيًا: التصنيف حسب نوع الإجابة:

صنف أميدون وهنتر Amidon & Hunter, 1967)) الأسئلة حسب نوع الإجابة إلى نوعين:

1- الأسئلة محددة الإجابة: في هذه الأسئلة تكون الإجابة محددة، وتتطلب من الطالب أنْ يتذكر المعلومة التي سبق أنْ تعلمها، ولا تتطلب منه استخدام مهارات التفكير العليا.

2- الأسئلة مفتوحة الإجابة: وهي الأسئلة التي تتطلب مهارات تفكير عليا من الطالب مثل (التحليل، التركيب، التقويم)، وقد يكون لها أكثر من إجابة صحيحة، وتتضمن الأسئلة التي تتطلب إصدار حكم أو إعطاء رأي.

ثالثًا: تصنيف الأسئلة حسب نوع السبر: كلمة السبر تعني الوصول إلى غور وأعماق الشيء، فالتلميذ الذي يعطي إجابة بسيطة في البداية نطرح عليه سؤلًا آخر أو سلسلة من الأسئلة تهدف إلى التعرف والتأكد من أنَّ الطالب يعرف الإجابة الصحيحة، فيما يلي نوضح ثلاثة أنواع من الأسئلة السابرة:

1- أسئلة السير المباشر: وفيها يجيب الطالب عن سؤال المعلم، وتكون إجابة الطالب غير صحيحة تمامًا أو غامضة، فإنَّ المعلم يقوم بطرح سؤال سابر آخر يدعو الطالب إلى إعادة التفكير في إجابته ومحاولة تحسينها.

2- أسئلة السبر المحول: وفي هذا النوع من الأسئلة يطرح المعلم سؤالًا على الطالب، ولكن إجابة الطالب لا تكون مقنعة تمامًا، فيحول المعلم السؤال إلى طالب آخر، وفي هذا الأسلوب محاولة لمشاركة أكبر عدد ممكن من الطلاب، كما أنه يفترض أنَّ الطالب الذي حول إليه السؤال يمارس تفكيرًا سابرًا في الإجابة التي قدّمها زميله، لذلك فهو ينطلق من موقف زميله.

3- الأسئلة السابرة الترابطية: في هذا النوع من الأسئلة، يطرح المعلم سؤالًا أو مجموعة من الأسئلة فيحصل على إجابات صحيحة، ثم يقوم المعلم بطرح أسئلة أخرى على الطالب أو بقية الطلاب، ولكن من أجل الوصول إلى تعميم.

الخلاصة: تعد الأسئلة الصفية مهارة من أهم المهارات التي ينبغي أنْ يقوم بها المعلم، حيث إنَّ معظم طرائق التدريس الفعّالة تقوم على طرح الأسئلة، وتشرك الطلاب في الإجابة عنها، كما تعد الأسئلة الصفية الوسيلة المهمة في تحقيق الأهداف المرغوبة في جميع المراحل التعليمية التعلمية، حيث يمكن استخدام (الأسئلة الصفية) في التهيئة الحافزة، وذلك من أجل إثارة الطلاب وشد انتباههم إلى موضوع الدرس، كما يمكن استخدامها طيلة الحصة الدراسية ويطلق عليها (الأسئلة البنائية)، حيث لا يجوز للمعلم أنْ ينتقل من هدف إلى هدف آخر إلا بعد أنْ يتأكد من مدى تحقق الأهداف عند الطلبة، وذلك عن طريق الأسئلة البنائية، وهناك نوع آخر من الأسئلة يطلق عليه (الأسئلة الختامية)، وهي الأسئلة التي يطرحها المعلم في نهاية الحصة الدراسية بهدف تلخيص المفاهيم، والمبادئ التي حدثت في الحصة الدراسية وتثبيتها في أذهان الطلبة، ومن أجل التأكد من مدى تحقق الأهداف أيضًا.

المراجع:

أولًا: المراجع العربية:

الأسطل، إبراهيم؛ والخالدي، فريال. (2005). مهنة التعليم وأدوار المعلم في مدرسة المستقبل، العين، الإمارات العربية المتحدة: دار الكتاب الجامعي.

سلامة، عادل وآخرون. (2009). طرائق التدريس الفعال، عمان، الأردن: دار الثقافة.

غانم، بسام؛ وأبو شعيره، خالد. (2008). التربية العملية الفاعلة بين النظرية والتطبيق في صفوف الحلقة الأولى من المرحلة الأساسية، عمان، الأردن: مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع.

الهويدي، زيد. (2002). مهارات التدريس الفعال، العين، الإمارات العربية المتحدة: دار الكتاب الجامعي.

ثانيًا: المراجع الأجنبية:

Ghanb, A. K. (2006). Al-Manhal al-Tarbawi: Mu'jam Mawsu'I fi al-Mustalahat wa'l-Mafahim al-Bidagbujiyyah wa'l Didaktikiyyah wa'l-Saykuluijiyyah, Dar al-Bayda'.

Zaytun, H. (2001). Al-Manhal al-Tarbawi, 'Alam al-Kutub.



  • رجاء
    طالبة دكتوراه -الجامعة الاسلامية
   نشر في 03 يناير 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا