المرأة بين آستقلال الذات و المعتقد الخاطئ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

المرأة بين آستقلال الذات و المعتقد الخاطئ

  نشر في 12 يناير 2018 .

إن مفهوم المرأة يختلف حسب الديانات و المجتمعات، لكن فى عالمنا العربى فينقسم المفهوم هنا إلى قسمين،قسم يرى أن المرأة فكر ذات قدرات لا محدودة و قسم يرى على أنها مجرد "إمرأة" وظيفتها فى هذه الحياة يقتصر فقط على خدمة زوجها وأولادها و دورها أن ترعى فقط بيتها.

عندما نتحمل مسؤولية تربية الفتاة...هنا ستكون تربيتنا ذات ثلاتة نتائج و هى:

1-كثير ما نلاحظ فى البيوت العربية مخاطبة الكبار للفتاة فى بعض المواقف و الحديث بأنها مجرد فتاة إذا آرتكبت خطأ فستجلب العار، أما الرجل فهو رجل ،إذا دخن فهو رجل، إذا شرب الخمر فهو رجل، إذا طلق زوجته فهو رجل و المصيبة هنا أنه حتى إذا زنا فسيبقى رجل، و العكس تماما عند المرأة نحملها المسؤولية منذ صغرها و نضع "العار" و "نظرة المجتمع" فوق رأسها و كأن (خلقها) فى حد ذاته جلب العار...فإذا لبست ملابس قصيرة فهى عاهرة..وإذا دخنت فهى فاسدة، أما إذا طلقت فهى المذنبة و المخطئة و المصيبة حتى إذا صارت أرملة ستبقى دون قيمة على أفواه الناس.

حينما نقارن المرأة منذ صغرها بالرجل هنا نحن نكسر ثقتها بنفسها شئ فشئ حتى تظن أنها دون قيمة...و حينما نلبسها لباس العار ستبقى دائما مختبئة فى غرفتها دون مبدأ يدور عليه محور حياتها و دون فكر ترتكز عليه، وستبقى أيضا وفية لمعتقد خاطئ تماما ورثته من أمها و جداتها وخالاتها و عماتها...و فى مرحلة من مرحلة دراستها سيتقدم لها زوج ليكمل دينه و يشترط عليها أن تترك دراستها و تجلس فى البيت لخدمته و خدمة أولادها، و هى الأخيرة ستقبل بكل فرح و سرور لأنها لا تعرف بحق ذاتها و كيف لها أن تعرف المسكينة ؟ و نحن منذ صغرها نكسر و نهدم ثقتها بنفسها عندما نقارنها برجل غبى حتى صارت تعتقد كل الإعتقاد أن حقا هذه وظيفتها كالحيوان تفيق باكرا تشتغل حتى أخر الليل و حينما تذهب لتأخد راحتها تجد زوجها يطلب منها أن تسد شهوته بجسدها المنهمك، أما عندما تحمل بإبن أو ولد لمدة تسعة أشهر، تسعة أشهر مثقلة بإبن و تشتغل فى نفس الوقت لا أحد يراعى آلمها أما زوجها الغبى فلا يساعدها حتى فى حمل صحن أو ترتيب غرفة ظننا منه أنه رجل و مساعدة الرجل لزوجته ليست من شيمه فهذا الأمر ينقص من قدره... فهو الآخر يبخل عليها حتى من كلمة جميلة تهدئها، و لا يبخل أبدا من صراخه و نكده على تحضير طعامه و غسل ملابسه و مسح أحذيته أي رجل هذا يا إلهى ؟ أنا لا أعمم لأن فئة قليلة من تجده يرحم زوجته.

أما عند ولادتها فنصفها السفلى يموت بآلم لتنجب روح جميلة لهذه الحياة اذا كان ولد سيرضى عنها زوجها و عائلته أما اذا أنجب بنت فلا أحد تجده يكلمها و كأنها أنجبت عار عليهم.... و كأن بيدها حيلة، أليس مجتمعنا هذا مجتمع متخلف بآمتياز ؟

إن بعد موت نصفها السفلى ها هو الأن نصفها العلوى مات لتو سترضع إبنها و تسهر كل ليلة تهدئ سكوته و فى الصباح تسمع صراخ زوجها من آخر الشارع لأنها لم تحضر فطوره فهى لم تنم الليلة بينما هو كان غارق فى نومه و حينما غفت لتأخد القليل من الراحة زادها زوجها راحة على راحة كم هو أحمق ! لكن المسكينة ماذا تفعل فهى تظن أن هذا هو عملها و ليس من حقها القول "لا"... أما المصيبة الاكبر فتزرع فى إبنتها ما زرع فيها و هو سيزرع فى إبنه ما زرع فيها و هنا جيل سيكرر جيلا دون تغير دون وعى.

2- أما إذا بالغنا فى إعطاء الفتاة كل حريتها تحت شعار "آتركوها تعيش حياتها" لتبالغ فى ملابسها و مساحيق تجميلها و دخولها للبيت فى منتصف الليل و لا مشكلة إن ذهبت للملاهى الليلة و خرجت مع شباب فهم مجرد أصدقاؤها....هنا فى الحقيقة نحن نأهل "عاهرة" بهذه البساطة ولا داعى لأن نناقش الأمر لأن هذا لم يذكر أبدا فى ديننا كمسلمين بدرجة أولى و بما أننى ذكرت "الدين" فأنا لا أصف نفسى عالمة فى الدين لكن هذه المبالغه فى الحرية تحت إسم " نحن متفتحين" أو "نواكب العصر و الجيل" فإن من الأحسن أن نبقى "متخلفين"، لست ضد الموضة و الانفتاح بالعكس تماما لكن لنضع أسس و مبادئ و قيم و أخلاق حقيقية لنخلق الاحترام لذاتنا و كما قيل "لا إفراط و لا تفريط " .

3-و أما فى الأخير لنؤهل "إمرأة المستقبل و المستقلة ذاتياً" فمنذ الصغر نعلمها أنها متساوية مع الرجل، فالامر ليس معقدا كل التعقيد...فعندما نعلمها كيف تدرك و تعى بنفسها على أنها ليست مجرد إمرأة بل هى فكر بدرجة أولى و قدرات لا محدودة و مؤهلات، و طاقة للبشرية...هنا فى هذه النقطة سيزيل الغبار عن المجتمع و ستزول فكرة "المرأة مجرد جسد" و "المرأة ضلع أعوج"، و ستزول عدة ظواهر كظاهرة "الاغتصاب" و ظاهرة "تعنيف المرأة" و حتى "العنوسة" لن تعود تأثر فى أي إمرأة لانها أدركت جيدا قيمتها، و هنا فقط تتحقق "مساواة الرجل والمرأة"،لأننا فرضنا الإحترام و التقدير و أعطيناها مكانة متساوية مع الرجل و لم تعد تلك المرأة الفاقدة للقوه ولن تعود تخاف من كلمة مطلقة أو أرملة...و ستفقه أيضا أن سواء واكبت الموضة أم لا فهذا لن و لن يؤثر على أنوثتها لأن أنوثتها ستكتمل بحمل و نشر فكر.

إن الهدف من مقالى واضح، و أمل يوما ما أن أفيق فى الصباح وأجد كلمة "عيب" أو "عار" زال من قاموس مجتمعى لان فى الأصل "العار" هو أن نضع معتقد خاطئ يتكرر عبر الاجيال . 


  • 9

  • souhayla kheir
    " هدف كتاباتي ملامسة قلوب البشر و ليس الشهرة كما يعتقد البعض "
   نشر في 12 يناير 2018 .

التعليقات

Ahmed Tolba منذ 6 سنة
لا إفراط و لا تفريط
صدقتى
0
شكرا لك استاذة سهيلة، ان ديننا الإسلامي كرّم هذه المرأة واعطاها حقها كاملا لا نقصان فيه، في جميع المجالات، ولكن العقول التي مازالت لا تعرف عن هذه الحضارة الربانية شيئا سوى اسمها ورسمها، جعلت منها ما ذكرت..والطقوس والعادات البالية..ولكن صدقا لا نريد ان نضع اللائمة الا على هؤلاء فإن المرأة اليوم الا ما رحم ربك من كثر ة خناقها عندما كسرت بعض هذه الحواجز خرجت بقوة اهلكتها هي اولا قبل ان يحتج عليها هذا المجتمع الذي لم ينصف نفسه حتى ينصف غيره..تحياتي
0
كادي مصطفى منذ 6 سنة
يا إلهي! كم إن كلامك هذا مفصل تمامًا، لمعاناة الكثير من النساء، حيث وجدت كثيرًا في بعض المجتمعات، المرأة، كما وصفتِ أنتِ، ورأيت أنهم يعتبرونها، مثل المنتجات التي في مراكز التسوق، إن لم تُسَعّر المرأة، أي تتزوج، فهي بلا قيمة، وإن سُعِرت، ودُفع مبلغ عليها فهي إذن ذات قيمة، حتى وإن كانت تعيش حياة الأشقياء، بطبع ليس كل الرجال كذلك، أسلوبك سلس، ومتقدّ الذكاء، أشكرك شكرًا جزيلًا.
1
صعب جدا ان يزال من قاموس اللغة العربية كلمتي عيب و عار و الا فانك ستحذفين سهيلة مفهوم الرجولة لدى البعض و التي يراها الأب ان يصرخ في وجه ابنته او يضع عراقيل امام ابنته المميزة حتى لا تحقق هدفها او يتابع الأخ اخته من باب البيت الى المدرسة..
عزيزتي لدينا مشكلة مرض قلوب بالدرجة الأولى و لدينا مشكلة بيئة نمطية قديمة جدا في تصور المسؤولية لدى افرادها..نحن لا ننخدع بدرجة الدكتوراه و درجة بروفيسور و الغطاء يخفي الكثير من العقد...و اعرف انك فهمت قصدي من التظاهر بشيء و الكيد بأشياء.
سيدتي : مجتمعاتنا العربية تعيش في يومياتها مجموعة عقد لا تريد التخلص منها و اكبر عقدة لدى الرجل المشرقي هي : المراة الطموحة
شكرا لك على مقالك الرائع اثار حفيظتي على بعض الأمور ناحية المراة لكني في الأخير أدافع على المميزة دائما..
2
Ahmed Tolba
دكتوره سميره لا تترددى فى لإبداء نقدك لنا فنحن هواه والخطأ طبيعى فينا فلتسمحى لنا ننهل من خبرتك وآرائك القيمه

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا