إن مفهوم المرأة يختلف حسب الديانات و المجتمعات، لكن فى عالمنا العربى فينقسم المفهوم هنا إلى قسمين،قسم يرى أن المرأة فكر ذات قدرات لا محدودة و قسم يرى على أنها مجرد "إمرأة" وظيفتها فى هذه الحياة يقتصر فقط على خدمة زوجها وأولادها و دورها أن ترعى فقط بيتها.
عندما نتحمل مسؤولية تربية الفتاة...هنا ستكون تربيتنا ذات ثلاتة نتائج و هى:
1-كثير ما نلاحظ فى البيوت العربية مخاطبة الكبار للفتاة فى بعض المواقف و الحديث بأنها مجرد فتاة إذا آرتكبت خطأ فستجلب العار، أما الرجل فهو رجل ،إذا دخن فهو رجل، إذا شرب الخمر فهو رجل، إذا طلق زوجته فهو رجل و المصيبة هنا أنه حتى إذا زنا فسيبقى رجل، و العكس تماما عند المرأة نحملها المسؤولية منذ صغرها و نضع "العار" و "نظرة المجتمع" فوق رأسها و كأن (خلقها) فى حد ذاته جلب العار...فإذا لبست ملابس قصيرة فهى عاهرة..وإذا دخنت فهى فاسدة، أما إذا طلقت فهى المذنبة و المخطئة و المصيبة حتى إذا صارت أرملة ستبقى دون قيمة على أفواه الناس.
حينما نقارن المرأة منذ صغرها بالرجل هنا نحن نكسر ثقتها بنفسها شئ فشئ حتى تظن أنها دون قيمة...و حينما نلبسها لباس العار ستبقى دائما مختبئة فى غرفتها دون مبدأ يدور عليه محور حياتها و دون فكر ترتكز عليه، وستبقى أيضا وفية لمعتقد خاطئ تماما ورثته من أمها و جداتها وخالاتها و عماتها...و فى مرحلة من مرحلة دراستها سيتقدم لها زوج ليكمل دينه و يشترط عليها أن تترك دراستها و تجلس فى البيت لخدمته و خدمة أولادها، و هى الأخيرة ستقبل بكل فرح و سرور لأنها لا تعرف بحق ذاتها و كيف لها أن تعرف المسكينة ؟ و نحن منذ صغرها نكسر و نهدم ثقتها بنفسها عندما نقارنها برجل غبى حتى صارت تعتقد كل الإعتقاد أن حقا هذه وظيفتها كالحيوان تفيق باكرا تشتغل حتى أخر الليل و حينما تذهب لتأخد راحتها تجد زوجها يطلب منها أن تسد شهوته بجسدها المنهمك، أما عندما تحمل بإبن أو ولد لمدة تسعة أشهر، تسعة أشهر مثقلة بإبن و تشتغل فى نفس الوقت لا أحد يراعى آلمها أما زوجها الغبى فلا يساعدها حتى فى حمل صحن أو ترتيب غرفة ظننا منه أنه رجل و مساعدة الرجل لزوجته ليست من شيمه فهذا الأمر ينقص من قدره... فهو الآخر يبخل عليها حتى من كلمة جميلة تهدئها، و لا يبخل أبدا من صراخه و نكده على تحضير طعامه و غسل ملابسه و مسح أحذيته أي رجل هذا يا إلهى ؟ أنا لا أعمم لأن فئة قليلة من تجده يرحم زوجته.
أما عند ولادتها فنصفها السفلى يموت بآلم لتنجب روح جميلة لهذه الحياة اذا كان ولد سيرضى عنها زوجها و عائلته أما اذا أنجب بنت فلا أحد تجده يكلمها و كأنها أنجبت عار عليهم.... و كأن بيدها حيلة، أليس مجتمعنا هذا مجتمع متخلف بآمتياز ؟
إن بعد موت نصفها السفلى ها هو الأن نصفها العلوى مات لتو سترضع إبنها و تسهر كل ليلة تهدئ سكوته و فى الصباح تسمع صراخ زوجها من آخر الشارع لأنها لم تحضر فطوره فهى لم تنم الليلة بينما هو كان غارق فى نومه و حينما غفت لتأخد القليل من الراحة زادها زوجها راحة على راحة كم هو أحمق ! لكن المسكينة ماذا تفعل فهى تظن أن هذا هو عملها و ليس من حقها القول "لا"... أما المصيبة الاكبر فتزرع فى إبنتها ما زرع فيها و هو سيزرع فى إبنه ما زرع فيها و هنا جيل سيكرر جيلا دون تغير دون وعى.
2- أما إذا بالغنا فى إعطاء الفتاة كل حريتها تحت شعار "آتركوها تعيش حياتها" لتبالغ فى ملابسها و مساحيق تجميلها و دخولها للبيت فى منتصف الليل و لا مشكلة إن ذهبت للملاهى الليلة و خرجت مع شباب فهم مجرد أصدقاؤها....هنا فى الحقيقة نحن نأهل "عاهرة" بهذه البساطة ولا داعى لأن نناقش الأمر لأن هذا لم يذكر أبدا فى ديننا كمسلمين بدرجة أولى و بما أننى ذكرت "الدين" فأنا لا أصف نفسى عالمة فى الدين لكن هذه المبالغه فى الحرية تحت إسم " نحن متفتحين" أو "نواكب العصر و الجيل" فإن من الأحسن أن نبقى "متخلفين"، لست ضد الموضة و الانفتاح بالعكس تماما لكن لنضع أسس و مبادئ و قيم و أخلاق حقيقية لنخلق الاحترام لذاتنا و كما قيل "لا إفراط و لا تفريط " .
3-و أما فى الأخير لنؤهل "إمرأة المستقبل و المستقلة ذاتياً" فمنذ الصغر نعلمها أنها متساوية مع الرجل، فالامر ليس معقدا كل التعقيد...فعندما نعلمها كيف تدرك و تعى بنفسها على أنها ليست مجرد إمرأة بل هى فكر بدرجة أولى و قدرات لا محدودة و مؤهلات، و طاقة للبشرية...هنا فى هذه النقطة سيزيل الغبار عن المجتمع و ستزول فكرة "المرأة مجرد جسد" و "المرأة ضلع أعوج"، و ستزول عدة ظواهر كظاهرة "الاغتصاب" و ظاهرة "تعنيف المرأة" و حتى "العنوسة" لن تعود تأثر فى أي إمرأة لانها أدركت جيدا قيمتها، و هنا فقط تتحقق "مساواة الرجل والمرأة"،لأننا فرضنا الإحترام و التقدير و أعطيناها مكانة متساوية مع الرجل و لم تعد تلك المرأة الفاقدة للقوه ولن تعود تخاف من كلمة مطلقة أو أرملة...و ستفقه أيضا أن سواء واكبت الموضة أم لا فهذا لن و لن يؤثر على أنوثتها لأن أنوثتها ستكتمل بحمل و نشر فكر.
إن الهدف من مقالى واضح، و أمل يوما ما أن أفيق فى الصباح وأجد كلمة "عيب" أو "عار" زال من قاموس مجتمعى لان فى الأصل "العار" هو أن نضع معتقد خاطئ يتكرر عبر الاجيال .
-
souhayla kheir" هدف كتاباتي ملامسة قلوب البشر و ليس الشهرة كما يعتقد البعض "
التعليقات
عزيزتي لدينا مشكلة مرض قلوب بالدرجة الأولى و لدينا مشكلة بيئة نمطية قديمة جدا في تصور المسؤولية لدى افرادها..نحن لا ننخدع بدرجة الدكتوراه و درجة بروفيسور و الغطاء يخفي الكثير من العقد...و اعرف انك فهمت قصدي من التظاهر بشيء و الكيد بأشياء.
سيدتي : مجتمعاتنا العربية تعيش في يومياتها مجموعة عقد لا تريد التخلص منها و اكبر عقدة لدى الرجل المشرقي هي : المراة الطموحة
شكرا لك على مقالك الرائع اثار حفيظتي على بعض الأمور ناحية المراة لكني في الأخير أدافع على المميزة دائما..