أنهى عَمله مُتأخراً فَ فَضَّل الذهاب إلى مَطعمٍ لِتناول وَجبة العَشاء
فِي مَلابِسه المُتسخة بِ الطِّلاء وَ رائحة المَواد التي يَعمل بِها ..
جَلس ذَلك الشَاب بِرفقة مَن مَعه فِي العمل وَ الكُل يَنظر لَهم مُستَغرباً
وَ فِي وُجوههم سُؤالٌ وَاحد أرآهُ واضِحاً كَالشَمس
"كَيف لآ يَخجلونَ مِن الجلوس فِي مَطعم راقٍ كَهذا وَ هُم بِهذه المَلابس !؟"
فِي المَطعَم بَدأت حِكاياتٌ كَثيرة ..
ذاكَ الشب يَنظر لِ رجلٌ يَجلس مَع زَوجتِه وَ أولاده
_وَالفرحةُ مَرسومةٌ عَلى وُجوهَهُم_ وَ يَتمنى أن يَكون مَكانُه
وَذلكَ الرَجُل يَنظر لِهذا الشَاب فَ تصحو بِ ذاكرته أيام الشباب وَ العزوبية
فَ يَحنَّ لَها لِيحسِد هذا الشَّاب عَلى نِعمتِه
فِي المَطعم عَامِل نَظافَةٍ بِ لِباسِه الأنيـقْ يَبتَسِمُ لِ الحاضِرين
وَ فِي داخِله غَصةٌ وَ آآآه أحس بِأنّها صرخاتٌ تَدوي فِي أذُني ..
فِي المَطعم فَتاةٌ جَميلة تَجلس بِ مُفردها
تَأكل بِ هدوء وَ تَندبُ قَراراتُها الخاطـئة
حِينَما إستَبدَلت رَجُلها بِ ذَكَر يِملِكُ بَعضَ المَال ..
وَ هُناكَ فِي زَاويةِ المَطعم طِفلةٌ فِي بِداية مُراهقَتُها
تَجلسُ مع عائلتها وَ تَنتظر أن تُصبح فَتاة وَ تعيشُ حياةَ الكِبار
فِي المطَعم أنظر لِ صاحِب المَطعم
مُتعبٌ مِن إحصاءِ مَا دَخل عَليه مِن أموال وَ يتَظاهَر بِ الكِبرياء
وَ يعتَقد أن نُقوده سَتُبقيه مَدى الحَياة بِ كبريائه
فِي المَطعَم رَأيت كُل مَن كانَ جالِساً يَتَصرَّف تَصرُّفاً مُشتَرك
وَهوَ مُحاوَلة الأكل بِ أناقة أكثر كَي يُظهِرَ لِمَن حَوله أنّه دائِماً هُنا فِي المَطعم
بِ قَــلَمي