إن لقراءة القرآن وتدبره وفهمه وتجويده واستحسانه والإستماع له والتأمل في عظمة آياته والإشتغال به وبعلومه أثر مثمر وكبير في النفس يجعلنا أقوى ارتباطا وطمأنينة بالله، قال عز وجل "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" فراحة البال والسكينة والإتزان هي من آثار ذلك إذ أن ربنا أكرم الأكرمين حيث قال جل ثناؤه "اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ" فبالعلم تسمو النفوس وتتوجه لخالقها وباتباع الحق من كلام ربنا وَحُسْنِ استماعه تشملنا رحمته، قال تعالى "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" فعندما أراد أبونا آدم ع أن يتوب ويستغفر الله عَلَمَهُ الله كلمات، قال تعالى "فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ" وخير الكلمات في كتاب الله، وكذلك ينبغي حُسْنِ القراءة فهو تعظيم للقرآن، قال تعالى "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا"، وعلى قلوبنا أقفال لا تفتح إلا بتدبر القرآن، قال تعالى "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) فكلما تفكرنا في كلام الله ازددنا فهما ومعرفة فالله لم يقل أن القرآن فيه شفاء عبثا فنحن نلمس ذلك في النفوس والصدور، قال تعالى"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا" فهذا القرآن ذكرى تنفع المؤمنين فقد وردت آيات عديدة تحث على الذكر والتدكر والإتعاظ لذلك لنهيئ أَسْمَاعِنَا وألسنتنا وأبصارنا لِتَعَقُلِ القرآن فهو هُدَىً للناس ولمن اتقى، فالمداومة على ذلك يعطي جمالا للقلب وشعور لطيف في النفس فهو الكتاب الوحيد الخالي من كل نقص، قال تعالى "ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" والمحفوظ من كل تحريف، قال تعالى وهو يصف القرآن أنه ذكر "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" وقال عنه أيضا "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" فلآيات القرآن قيمة كبيرة ينبغي منا أن نفهم مدلولها سَعْيَاً للإبتعاد عن إطار الجهل، قال تعالى "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء" فأهل القرآن هم أهل الخشية والخوف من الله تعالى، وللرسول محمد ص أحاديث عديدة تصف فضل وعظمة وجلال القرآن وأنه لا تنقضي عجائبه، ولا يمكن لأحد من الخلق أن يفي حقه على مَرِ الزمان فهو سر من الأسرار الكبرى حتى أنه يأتي يوم القيامة بكر كأنه لم يُمس أو يُفسر ، مما لا يدع مجالا للشك أن القرآن برهان ونور وضياء للمستمسكين به وأنه قد خاب من ضَلَ عن القرآن، لذلك فلننهض بمجتمعنا باحترام القرآن وتقديسه فهو يخرجنا من الظلمات إلى النور وبه نحيا وعلى هديه نموت، لأنه وحي من الله إلى رسوله، قال تعالى "فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".
وصل اللهم على محمد وآله الطاهرين