مقدمة الحوار: يوجد موضوع الآن معاش في الشارع وهو متابعة الأعمال الرياضية عموما وكرة القدم بشكل خاص و البعض يعتبره بإنه حدث عالمي وبتالي على الفرد مشاهدته, كمناسبة كأس العالم والبطولات الأخرى, بتحمس منقطع النظير في مختلف الشعوب والاديان والطبقات.
بداية الحوار مع أحد الشباب المؤمنين:
عالم الدين: وقد جاءني في يوم ما أحد الشباب وقال لي فيما قال : أنا أعشق كرة القدم , وإن كرة القدم تسري في دمي, قلت له الرياضة بنفسها مباحة لأجل تربية البدن وقوته. ولكن عندما يقضي الوقت في التفرج عليها , ومتابعة أخبارها أو السفر إليها, وبذل المال في سبيل ذلك. لايبقى لديه الوقت والطاقة ليقضيه في ضروريات حياته و أسرته أو في تكامله العلمي والعقلي والديني والروحي.
الشاب: هل هناك سبب يمنع من ذلك؟
عالم الدين: السبب في ذلك باختصار, إنها ألعاب غير منتجة إجتماعياً, لا تعتبر من التجارة والنتاج والاسترباح المشروع, ولاينتج منها غذاء و لا لباس ولابناء و لا علم و لاتكافل أخلاقي و إجتماعي. فلماذا هذا الإفراط و الحرص عليها؟
الشاب: لقتل الوقت و اللهو, ليس أكثر من ذلك.
عالم الدين: ماذا يحصل في التفكير والعقل من نتائج عقلية أو إجتماعية أو إقتصادية ؟ ماذا يحصل إذا دخلت الكرة في الهدف أو لم تدخل؟
الشاب: لا أثر له , لا إنساني و لا أي شيء آخر, وإنما كل ذلك وهم لا أصل لا في العقل و لا في المجتمع ولا على أي صعيد. ولكن هناك الملايين من البشر يشاهدها وفي العالم كله وبخصوص الدول الغربية وإنهم يصرفون عليها الكثير من الأموال ويوظفون فيها كل طاقاتهم.
عالم الدين: هي في الحقيقة جاءتنا من الغرب ليس أكثر من ذلك, وهم يريدون أن نتصف بصفاتهم, وهناك أسباب آخرى , أولها إنهم فارغون من الوازع الأخلاقي والديني, فهم يودون قضاء فراغ الوقت بما هو مؤنس ومفرح, وليس لديهم إلا الرياضة و الآلعاب الجماعية, في حين أنه في الدين و الأخلاق , لا يوجد فراغ في الوقت للمؤمن أصلاً, ولايوجد وقت إلا وفيه طاعة لله سبحانه وتعالى, إلا إذا كان الفرد من الغافلين.
الشاب: ولكن فيها منافع مادية كبيرة.
عالم الدين: نعم, إنهم يطلبون الربح بكل سبب, ومن هنا نجد انهم لا يتورعون عن الرشا والمقامرة وأمور الفساد لديهم كثيرة, ومن المعلوم أن الرياضة سبب عظيم للربح من أخذ أجور الحاضرين في الملاعب والمشجعين من الزائرين أو المشاركين عبرالبث التلفزيوني بواسطة الأقمار الصناعية ولهذا كل بلد يحرص على أن يكون هو البلد المضيف والمنظم لبطولة كأس العالم, تصور أنهم يصرفون عليها الملايين , فكم من الملايين سوف يربحون من هذه المناسبات الرياضية.
الشاب: قد يكون هذا صحيح, ولكنه لايمنعنا بأن نستمتع بالمشاهدة وبتشجيع الفرق التي تمثلنا أو التي نعشق أدائها ونمتليء غبطة وسعادة عند فوزها .
عالم الدين: قد تكون أفضل طريقة في السياسة هو إلهاء الشعوب عن مشاكلهم ومظالمهم, لتلافي المطالبات الإصلاحية ومن هنا تكثر الملاهي وأنواع الرياضة واللعب , ويتحول نظرنا من الهدف الأسمى الديني إلى هدف كرة القدم , وإذا كان الهدف هو هذا الهدف فأتعس به. فيكون الجهل والتدني هو الصفة العامة للمجتمع بل وحتى في العالم كله.
الشاب: بماذا تنصحنا؟
عالم الدين: فالنصيحة الاكيدة لشبابنا الناهض الواعي, أن يلتفت إلى مصالح نفسه ومجتمعه, ويسقط أهمية الأهداف الوهمية للرياضة عن نظر الاعتبار , والإهتمام بالأهداف الحقيقية للمجتمع , وتربية النفس والآخرين تربية صالحة, وترك كل ما يرتبط بالشيطان , فانه يصد عن ذكر الله والآخرة, فهل أنتم منتهون.
-
arafatI am an academic researcher, I like reading and writing