ملخص عن كتاب:

عوائق النهضة الإسلامية

قمت به بعد عرضه في نقاش مع مجموعة من الأخوات

للكاتب علي عزت بيغوفتش

من مواليد 1925 - 2003

ناشط سياسي وفيلسوف إسلامي

وهو أول رئيس جمهوري لجمهورية البوسنة والهرسك

ومؤلف لعدة كتب أهمها: الإسلام بين الشرق والغرب.

الكتاب مجموعة مقالات مواضيعها قريبة من بعضها البعض، تتعلق بتاريخ الإسلام وحضارته، وتأملات في الهجرة النبوية، ومن ثم أسباب تخلف المسلمين، والإسلام والمعاصرة، والمسلمون وإسرائيل، والمرأة المسلمة، والتربية الإسلامية، وكيف نقرأ القرآن وغيرها.

وفيما يلي عناوين المقالات ونبذة مختصرة عن مضمون كل منها:

1- ما سبب تخلف المسلمين

استهل الكتاب بذكر أسباب تخلف المسلمين حيث لم تكن الشعوب الإسلامية - أو غالبها - متخلفة في الماضي. وأما اليوم فإنها متخلفة، وتساءل: أليس غياب الإسلام عن الفرد والمجتمع سببا مباشرا للتخلف، فقد حول الإسلام المسلمين من قبائل تعيش في جاهلية إلى حضارة ودولة وصلت إلى الصين، إضافة إلى ما قدموه من علوم وفنون واختراعات، ومع ذلك يتعمد الغرب بوقاحة إخفاء هذه الفترة من التاريخ من حضارة المسلمين وتقدمهم، ثم بحث بإيجاز في صلاحية أركان الإسلام الخمسة لزماننا المعاصر وإذا ما كانت تتعارض مع التقدم والحضارة، وتوصل إلى أنها لا تتعارض بل هي تحث على الأخلاق والفضائل وتسعد الإنسان وتنظم حياته.

2- المرأة المسلمة زوجة وأم

يرد على الافتراءات المتعلقة بالمرأة في الإسلام من تححجيم دورها وتعدد الزوجات، وأحكام الطلاق، بأن النظرة الإسلامية لجوانب الحياة المهمة بكل بساطة مختلفة عن النظرة الأوروبية، وإذا كنا لا نرضى عن وضع المرأة المسلمة في المجتمع فذلك لأنه لا يطابق الوضع الذي يمنحها الإسلام إياه، وإن مما يميز الإسلام عن الأديان الأخرى هو ما يعرف بغياب معاداة الجنس، لأنه يدعو إلى حياة طبيعية، ويعارض الإعراض عن الدنيا كما يعارض الإسراف فيها، وأجاب عن مسائل المساواة والعمل والأمومة واستغلال المرأة في الصناعة والإنتاج. 

3- تأملات بمناسبة الذكرى الألف والأربعمائة لنزول القرآن الكريم

يشاركنا فيها بعض تأملاته في القرآن الكريم بفهم وتدبر، يذكِّرنا ببعض المواقف والأسس الفكرية فيه، ساق كثيراً من الآيات القرآنية التي تجيب عن القضايا المصيرية للوجود الإنساني وتبين موقف القرآن الكريم تجاهها. 

4- المسلمون وإسرائيل

يذكر بعض الحقائق التاريخية ويتحدث عن بدايات احتلال اليهود لفلسطين وعن سياساتهم وحشيتهم وعنصريتهم، وإخلالهم بالأوامر والقوانين الدولية، وما تلا ذلك من أحداث، وأن تعديهم بهذا الاحتلال كان سببه ضعفنا وتفرقنا وقوتهم ووحدتهم، وأن القدس في عهد المسلمين كانت مفتوحة لليهود والمسيحيين، في حين لم تكن كذلك في عهد حكم المسيحبين واليهود لها، مستشهداً بالأدلة التاريخية، وعليه نبه إلى أن هذه ليست دعوة لعودة القدس إلى أيدي المسلمين فحسب بل من أجل أن تعود مفتوحة أمام أصحاب جميع الديانات. 

5- الإسلام والمعاصرة

تساءل عن مفهوم المعاصرة وإذا ما جعل التطور والزمن الإسلامَ غير صالح، فقدم الإجابة من خلال عرض مجموعة من الحقائق، وذكر بعض أحكام الإسلام وفيما إذا كانت توافق التطور والمعاصرة أم لا، كشهادة "لا إله إلا الله" فهي أساس الإسلام وتعني رفض كل معبود من غير الله تعالى من رؤساء ورجال دين وأمراء وأصحاب سلطة، فهل الدول المعاصرة اليوم تحقق هذا المبدأ وتحرر الإنسان من عبودية كل شيء، أم أنها تزيد من عبوديته بالاستبداد والقهر والتسلط، من هنا نرى أن هذا المبدأ الإسلامي مبدأ معاصراً لا يعفو عليه الزمن، وذكر قضية ثانية من الإسلام وهي قضية المساواة والمؤاخاة بين الناس جميعاً، وساق لذلك كثيراً من الآيات القرآنية التي تؤكد مساواة الناس وخلقهم جميعاً من نفس واحدة، وقارن بين هذا المبدأ الإسلامي الأصيل وبين أخلاق ومبادئ كثير من الدول المتقدمة، وما فيها من تمييز عنصري، إضافة إلى مبادئ القومية وانتشار الجرائم وإدمان الكحول والمخدرات، مما يثبت أن هذا العالم في حقيقة أمره عالم رجعي إلى أبعد الحدود. 

6- هل نربي المسلمين أم الجبناء

وجه هذه المقالة للمربين يحثهم فيها على تربية الشباب تربية قرآنية صحيحة، بأن تكون على طاعة الله تعالى وحده وليس على الطاعة العمياء لأي مخلوق، ولا على الخوف والخنوع والذل، وانتقد تربية الأجيال على التاريخ، وجعلهم يعيشوف فيه فقط، وأنه ينبغي تربيتهم على ما يجب أن يكون عليه الإسلام وما ينبغي أن نفعله وليس على الماضي فحسب. 

7- نحو الثورة الإسلامية

كل الثورات على مر التاريخ طالبت بالحرية والعدالة، وهذه مبادئ دينية ولا يمكن أن تكون صناعية أو إنتاجية بما في ذلك الثورات في الغرب، ولذلك فإن مطالب الدين هي مطالب باسم الله ولمصلحة الإنسان ولا يمكن أن تكون لمصلحة طبقة أو جنس أو قومية أو لمصلحة الطبقة الحاكمة أو طبقة الأغنياء، وهذا ما نجده في القرآن تماماً من الشواهد في محاربة الظلم والفساد وأصحاب السلطة والنفوذ، وساق عدداً من الآيات القرآنية على ذلك، وبين أن الرسل لم تكن أهدافهم إحياء تعاليم الدين فقط بل إصلاح الخلل الاجتماعي والأخلاقي في المجتمعات، فسيدنا شعيب يحارب التطفيف بالمكيال وسيدنا لوط يحارب الفاحشة، ثم تحدث عن ملامح منهج العمل المفترض أن يعمل عليه المسلمون بعد أن أصبحت مهمة كثير من رجال الدين تبرير أخطاء الحكام والعمل لمصالحهم، ولذلك على المسلمين أن يبدؤا بالإصلاح الداخلي ومعالجة أسباب الضعف والهزائم التي يعيشونها وليس معالجة النتائج، كإصلاح التعليم ووسائل الإعلام، وأن نتعلم من أعدائنا بأن نسعى إلى التطور التقني وبذات الوقت نحافظ على البناء الأخلاقي، يجب أن يكون الأسلام ثورة من جديد، ثورة جهاد باسم الله ضد كل ألوان الظلم والجهل والمرض وقلة النظافة، ويجب إيقاف الحكام الذين يستغلون المسلمين لأهدافهم السياسية وأن نبحث عن الطاقات البشرية المنقادة فكرياً للإسلام وحده. 

8- كيف نقرأ القرآن

تأملات في القرآن الكريم، ويذكر أن الآيات القرآنية ينبغي أن تقرأ في سياقها في الصورة الكاملة للقرآن الكريم، وأن قراءتها منفصلة تقدم جزء من الحق، وفقط قراءته كاملاً تعطينا الحق كاملاً، وذكر أمثلة عن الآيات التي قد تفهم بشكل خاطئ وحدها أو يُظن وقوع التناقض في القرآن، وذلك لأن الله تعالى يأمرنا في القرآن بأمرين معا، والذين يحققا التوازن، تحدث عن بعض خواطره وتأملاته في آيات أخرى، ومنها أننا كلما قرأنا القرآن نكتشف فيه معانٍ جديدة لم ننتبه لها في قراءات سابقة، وذلك لأن ظروفنا والبيئة المحيطة من حولنا تتغير، ونبه إلى أهمية الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم ومدى تأثيرها على المسلمين. 

9- تأملات في الهجرة النبوية 

كانت الهجرة نقطة فاصلة في التاريخ الإسلامي وأهم لحظة على مدى ثلاث وعشرين سنة من نزول القرآن الكريم، حيث بدأت توضع أولى أسس الدولة الإسلامية، اجتاحت العالم نهضة أخلاقية هائلة، واكتشف الإنسان مجالات جديدة في عالم المعرفة، بإيجاز شديد نشأت حضارة جديدة.

10- رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم

يستذكر فيها بعض الوقائع من حياة سيدنا ﷺ بمناسبة ذكرى مولده الشريف، متحدثاً عن مولده ونسبه وتيتمه، وكيف أننا نحفظ هذه القصص من صغرنا، كما أننا تعرفنا على حياته كيف هو زوجا وزاهدا وتاجرا وفارسا ورؤفا ومؤمنا، فجسد بهذه الخصائص أكمل صورة للرسالة التي جاء مبلغاً بها، وتحدث الكاتب عن مهنته في رعي الأغنام وكيف أن هذه صفحة من حياة النبي ﷺ تتحدث عن جانب من شخصيته بكونه رجلاً حراً بعيداً عن الكبر محباً للحق، كما أنه بقي على هذه الصفات والتواضع حتى بعد أن حكم قومه، ثم عن بدء الوحي وتأمله وتفكره في الغار بحثاً عن الحقيقة، ثم كيف حمل المسلمون الأوائل الرسالة وتحملوا الصعاب في سبيلها، ويلخص كل هذا بأن رسالة الإسلام كانت فجر الحضارة الإسلامية وسبب قوة المسلمين، وإذا كان الإسلام هو الذي أدخل المسلمين إلى بوابة التاريخ فإن غروب الإسلام هو أيضاً ما يجعلهم ضعفاء، وما يعيدهم إلى الظلام بعد أن كانوا في النور، واختتم بأننا لا نحتفل بميلاد رجل عظيم فحسب، وانما بميلاد أمة كاملة وحضارة وشعب كامل. 

11- الإسلام وكفاح الشعوب

يتحدث الكاتب في هذه المقال عن الحروب التحريرية للشعوب الإسلامية، فذكر أن بعد الحرب العالمية الثانية كان هناك فقط أربع دول إسلامية مستقلة، وبعد عام 1981 ازداد عدد الدول الاسلامية المستقلة إلى أكثر من 40 دولة، وذكر كثير من الحركات والثورات التي قامت من منطلقات إسلامية مثل الحركات التي قامت في أفغانستان وباكستان والسودان والجزائر...، وأن كل الثورات والحركات التحريرية كانت تقوم على أسس وشعارات ومبادئ إسلامية لأنها كانت تعرف نفسية الشعوب وتقبلها لها، ولكن كثير من هذه الحركات يتبين فيما بعد خداعها، وضرب الحركة الكمالية (أتاتورك) مثالاً حيث قامت في البداية على شعارات ومبادئ إسلامية ثم شن الحرب والعداء المعلن على الإسلام في شكل لم يكن له مثال سابق من الحركات التي كانت تنطلق من أصول إسلامية في بدايتها ثم تخدع شعوبها في الخفاء بإبقاء الشعارات نظرية فقط، وذكر أن سبب هذه المشكلة عاملان اثنان:

العامل الأول: السلطات الاستعمارية التي أُجبرت على ترك السلطات إلى تلامذتها الروحيين، فكأنها ورَّثتهم هذا الحكم الاستعماري.

العامل الثاني: الأنظمة التعليمية الغربية المتوارَثة، فلأجل أن نحل المشكلة علينا بالعلم فإذا تعلمنا تتكاثر هذه النخبة بسبب النظام التعليمي القائم، وتبقى هذه النخبة الحاكمة والغربية المسلَّطة على الشعوب، وهكذا ندخل في سلسلة.

وقارن في نهاية المقال بين الإسلام والاشتراكية وتوصل إلى أنه لا يمكن الجمع بينهما لخلاف كبير في جذور ومبادئ كل منهما، فالاشتراكية ترى أصل الإنسان من خلال نظرية داروين، أما الإسلام فينظر إلى الإنسان من خلال التفسير القرآني للخلق من نفسٍ واحدة، وكذلك كثير من المبادئ الأخلاقية والاجتماعية كالعدل والحرية والمساواة، حيث بينهما تعارض واختلاف كبير لا يمكن الجمع بينهما لكن ذكر بعض الإشارات بأن لا شيء مستحيل وأن التاريخ هو الذي يصنع المنطق، فلا ندري ماذا يحدث في المستقبل.