اصنع لك سماء - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

اصنع لك سماء

  نشر في 15 غشت 2016 .


             ربما يقول البعض انى ابالغ ولكن صدقونى هذه هى الحقيقة فهى لن تغيب عن عينى ،عن مخيلتى ،عن روحى ،عن كيانى ولو ثانية واحده .

لم اعرف انى الى هذا الحد احبها ،احبها الى حد الصبر على الجنون ،احبها الى حد انى اخاف على عقلى ان يغافلنى ويذهب اليها ليسكن فيها وابقى هنا بجسد بل عقل ،وهذا ما يجعلنى امشى وراءه واساعده فى ان يحقق مبتغاه ويعود اليها وصدقونى اراه بام عينى كانه لا يتنفس الا عندما يراها لا ينموالا بها الى هذا الحد ياربى ؟

ولكن اين كنت عندما رحلت عنها ؟

كنت صغيرا ! ام كنت مسحورا ! ام كنت ماذا ؟ اجبنى عموما لا داعى للاجابه فهذا قدرنا ولا بد لنا ان نتحمل ونصبر ونصنع من مرارة الالم عسل ابيض نرى به الدنيا ونصنع لانفسنا مخرجا صغيرا يكون لنا خيرا فى الاخرة وحلاوة فى الدنيا ،نعم ان تصبر على البلاء فى الدنيا تاخذ الاجر فى الاخره ولكن الحكمة والفن ان تجعل من هذا الصبر حلاوة فى فتصير حلاوة فى الدنيا واجر فى الاخرة.

لم اعرف ابدا ان سمائها غير كل السماوات وارضها غير كل الاراضين وشوارعها وسكانها وهنا حيث كنت اسكن فى ذلك البيت نعم ذلك البيت الذى لم اعرف انى قطعة منه الا بعد ان رحلت عنه .

اشتاق الى شوارعها ويحن ويان قلبى لترابها ارى فى مأزنها نور الهداية والطاعة ارقب فى صياح ديوكها املا جديد وفجرا جديد انها بلدتى ومسقط راسى هنا فى ام الدنيا فى اقصى الصعيد حيث الشمس القاسية والحرارة العالية غدا سأذهب اليها حيث اعتدت منذ بعدت عنها الا اتخلف عن لقائها فهى ليست حبيبتى فقط انما حبيبتى وحياتى وعمرى وذكرياتى واحلامى وامنياتى اتريدون ان تعرفوا كيف القاها كيف انام واستيقظ على ذكراها .

انتظر يوم الخميس من كل اسبوع بقلب متعلق كالعصفور فعشه الوحيد حتى يعود الى حبيبته الساعة امشى اغدو اروح اذهب واعود وعينى لا تعرف الا ان تنظر الى الساعة وكانها لا تعرف الا يوم الخميس من الخميس الى الخميس وياتى يوم الخميس بلهفة واشواق فارتدى ملابسى كالمجنون او كاى عاشق مجنون وامشى فى طريقى اليها مسرعا الى محطة القطار وما ان يصل القطار حتى اذهب الى سيارة اخرى الى حبيبتى اركب سياراتها انظر الى نيلها واسأل نفسى عجبا يارب لماذا يختلف النيل فى تلك البقعة عن كل النيل ؟

لماذا يصبح ازرق نظيف ولماذا يرسم على صفحته ابتسامة بل ابتسامات ؟

ولماذا يرقص بين جوانحى قلب لا يعرف من النيل الى تلك القطعة؟

لماذا اشم هوائها برائحة الطيب ؟

ولماذا تبدو يبدو حصى ترابها كانه الؤلؤ والماس؟

ولماذا ترسم شوارعها متاحف الفن الجميلة ؟

ولماذا ارى بيوتها قصورا زاهية وزروعها جنة عالية حدثونى عن الجنون قولوا لى انى مجنون بها ؟

لماذا اقطع كل تلك المسافات كى ارى منها سماء جميلة ؟

سماء غير كل السماوات لونها جمالها تاخذنى باجنحة الهوى الى حيث تسكن روحى وتهدا وتطمئن

ولماذا يصير السحاب الابيض بسمائها حكايات جميلة وقصص كثير قولوا لى كيف يكتب البكاء الكلمات كى تعرفوا انى ابكى اهات ؟

ويسألونى لماذا تحبها ؟

عجبا وماذا اقول لهم وليس للدموع والبكاء لغة للكتابة !

سمعت يوما ان الخليفة هارون الرشيد سمع عن قيس وجنونه بليلى فتعجب فاراد ان يرى ليلى تلك المرأة التى سلبت من الرجل عقله فاحتال ليرها فلما عجز امر باحضارها فلما وقفت امامه سالها هل انت ليلى ؟

قالت نعم

قال لها انت ليلى صاحبة المجنون ؟

قالت نعم

قال لها ولكنك ليست جميلة كما تخيلت فكيف اصاب الرجل الجنون بك ؟

قالت انا لا استطيع ان اعطيك اجابة ولن تعرف الاجابة لانك اذا اردت الاجابة فلابد ان ترانى بعين المجنون.

جلست ذات مرة احكى عنها لزوجتى واسرد لها فى حسنها ودلالها وجمالها الذى حيزت له من القلب كله ،رأيت الغيرة فى عينيها وكأنها نديدة لها ولانه كانت من ينظم لى الحياه اطلقت من لسانها كلمات لفك شفيرة الحب العنيف الذى رأته فى عينى قائلة "اصنع لك هنا سماءك".

اصنع لك سمائك حيث تكون خرجت تلك الكلمات البسيطة كالحدث المزلزل لكل اركانى فبهذه الكلمات البسيطة رأيتها كالسحر الذى سيفك طلاسم الحب المجنون .

اصنع لك سماء

عندما تجدك بعيدا عما تحب فاصنع ماتحب ، عندما تجد نفسك بعيدا عما تشتاق اصنع ابحث عمن تشتاقه لا تجعل عجلة الدنيا تتوقف عن حد معين هكذا قرأت العبارة ومن وقتها وبدأت تتشكل اسماء التى اعتدت ان اراها هنا ،وبدأت ارى النيل فى كل مكان ازرق "كن ما تريد تجد ما تريد "



   نشر في 15 غشت 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا