لا تتبعوا خطوات الشيطان (2) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لا تتبعوا خطوات الشيطان (2)

وغركم بالله الغرور

  نشر في 03 فبراير 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم :

إن الإنسان يعتقد أنه عندما سوف يخدعه الغرور - وهو الشيطان - ليبعده عن طريق الرحمان ، سوف يخدعه بمتع الحياة وشهواتها وفقط . لكن من أعظم طرق خداع الشيطان أن يخدعك بالله.

ولعلك تتسأل كيف يخدعني بالله ............................... ؟

اجابة هذا السؤال تسمعها كثيرا ممن يقيم على المعاصي حين تزجره عنها ، فيقوم منتفضا ليقول لك : " إن ربك غفور رحيم - رحمته واسعة - ربك كريم عفو - واسع المغفرة " إلى آخر هذه العبارات التي يقال عنها " كلمة حق يراد بها باطل ".

أو تجده على النقيض ممن يسئ الظن بربه ويقول بلسان الحال قبل المقال "دعني فلن يغفر الله لي " .

والطرفان رغم تناقض حالهما لكنهما أتي من باب واحد وهو الجهل بالله وسوء الظن به الذي استغله الشيطان ليخدعهما ويغرهما بالله.

لذلك معرفة الله هي أساس الهدى والنور والجهل به هو أساس الشقاء والضلال.

وانظر إلى ربك وهو يأمر نبيك ليخبر عباده عن نفسه فيقول سبحانه " نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ".

فمعرفة الله بأحد هاتين الآيتين دون الأخرى يوقع الانسان في شراك الاغترار بسعة مغفرة الله أو شراك القنوط من رحمته ، وكلا طرفي الأمور زميم.

فالذين يفعلون المعاصي ليل نهار وهم يحتجون بسعة رحمة الله هؤلاء في غفلة ويحتاجون إلى من يوقظهم منها لذلك صاح عليهم الحسن البصري فقال : " وإن قوماً ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم ، وقالوا: نحن نحسن الظن بالله تعالى..وكذبوا..لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل."

إن حال هؤلاء القوم على الحقيقة ليس حال حسن الظن بالله ، بل حالهم كحال المستهزئ  بربه الذي يتعرض لسخطه وغضبه بمعصية أمره ولسان حاله "ربي غفور لن يعاقبني !! ".

كأنهم ما عرفوا أنه " عزيز ذو انتقام " و إن بطشه لشديد وأنه يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وهو سبحانه الذي حذرنا نفسه فقال " ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير " ولا يأمن مكره إلا الضالون .

وكأنهم ما سمعوا عن مصارع القوم قبلهم ممن تعدوا حرمات الله وكيف عاجالهم الله بأليم عقابه وأخذهم أخذ عزيز مقتدر . " وما هي من الظالمين ببعيد " .

وكذلك على الجانب الآخر من يُقنط نفسه من رحمة الله ويجعله ذريعة ليستمر في البعد عن الله ليبقى في وحل المعاصي كما يشاء، أما علم مدى سعة رحمة الله وأنه يغفر الذنوب جميعا لمن تاب وأناب ورجع إليه .

واقرأ معي بعين قلبك قول ربك: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " .

هذا هو حال العارف بالله إن أتاه الشيطان من باب سعة رحمة الله ليقعده عن طاعته ويوقعه في معصيته غلب جانب الخوف من الله ليكون زاده في رد كيد الشيطان الرجيم.

وإن جاءه من طريق كثرة ذنوبه وتقنيطه من رحمة ربه غلب جانب الرجاء في سعة رحمة الله حتى يرد وسوسة ابليس اللعين .

وهكذا حال المؤمن يسير على طريق طاعة الله بين الخوف والرجاء يسوقه حب ربه حتى يلاقيه فيجازيه أوفى الجزاء .بجنة عرضها كعرض السموات والارض.

نسأل الله لي ولك الفردوس الأعلى منها وأن يقسم لنا من خشيته ما يبعدنا عن معصيته ومن طاعته ما يبلغنا جنته .

وصل  الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .



  • 3

   نشر في 03 فبراير 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا