خذوا العِلم مِن أهله - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

خذوا العِلم مِن أهله

  نشر في 11 ماي 2021 .

بسم الله الرحمن الرحيم


مَن تكلم في غير تخصصه أتى بالعجائب!

قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، وردت هذه الآية مرتين في القرآن الكريم (في سورة النحل الآية ٤٣ - وفي سورة الأنبياء الآية ٧)، وأهل الذكر هم العلماء، كل عالم في تخصصه الذي درسه وطلب العلم فيه وتتلمذ على يدَيْ من هم أكثر منه علما وخبرة ودراية، فجمع بين معرفة وفهم أصول وثوابت هذا العلم وبين كيفية التأقلم بهذه الأصول مع تطورات الزمان.

ما سبق هو كلام عام ومُجمَل، ولكن ما يعنيني بالحديث الآن هو التخصص الشرعي على سبيل الخصوص، كما قلنا لابد أن يُؤخَذ العلم من أهله، وأهل العلم الشرعي هم العلماء والمشايخ المتخصصون الموثوق في صدقهم وأمانتهم المُعتَمَدون من الأزهر الشريف أو وزارة الأوقاف، فليس كل إنسان مُؤهل لفهم آيات القرآن الكريم أو أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بمفرده، فالنسبة للقرآن الكريم هناك الناسخ والمنسوخ من الآيات، وهناك أسباب لنزول كل آية لابد من معرفتها حتى يتبيَّن المقصود والمغزَى من الآية ومَن المُخاطب بها أو مَن المَحكِيِّ عنه فيها، وأيضًا هناك أحكام شرعية وردت في القرآن الكريم مُجمَلة ثم جاء تفصيلُها في سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم- كالصلاة. كذلك بالنسبة للأحاديث الشريفة فهناك ألفاظ ومصطلحات لن يفهمها بعض الناس وذلك لأن بعض المصطلحات لم تُعد تستخدم كثيرًا أو لم تعُد منتشرة في زمننا هذا بسبب استخدامنا للهجة العامية وتضاؤل استخدام اللغة العربية الفصحى، فبالتالي من لم يفهم معنى هذه الكلمات لن يفهم المقصود من الحديث الشريف، وأيضًا هناك أمر في غاية الأهمية والخطورة وهو معرفة صحة الحديث، فهناك أحاديث صحيحة وأحاديث ضعيفة وأحاديث مكذوبة وذلك يعتمد على السَّنَد والمقصود به رواة الحديث وهذا لا يعلمه إلا متخصص. كذلك فهناك أمور مُستحدَثَة لم تكن موجودة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا في عهد الصحابة، وهي ما يسميها المتخصصون بالقضايا الفقهية المُعاصِرة، كاستخدام الإنترنت والتجارة الإلكترونية ومعاملات البنوك وبطاقات الإئتمان وغير ذلك الكثير، وفي مثل تلك الأمور لابد أن يقوم المتخصصون بالإجتهاد، وهو المصدر الرابع من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن والسُّنة والإجماع، وهو ما يُعبَّر عنه بالقياس أو العقل أو الرأي، وليس كل إنسان يستطيع الإجتهاد وإلا فكلٌّ سيجتهد على هواه أو على قدر علمه المحدود مما ينشر الفساد في الأرض، ولكن لابد من عالِم متخصص لديه أدوات الإجتهاد حتى يتمكن من استنباط الحكم الشرعي الصحيح والإفتاء به.

في الختام أرجو أن أقول كما قال المشايخ الكِرام أن التحدث في تخصص بغير علم هو خيانة، خيانة للعلم وأذى للآخرين؛ لأنه يُخالف مقاصد الشريعة وينشر معلومات خاطئة وبعيدة كل البُعد عن الحق والصواب، يسبب مشقة على الناس أو يُحرِّم حلالًا أو يُحِل حرامًا، فلا تتحدث قبل أن تتعلم وتتفقَّه. أما بالنسبة لمن يبحث عن معرفة حكم شرعي أو فتوى فأُوصيك باللجوء إلى دار الإفتاء؛ فبها عدد كبير من العلماء الأفاضل الصالحين المُعتَمَدين الذين يُؤخذ العلم منهم، وخُذ منهم الفتوى بقلب مطمئن.

هدانا الله وإياكم.



   نشر في 11 ماي 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا