لفافة موت - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لفافة موت

  نشر في 09 فبراير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

وا أسفاهُ أضاعتني ، كانت جميلةٌ بجمالِ نور بدرٍ في صفحةِ سماءٍ مُلبَّدةً بالسواد ، رشيقةُ القوامِ تُشاركني لحظاتي ، تُشاركني الهُموم

أين هي !

ربااهُ أين هي الآن ؟!

في يدِ مَن ؟ أتشاركه الفرح أم الغضب؟ السعادةُ أم الحزن؟ أتراهُ يعلم ما اقترفت بي من ذنبٍ لا يُغفَر ؟ ، أتُراهُ يَعلَم ؟.

لئيمةٌ أنتِ حد الترف...

أعلمتِ بعددِ ضحاياكِ الذي فاقَ عدد ضحايا الإرهاب بالملايينِ منهم؟ ، أكادُ أجزِمُ بأنكِ تعلمين ، ولكن قلبكِ المَحشو بالتبغِ يجعلكِ تنتشينَ فرحاً بذلك.

مازِلتُ أذكُرُ أوَّلَ موعدٍ غرامي جَمعنا ، كُنتُ أراكِ علامةً لعلو الشأن ، رأيتَكِ إكسسواراً جميلاً بارزاً للرجولةِ عندَ نجومِ السينما ، كُنتِ مُغريةً جداً بينَ يدي أصدقائي ، رفضتُكِ كَثيراً رُغمَ إلحاحَهُم الشديد علي بأن أُجرِّب ، حتى قررتُ ارتشافَ كربونَكِ للمرةِ الأولى في إحدى سنين مُراهقتي.

كانَ الوَقتُ صَباحاً ، إخوَتي وباقي أفراد عائلتي التي كثيراً ما كُنتُ أدعوهم بـ”الأنتر بول" كانوا لا يزالونَ نياماً ..

شَربتُكِ وشَربتُ شوائبكِ القاتلة ، شعورٌ جميل حقاً ، سعادةٌ بَلغت بي حدودُ الأُفُق حينها ، شَعرتُ بالهيبة ، رأيتُني وسيماً وجوفي يحترق فيتباخَر دُخَّانهُ حولي على هيئةِ غيمٍ رمادي يزفِرَهُ صدري.

عجباً!!

أرأيتِ أحَداً ينتشي فرحاً لحرق نفسه ، نَعَم هذا أنا.

يا فاتِحةَ المَظهَر داكنةُ القَلب .. عَلِمتُ مُؤخراً برحلَةِ أبخرتِك ، كربونك وشوائبك بداخلي .. كانَ النيكوتين يَصِلُ دماغي ليُحرر ذلك الهرمون الذي لطالما بَثَّ بي شعوراً بالسعادة والمتعة ، قيل لي بأن إسمَهُ "هرمون السعادة" .. كم كانَ هرموناً لذيذاً حَسَن السلوك وكم كان نيكوتينَكِ مُفعماً بالضرر.

عندما كُنتُ أحاوِل الإبتعادَ عنكِ كُنتُ أفتقد لذلك الهرمون ، كُنتِ قد وَضعتِ قوانينَكِ عليه بأن لا يُفرَز إلا بإمرةٍ منكِ أنتِ ومن نيكوتينَكِ اللعين ، لذلك كُنتُ أرى الحياةَ گ مُسلسلٍ قديم من مسلسلات "ابيض واسود" بلا ألوان ، بلا شيءٍ يدعوا للفرح ، كل شيءٍ يدعو لغَضَبٍ وإحباطٍ وضَجَر لا حدود له.

كانَ كلُّ ذلكَ ماضياً بائساً قضتهُ أبخرتك بداخلي، أما اليوم..وبالوقت الذي قَتِمَت فيه رئتاي لتُضاهي جوفَكِ قتامة ، تنصَّلتُ مِن حُبِّك ، وفضَّلتُ رئتايَ عليكِ ، فضَّلتُ ألّا أُنقِص مِن عُمري المَزيد ، أن أحافِظ عمَّ تبقَّى لي من صحتي ، فضَّلتُ أن أُقلِع عن المُجاهرةِ بك ، فإنَّك ذنبٌ وإثمٌ عظيم انغمستُ بِه.


  • 2

   نشر في 09 فبراير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

عمرو يسري منذ 6 سنة
مقال رائع و تشبيه بليغ و إختيار مناسب للكلمات , و زاده التشكيل جمالاً .
بداية رائعة , و بالتوفيق في مقالاتك القادمة .
1
Tasneem Fa
أسعدتني كثيراً..أنرت

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا