رؤى الحجاز

فيصل البكري

منذُ القِدم ونحنُ نسمع عن الجمال الطبيعي.

فطالما أعتبر ذلگ عنصرآ جاذبآ ألهبت من خلاله المرأة بجمالها. فحركت مشاعر الملوك والخلفاء وأصبح الشعراء يدبجون القصائد وهم يتغنون بجمالها الذي صار رمزية لكافة صور الجمال قبل التخصيص في ذاتها.

وهو ما جعل الكثير يلهثون إليه بكل الوسائل المتاحة من خلال الروايات والأساطير وقصص (كيلو بترا) وغيرها.

فلم يُعرف نساء العرب قديمآ غير الكحل العربي والحناء لتجميل مظهرهن خلاف ما نشاهده اليوم من مساحيق وألوان يستخدمها جيل الحاضر حتى أصبحنا نخاف من أن نقع في فخ الخِداع عندما نتقدم لخطبة أحد من النساء فنفرح ونطير بجمالهن في ليلة يحضرن ويغيب فيها القمر.!

ثم نضع رداؤنا بين الفكين هربآ بعد الزواج عندما يغسلن وجوههن من طبقات المساحيق لتظهر لنا هيئة (الدجيرة) التي أخافنا بأفعالها أمهاتنا عندما كنّا صغارآ.

لقد تغيّر الجمال ومفاهيمه عبر الزمان بعد إنتشار عمليات التجميل وتقنياتها التي نشاهد إعلاناتها عبر الصحف والمجلات وعلى الطرقات وبين صفحات التواصل.

في حين كانت في الماض تنحصر في تصحيح المشاكل الصحية لدى الإنسان.

إلا أننا اليوم نشاهد تلگ العمليات كنوع من الهوس لدى الكثير وخاصة في الوسط الفني ومجتمعاتنا العربية. شوه كثيرات من هن أشكالهن بدل تجميلهنّ.!

وهو ما أثر على جمال وروح المجتمع بسبب إنتشار مراكز وعيادات التجميل الممتلئة بزائريها لتغيير الملامح الشكلية لتطابق معيار الجمال المصطنع لروادها.!

ومع إنتشار تلك الظاهرة وتعدد عمليات التجميل من قبل النساء.

أصبح الكثير منّا يخاف عند قدومه من السفر أن يجد في إستقباله خادمته الجديدة ترحب به بصوت زوجته والله الموفق.