شبح الرفيقة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

شبح الرفيقة

  نشر في 24 يونيو 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

خفتت محركات السيارة ببطئ بعدما وصلت الي الموقع المنشود..  اغلق  - يوسف - النوافذ باحكام تبعها فتح الابواب بهدوء متجهآ بقدميه الي داخل منزله الجديد...  

دار بذهنه حياته السابقة بما فيها من قصة يرفض البوح بها...  لما اسكنته اياه من الم..  شعر بتلك اليد التي اربتت علي كتفيه نظر الي جواره ليجد اخته الكبري - داليا - التي ابتسمت له ضاحكة 

هل تظن ايها - الهارب - اننا سنتركك تفلت منا... لقد احضرت زوجي _ يحيي _ معي لنحظي جميعآ بإجازة لطيفة حتي تتحسن حالتك و تعود الي عملك يا عزيزي... 

يضحك - يوسف و هو يشدد علي ذراعي اخته - داليا - 

لاذلتي - لمضة - يا عزيزتي كما عهدناكي.. 

يتدخل _ يحيي - ساخرآ :

- داليا - لن تتغير شعلة من السخرية و الضحك..  الن ناكل يا - داليا - يبدوا ان اختك ستجعلنا نسيت جائعين... 

يضحك الجميع بسخرية بينما تعلق - داليا - مبتسمة :

هكذا هو دائمآ يا - يوسف - يمازحني بطريقته الساخرة.. هيا جميعآ نولج الي داخل المنزل و ساعد لكم الطعام...  

بات المنزل هادئآ ساكنآ الا ان ثمة شئ ما جعل - يوسف - يشعر بعدم الراحة.. 

يقال بان المنازل السكينة بالأرواح لا تشعر براحة نفسية بمجرد دخولها!! 

صعد - يوسف - الي الطابق العلوي يفحص الغرف امامه اختار لنفسه غرفة بدي منظرها غريبآ فقد كانت مغلقة باحكام كما بدي عليها اتربة قديمة دخلها تلقائيا في الوقت الذي اتجهت فيه - داليا - و زوجها - يحيي - الي الغرفة الاخيرة في نهاية الدهليز... 

بدت الغرفة من الداخل سكينة يتخللها الهواء الذي يصطدم بعنف في زجاج النافذة لمح قفص العصافير الصغير الخاوي من اي طير.. كان المضجع مرتبآ بطريقة منظمة جدا بشكل غريب.. فتح موسيقي هادئة من هاتفه ثم القي بجسده المتعب علي المضجع ليستلقي علي انغام موسيقي - بيتهوفن -... 

استيقظ فجأة علي توقف تام في الموسيقي ظن ان هاتفه خاوي من الشحن..  رأي امامه حورية بيضاء تنظر اليه بهدوء... اغمض عينيه و فتحها لعله في المنام الا انه تآكد ان هذا ليس بحلمآ استجمع قواه و سألها بهدوء :

من انتي ابشر مثلنا ام من الحوريات!!! 

اهلا بك في منزلي انت و رفقائك..  انا كنت بشرية مثلك و لكن اخي قتلني طمعآ في الميراث الا انه انتحر بعد ذلك... 

لا لا ما هذه القصة الغريبة هل انتي شبح.. 

اجل..  لكني لن امسسك او اسرتك بسوء... 

تبدين شبح لطيفة ما اسمك... 

كنت ادعي - نادية - قبيل مقتلي... من الممكن ان نصبح اصدقاء و لكن لا تخبر رفاقك عني فلن يستطيعوا روءيتي مثلك.. 

حسنآ سافعل يا - نادية - حدثيني قليلا عنكي.. 

اتبعني الي الحديقة نتسامر قليلا.. 

خرج - يوسف - من غرفته تابعآ - نادية - الي الحديقة و - داليا - تصرخ فيه باستغراب 

الي اين انت ذاهب يا - يوسف _ الان.. 

الا انه لم يجيب و تبع - نادية - الي الحديقة..... 

جلست - نادية - فوق الارجوحة و هي تتألق بخفة و نعومة ثم بدأت الحديث :

انا - نادية - والدي رجل غني جدا الذي ابتعت منه انت المنزل يا - يوسف - نشأت في وسط مجتمع لا يعرف لغة الا المال.. الا انني لم اتقبلكك فلجأت الي امي التي كانت بي رحيمة و حنونة الا ان المرض اعتل جسد امي فشحب الجسد و هزل و اسلمت الروح بعد ان وصت بان اموالها تئول الي..  منا اشعل الحقد في قلب اخي - ناهل - الذي عزم علي قتلي فدخل ذات ليلة الي غرفتي غاضبآ و طلب مني ان اتبعه حتي وصل بي الي قبر امي فهوي علي بضربة قوية بالفأس ثم دفنني الي جوار امي... 

الا ان اخي افلس بعدها بعد ان صرف امواله علي رفاق السوء فتنتحر بشنق نفسه داخل غرفته... 

دخلت - داليا - في هذه اللحظة الي الحديقة :

لماذا تنظر الي الارجوحة بهذه للطريقة... 

اممم لا شئ يا - داليا - الامر عادي.. 

لماذا انت مرتبك ماذا تخفي... 

- داليا - ارجوكي لا استطيع التحدث.. 

افهم عينيك جيدآ و اعلم انك تخفي شيئآ ما لا تشيح ببصرك عني... 

ما رأيك ان ندخل الي المنزل و نتاول الطعام سويآ اين - يحيي _ 

ينتظر في الداخل علي المائدة..  هيا بنا.. 

جلست - داليا - في مضجعها و هي تفكر فيما حدث الليلة نظر اليها - يحيي - في قلق 

ما بكي يا - داليا - لستي بخير.. 

يوسف يخفي امرآ ما.. 

ربما لاذال حزينآ سأذهب لاساله...  

شكرا يا يحيي - انا قلقة جد عليه... 

كان - يوسف - يتحدث الي - نادية - بحزن اثر ان يؤثر اليها بما في نفسه :

كنت اعيش في عالم لا يملوءه الا العمل.. حياة رتيبة مملة حتي اتت تلك الليلة التي سهرت علي عملي في المشفي كان لدينا حالة ازالة ورم سرطاني قاتل اتتني صبية تبكي امها الهزيلة لكن لاسف فعلت ما في وسعي لكن نفذ قضاء الله و انهارت الصبية المسكينة و لاول مرة اشعر بثمة تعاطف مع حالة و احساس بالذنب رغم اني فعلت ما قي وسعي لذا اخذت اجازة من عملي و اشتريت هذا المنزل لا يح اعصابي قليلا... 

كيف لم تعرفني كل هذه الفترة يا دكتور... 

لا انتي الفتاة التي ارقت ضميري!!! ما هذا الحظ العثر هربت منكي فاذا بي اليكي!!!! 

اعلم يا دكتور يوسف منذ البداية... و لكن انا لم يمهلني القدر لاخبرك انني احببتك رغم كل شئ!!! 

ماذا!!!!!! 

كيف لم انتبه من قبل لمشاعري تجاهك!! 

فات الوقت يا دكتور - يوسف - عزيزي الحب عطاء و ليس تملك ان تري من تحب سعيدآ و ان كان بعيدآ عنك هذا يكفي لملئ قلبك سكينة و سعادة لاجل من تحب!!!! 

اختفت - نادية - بعدها و - يوسف - يهذي باسمها صارخآ اتي اليه - يحيي - و - داليا - في قلق و هم لا يدرون من - نادية - هذه...!!! 

احضرت - داليا - اليه بعض القهوة و قد سكن - يوسف - علي مقعده الهزاز و صورة - نادية - بداخله.. تركته - داليا - يشرب القهوة و هي حائرة من اجله..  اوقفتها - نادية - بهدوء فزعت -داليا - الا ان - نادية - اسكنتها هدوء 

لا تخافي يا عزيزتي..  خذي هذا المشروب و اعطيه - ليوسف - ستتحسن حالته تمامآ و يعود الي سابق عهده فهو يحوي داخله ماسح للذاكرة سيمحي قصتي تمامآ... 

اخذتها - داليا - حائرة اعطت - يوسف - المشروب الذي شربه بهدوء ثم فقد وعيه تمامآ مما اقلق داليا سكبت عليه الماء حتي عاد وعيه متعجبآ 

متي وصلنا الي المنزل يا داليا 

منذ وقت قليل كنت متعبآ يا - يوسف _

كانت - نادية - تتابعه من بعيدآ و هي تري - يوسف عاد الي سابق عهده مشرقآ متهلالآ ركب سيارته و آثر العودة الي المشفي لمتابعة عمله.. 

سارت - نادية - الي المنزل و هي تحمل قنديلآ في الظلام و قد سكنت السعادة قلبها لرؤية - يوسف - سعيدآ..  و اثرت التضحية لاجل سعادة من هوي قلبها.. لان قمة التضحية منبع العطاء مآوي للحب!!!!.... 

- النهاية - 










  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 24 يونيو 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

Dallash منذ 5 سنة
ما شاء الله, انسيابية سلسة في السرد..دام بوحك اختي
1
Menna Mohamed
شكرا لتحفيزك و ذوقك اخي اسعدني مرورك
Dallash
تحياتي اختي الفاضلة

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا