عندما تتصفح مواقع التواصل الاجتماعى والصحف الالكترونية فى المناسبات تجد أن معظم أخبارها تتكلم عن تحرش الشباب بالفتيات، أو قتل شاب لصديقه أو لقريبه، حتى يترسخ فى ذهنك إن معظم الشباب متحرشون وقاتلون، وتتناسي هذه الصحف أن عدد الشباب فى مصر %36.5 من جملة السكان أو يزيد، وليس بالطبع جميعهم متحرشين وقاتلين فمنهم الذي يعمل لينفق على إخوته ومنهم المتزوج ومنهم الذي يفعل الخير ليل نهار.
لا تهتم كل الصحف بما يقوم به الشباب من أفعال إيجابية وخيرية، لقد قام العديد من الشباب بدوره فى المجتمع، حيث قاموا بتوزيع إفطار للصائمين على الطرق السريعة وفى الشوارع والميادين، سواء بشكل فردى أو جماعى، وفى عيد الفطر والأضحى نجد الشباب مشغولين بنفخ البالونات لتزين ساحات الصلاة وبعد الصلاة يأخذها الأطفال مبتهجين بهذه المناسبة، لما لا تتحدث وسائل الإعلام على الشباب الذي يسافر إلى أقصى صعيد مصر ويقوم بترميم المنازل التى أوشكت على السقوط!
إننا دائما ننظر إلى نصف الكوب الفارغ وليس الممتلئ، على عكس إذا نظرنا إلى نصف الكوب الممتلئ، وحاولنا إظهاره، ربما يمتلئ النصف الفارغ ويعم الخير والسعادة علينا، فنحن ننظر إلى الشباب ككتلة واحدة فإذ أخطأ شاب أو تجاوز القيم والعادات، أصبح كل الشباب فسدة ومنحرفين وذئاب بشرية!
لقد قال سقراط: (لاشئ صعب على الشباب)، فالشباب قادر على أن يفعل المستحيل، فهو ذو طاقة وهمة وأمل وتفكير رصين، ولكن وسائل الإعلام من صحف وقنوات لها دور فى أن تستغل هذا الجيل من الشباب فى خدمة المجتمع، من خلال نشر الايجابيات التى يقوم بها أقرانهم الآخرين لتبث عندهم روح المنافسة والمجازفة فى الخير.
أليس الشباب قوة اجتماعية هائلة يمكن أن تقوم بتنمية المجتمع والقضاء على الجهل والأمية ونشر الإيجابيات؟ أليس الشباب فى هذه المرحلة العمرية يكونوا أكثر قوة لخدمة مجتمعهم فى شتى المجالات؟ فلماذا وسائل الإعلام لا تقوم بإظهار الجانب المضئ والإيجابى الذي يقوم به الشباب ؟
كلها أسئلة وجب على وسائل الإعلام أن تجيب عليها وتغير نظرة المجتمع اتجاه شبابها.
-
yahia Arabiكاتب يعبر عما يجول فى خواطره