ويعفو عن كثير - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ويعفو عن كثير

ويعفو عن كثير

  نشر في 30 مارس 2015 .


تأملت حالنا والأحداث التى نمر بها، وتأملت قول الله تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)، هذه الآية التى كانت ترددها بكثرة السيدة عائشة رضى الله عنها.

فما سلط الله على العبد من يؤذيه إلا بذنب يعلمه أو لا يعلمه، وما لا يعلمه العبد من ذنوبه، أضعاف ما يعلمه منها، وما ينساه مما عمله، أضعاف ما يذكره، وفى الدعاء المشهور "اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا".

فما نحن فيه الآن ما هو إلا نتيجة طبيعية لذنوب تراكمت منذ سنين نعصى الله سرًا وجهرًا، وما زلنا مستمرين فى المعصية، بل منا من يجهر بذلك ويفتخر به ومنّا من أصبح الحرام عنده حلال ومنّا من أصبح الذنب عنده عادة يصعب عليه تغيير نفسه.

وعندما يبتليه الله بالمصائب التى يطهره بها من ذنوبه يثور ويجور ويقول لماذا أنا؟ .. قل هو من عند أنفسكم ( أولمَّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ).

لقد أرسل الله الرسل للناس ليكونوا الطريق المنير إلى جنة عرضها السموات والأرض، وليعبدون الله على بصيرة، ولكن كثير من الناس ضلوا الطريق، واتبعوا هواهم فخسروا دنياهم وأخراهم.

ولما كانت الذنوب هى أصل كل الانتكاسات، وكانت هذه الذنوب هلاك لكل الأمم السابقة الذين كانوا يبارزون الله ليل نهار بالذنوب والمعاصي، وكانت أمم أشد منّا قوة فأرسل الله لهم الرسل فلم يسمعوا إلى رسله، واستمروا فى المعصية إلى أن أخذهم الله بذنوبهم، وأرسل لنا قرآن يتلى علينا بقصصهم ليكونوا لنا عبرة وآية، حتى لا ننسى أنفسنا ونتذكر كيف فعل الله بأقوام كانت من قبلنا.

والله سبحانه غني عن عذابنا وعن حتى بلاءنا، ولكن المغزى الحقيقي من كل بلاء وكل مصيبة هى العودة إلى الله ( لعلهم يرجعون ) تأمل معي ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون)، ( ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ).

إذن الهدف من البلاء فى هذه الدنيا هو أن نرجع إلى الله، ونندم على ما فعلنا من ذنوب ومعاصي ونعترف أننا مخطئون جميعًا، ولنطهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد، وأن نحب الخير لبعض ونسعى فى إصلاح أنفسنا قدر المستطاع، وأن نعلم جميعًا أن الأمة الإسلامية ميزها الله بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فلنطبق هذه الميزة العظيمة واحذر أن تقول ( وأنا مالي ) مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

فإذا رأيت منكر فغيره على قدر استطاعتك ولا تصمت عنه، وابدأ بنفسك وبمن تعول، فللمعاصي والذنوب أثر كبير على حياتنا فى كل شيء، وكان الحسن البصري رحمه الله يقول إني أرى أثر معصيتي فى خلق دابتي وخلق زوجتي، فمن رحمة الله بنا أن جعل لنا باب التوبة مفتوح على مصراعيه حتى نلقى الله (وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ).

فبادر بالتوبة من الآن واعلم أن الله ينصر من ينصره، ويحفظ من يحفظه فأدعو نفسي وإياكم بالرجوع إلى الله حتى يرفع مقته وغضبه عنا وحتى نلقاه وهو راضٍ عنّا.

https://www.facebook.com/pro.momenms



   نشر في 30 مارس 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا