ما هي نقاط التشابه بين "الدين" الشيوعي و الدين اليهودي-المسيحي؟ تعريب دون تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ما هي نقاط التشابه بين "الدين" الشيوعي و الدين اليهودي-المسيحي؟ تعريب دون تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار

ما هي نقاط التشابه بين "الدين" الشيوعي و الدين اليهودي-المسيحي؟

  نشر في 09 شتنبر 2014 .

ما هي نقاط التشابه بين "الدين" الشيوعي و الدين اليهودي-المسيحي؟ تعريب دون تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار

المصدر: أفيون المثقفين، ريمون آرون، 2010.

صفحة 275:

نتقاتل، لا من أجل تحديد أي كنيسة كُلِّفت بمهمة تأويل النصوص المقدسة و إدارة الطقوس الدينية، بل من أجل تحديد أي حزب أو أي نظرية تمنح أوفر الحظوظ لنشر و تعميم الرفاهية المادية للجميع في هذا الوادي من الدموع.

صفحة 276:

سبق و إن رأينا أنّ النبوءة الماركسية تتطابق مع الصورة النمطية للنبوءة اليهودية-المسيحية. كل نبوءة تنفي ما قبلها و تعطي لنا فكرة عن ما يجب أن يكون و ما سيكون، ثم تختار فردا أو مجموعة لتجاوز الفضاء الذي يفصل الحاضر المدنّس عن المستقبل المشرق. نستطيع أن نقارن المجتمع الخالي من الطبقات الذي سيجلب الرقي الاجتماعي دون ثورة سياسية، بمملكة الألف عام التي حَلم بها الألفيون (les millénaristes). مأساة البروليتاريا تؤكد الرسالة المنوطة بعهدتها و يتحول الحزب الشيوعي إلى الكنيسة التي يحاربها البورجوازيون، الكفار الذين يرفضون سماع الخبر السار، و اليهود الاشتراكيون الذين لم يعترفوا بالثورة التي بشروا هم أنفسهم باقتراب موعدها لسنوات عديدة. (إضافة م. ع. د. م. ك.: كما بشر اليهود أيضا - حسب الرواية الإسلامية - بنبوءة محمد صلى الله عليه و سلّم).

صفحة 277:

أسلوب الشيوعية هو العنف الثوري. (...) الحزب-الكنيسة يحجّر العقيدة و يحوّلها إلى صنم و ينشئ لها فلسفة سكولائية (une scolastique أو المذهب المدرساني، اقرأ التعريف تحت) مفعمة بحياة عاطفية فترى الناس يدخلون في دين ماركس أفواجا.

صفحة 278:

إذا اجتمعت الفلسفة السكولائية و النبوءة، يثيران مع بعضهما عواطفَ مماثلة للعواطف الدينية: إيمان بالبروليتاريا و بالتاريخ، رحمة بالذين اليوم يتعذبون و غدا لا محالة سينتصرون، أمل و رجاء في مجيء المجتمع الخالي من الطبقات. ألا تظهر هذه الفضائل اللاهوتية لدى مناصري القضايا العُظمى؟ (...) اليوم و غدا، لا يزال الإيمان بالشيوعية يبرر كل الوسائل العنيفة، و لا يزل الأمل في الشيوعية يمنع من تقبّلِ فكرة وجود سبل متعددة تقود إلى مملكة الرب، و لا تزال الخيرية الشيوعية تَحْرِم أعداءها حتى من التمتع بحق الموت بشرف.

(...) يعتقد المناضل الشيوعي أنه ينتمي إلى القلة الأخيار المكلفين بمهمة خلاص البشرية جمعاء. (...) حسب التصور المادي، قد يصبح الناس المكونون بطريقة معيّنة مُطيعين طَيّعين للسلطة الشيوعية. لا يشك مهندسو النفس في تطويع النفس. (إضافة م. ع. د. م. ك.: جاءت المدرسة البنائية لبياجي و فيقوتسكي و فنّدت هذا التمشي السلوكي البافلوفي و قالت أن المتلقي ليس عجينة طيعة نفصّلها كما نحب، و ليس وعاءً فارغا نملؤه بما نريد، و ليس صفحة بيضاء نكتب عليها ما نشاء).

خاتمة صفحة 287:

الشيوعية هي أول دين عَلماني قد نجح لدى المثقفين.

تعريف مقتضب للفلسفة السكولاستيكية:

التعاليم الفلسفية التي كانت تعطى في المدارس الكهنوتية و الجامعات الأوروبية بين القرنين العاشر و السابع عشر، و التي جاء ديكارت لكي يقضي عليها و يدشن فلسفة جديدة كما هو معلوم...بمعنى آخر: ينبغي تطويع الفلسفة اليونانية لكي تتلاءم مع مبادئ العقيدة المسيحية. هذا هو المعنى الحرفي للفلسفة السكولائية، أو للمذهب المدرساني أو الاتجاه التعليمي السائد في ذلك الزمان... و الواقع أن هذا التيار كان يعبر عن حاجة تاريخية في البداية، أي في القرن الثالث عشر، و لم يتخشب إلا فيما بعد. و عندئذ اصبحت كلمة "سكولاستيكا" ذات معنى سلبي، فنقول: هذه مناقشة سكولاستيكية، أي عقيمة و لا جدوى منها. أو قل إنها شكلانية جامدة مفرغة من الحياة، أو منقطعة عن الملاحظة التجريبية و حركة الواقع...ثم تحولت فلسفة أرسطو إلى عقيدة مقدسة على يد السكولاستيكا بعد أن خُلعت عليها الصبغة المسيحية. و هكذا أصبح أرسطو "كاهنا مقدسا" لا يجوز لأحد أن ينتقد تعاليمه. و لم تعد له علاقة كبيرة بأرسطو الحقيقي. هاشم صالح ص 39 في كتابه "مدخل إلى التنوير الأوروبي"، دار الطليعة للطباعة و النشر و رابطة العقلانيين العرب، الطبعة الأولى 2005، الطبعة الثانية 2007، 264 صفحة. نقل مواطن العالم د. محمد كشكار

إمضاء م. ع. د. م. ك.

قال الفيلسوف اليساري المغربي عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي إسلامي، شاء اليسار التونسي اللائكي - على المنوال الفرنسي - أم أبَى!

يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.

لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 9 سبتمبر 2014.



   نشر في 09 شتنبر 2014 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا