الإستبداد العمائمي... وكأنك يابو زيد ما غزيت! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الإستبداد العمائمي... وكأنك يابو زيد ما غزيت!

  نشر في 06 فبراير 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .


عندما فاضت شوارعنا العربية بالأمس القريب بسيول البشر الهارعين من نومتهم العميقة تلك، لم يكن لأحد أن يتخيل بأنّ مشروعهم الشبابي المطالب بالحريات والعدالة وتحسين الواقع الإجتماعي والأخلاقي والمعيشي، الذي لم يعد ينفع معه الترقيع والحلول الكهلة المحقونة بالمقويات والفيتامينات ومؤخرات الفشل، سيتحول إلى كابوس جديد أدهى وأمر.. حتى أصبح البعض يتحسر على أيام النوم ويتمنى لو أننا لبثنا أيضاً قرناً أو بعض قرن!! والبعض الآخر يشعر بأنّ حالنا اليوم ليس بأفضل مما كنا عليه بالأمس البعيد على مبدأ "كلا الأخوين ضراط"!! وربما يكون حالنا اليوم "أزرط" من الأمس...


أما عن أبطال كابوسنا الجديد الذي يعرض بتقنية الــ7D، فهم أناس نصبوا أنفسهم خلفاء لله في الأرض بغير وجه حقٍ، وعاثوا في الأرض فساداً وقتلاً بإسم نسختهم المشوهة عن الدين الإسلامي الحنيف الذي لا يمت لهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد وهو منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف.. اغتالوا الحلم وهو في رحم عقولنا وضمائرنا ولم يسمحوا لنا حتى بالإعتراض، ومن يعترض منا فهو كافر ومرتد وزنديق ولا يريد لشرع الله الأصيل أن يطبق على الأرض، خرجوا علينا براياتهم السوداء وأحلامهم المقيتة الموغلة بتارات الزمن السحيق والتي لا ذنب لنا بها، وتكالبوا علينا وعلى بقايا أوطاننا فقط لإرضاء أحقادهم وأوهامهم بإنشاء دولهم وإماراتهم القائمة على دماء وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ والشباب..


حاول فقط أن تكتب بوستاً فيسبوكياً واحداً أو مقالاً أو حتى كلمة واحدة تنتقد فيها المتأسلمين الجدد أو أن تسخر من أحد شخصياتهم الكرتونية قدس الله أسرارهم، إلا وسترى تعليقاتهم المقيتة المصبوغة بالسواد تتراشق من كل حدبٍ وصوب وتجمع بمعظمها على كفرك وارتدادك عن الدين ووجوب قطع رأسك واستباحت دمك وعرضك ومالك وبأنّ مصيرك النار والهلاك في الدنيا قبل الآخرة وكأنهم يملكون شيفرة العقاب والغفران...


فلو تكلمت عن الديمقراطية سيقولون لك كافر، ولو تكلمت عن الحرية لا قدر الله سيقولون لك كافر، ولو تكلمت عن حقوق الناس سيقولون لك كافر، ولو تكلمت عن الظلم سيقولون لك كافر، ولو تكلمت عن حالة الطقس سيقولون لك كافر، ولو تكلمت عن الطبخ سيقولون لك كافر، ولو تكلمت عن البوكيمونات وسلاحف النينجا وأبطال الديجتال سيقولون لك كافر، فبلمحصلة أنت كافر كافر شئت أم بيت وفقاً لشريعتهم المهتكة المفصلة على مقاس عقولهم الجوفاء الخالية من كل منطق!


ولو سألت أحداً من قضاتهم الأشاوس ممن يحكمون بشرع الدولار وشهوة السبايا عن مهنته السابقة لقال لك بأنه جزار أو فرّان أو بائع خضروات أو حتى طبيب أو محامٍ أو مهندس (ولا أنتقص هنا من قيمة أي مهنة)، المهم في الأمر أنه لا يوجد أحدٌ منهم خريج شريعة إسلامية أو دراسات فقهية ولو وجد فلن يحكم إلا بشرعهم وأهوائهم.. يأمرون بقطع الرؤوس وكأنها مشهد تمثيلي في فيلم فانتازيا تاريخية يوهم المشاهد بحقيقته الفعلية لا أكثر دون أن يرف لهم جفن، يأمرون بهتك أعراض الناس وتبادل النساء فيما بينهم وكأنهنّ سلع تباع وتشرى دون مخافةٍ من الله فمن لم يعرف الله حق معرفته لن يخافه.


وفي ظل هذا الواقع المظلم الذي لا يلوح فيه أي بارقة ضوء أو أمل، لا بد للشعوب أن تعرف بأنها الحق وبأنها مهما شعرت بالضعف والهوانة وقلة الحيلة فهي حتماً الطرف الأقوى في أي معادلة، وإن أردنا أن نسترد أوطاننا من مغول وتتار عصرنا الحالي دعاة السواد من أصحاب العمائم الــ"فالصو"، فيجب علينا أن نرفضهم بكل ما أوتينا من قوة، أن نقتلعهم من جذورهم التي لا زالت تطفو على السطح قبل أن تتجذر أكثر وأكثر فالأرض أرضنا ونحن الأشجار المعمرة، أن ننتقدهم ونسبهم ونلعن سوادهم وفكرهم وأوهامهم ووجودهم ودعاتهم ومروجي حماقاتهم... ومن كان منا لا يزال يعتقد حتى الآن بأن مثل هؤلاء الكائنات المنقرضة ستجلب لنا ولأوطاننا الخير أو ستتكرم علينا بفتات الحرية فهو واهم أو لديه مرض عضال في فكره وعقله إن وجد!


الحرية التي ستجلب بقطع الرؤوس وسبي النساء وتدمير تراثنا وآثارنا الغارقة في التاريخ، لا تتعدى كونها فصل جديد من فصول الإستبداد المطلي بقشور الحرية التي لا ترقى إلاّ أن تكون إكسسوار مزيف رديء الصنع وبخس الثمن يباع على البسطات وأكشاك العلكة والدخان.. وصدقوني إستبداد العمائم السوداء لا يفرق كثيراً عن أنواع الإستبداد الأخرى سواءً السياسية أو الإجتماعية أو الفكرية، ومن يقبل بهذا الإستبداد تحت أي مسمى ديني فهو كمن يرضى لنفسه أن يقوم من "تحت الدلف لتحت المزراب" (مثل شامي يشير إلى الإنتقال من حال سيء إلى حال أسوأ)، وما أكثر مزاريب العرب.. 


صدقوني بأننا اليوم وغداً وبعد غد سنلعن السواد وأصحاب الرايات السوداء واللحى المليئة بقمل التارات والأحقاد العفنة والشعارات النتنة التي جلبوها من مجارير التاريخ... صدقوني بأننا اليوم وغداً وبعد غد سنلعن من حقن عقول من لا عقول لهم بدولة الإسلام المزعومة وتطبيق شرع الله بحد السيف وجز الرقاب... صدقوني بأننا اليوم وغداً وبعد غد سنلعن أبو قتادة وأبو شحاطة وأبو بريص ممن اندسوا كالسم في العسل ودعسوا علينا وعلى أوطاننا وأحلامنا وأفراحنا وأحزاننا ببساطيرهم المغطسة بوحل الجهل والعار وفتاوى الجاهلية الأولى... صدقوني بأننا اليوم وغداً وبعد غد سنلعن من يحكمون بشرع الدولار وخصور السبايا وما تحت الزنار... صدقوني بأننا اليوم وغداً وبعد غد سنلعن أنفسنا ألف مرة ومرة لأننا صمتنا وتفننا في ترقيع واقعنا وتجميل صورته المشوهة وتركنا مصيرنا ومصير أوطاننا لأوباش الزمان!! 


وسوريا ستبقى لكل السوريين باختلاف أعراقهم وأطباعهم وثقافاتهم وأديانهم وتوجهاتهم، شاء من شاء وأبى من أبى!! ومن لا يعجبه مثل هذا الطرح فليبلط البحر ذهاباً وإياباً...



  • 2

   نشر في 06 فبراير 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

رافع باعمر منذ 7 سنة
أبدأ من حيث إنتهيت .فليبلط البحر ذهابا وإيابا. ألى ترى أنا فيك شيئ من فكر أهل العمائم ،وهو الإستماع إلى الصوت الواحد لاغير؟
0
نعم ستنتصر سوريا وسنقضي على هؤلاء السفاحين والله لن أتوقف عن ذكر سوريا ولن يرتاح قلبي حتى تنتصر " بإذن الله "

الله يفرج يا أخي :) دام قلمك ...
0
نور منذ 7 سنة
كلامك يا خيّ أصاب قلبي.....صدقني إن الدنيا لا تزهو إلاّ بزهوّ سوريا..الله يفرج.
1
طارق يوزباشي / Tarek Youzbashi
آمين... شكراً لك :)

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا