بقلم أ.د. عادل رشاد
أظلنا شهر رجب وهو من الأشهر الحرم التي دعانا الإسلام فيها إلى إنهاء أوضاع الظلم والعدوان فقال تعالى : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (36) سورة التوبة
إن السلام قيمة إنسانية أصبحت من أهم القيم التي ينشدها العالم كله ابعد أن تفاقمت ظاهرة العنف في كافة أرجاء المعمورة و السلام من قيم الإسلام الأساسية التي دعا إليها لجميع سكان الأرض .
والسلام يعني الأمن والطمأنبنة الناتجة عن رعاية الحقوق الإنسانية واستخدام منطق الرفق ونبذ العنف في التعامل مع الخلافات التي تطرأ على علاقات الناس فيما بينهم .
وهذا يعني أن السلام لا يتحقق مع إهدار الحقوق الإنسانية فلا يمكن إقرار سلام يقوم على سلب القوي لحقوق الضعيف كما لا يمكن فرضه بالعنف أي الاستخدام القوة بطريقة غير مشروعة لكن قد يحتاج إقرار السلام إلى قوة عادلة تضرب على أيدي المفسدين التي تروع حياة الآمنين .
لابد من التأكيد على ثقافة السلام باعتبارها هي الأصل في الإسلام وأنها تمثل الأسلوب الأمثل في التعامل مع الآخر { وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)} [سورة فصلت 41/34]
و المشاعر المساندة للسلام هي حب الناس بعضهم بعضا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ ) صحيح مسلم ، الرقم: 54
السلام قيمة ومسلك حياة ينبغي أن نتعلمه ونعيشه في بيوتنا أولا إذا أردنا أن يشيع السلام في مجتمعنا ، وفي عالمنا الإنساني ، ولذلك حرص الإسلام على تكريس معنى السلام في البيت المسلم .
والمعاملة العادلة توفر الحد الضروري لسلامة العلاقات الأسرية فما يمزقها أخطر من الظلم أو التظالم الذي يقع بين أفراد الأسرة الواحدة وإذا كنا نعجب من الظلم الذي يجتاح العالم فالأشد عجبا من أن نمارس الظلم تجاه أقرب الناس إلينا .
فلنجعل من رجب بداية حقيقة للسلام الأسري والمجتمعي ، ولنحقق وصف القرآن للعلاقة الزوجية الذي قال الله تعالى فيها :{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم
-
adelrhgباحث أكاديمي