أهداف ، أمنيات ، مطالب ، أحلام وأشياء أخرى يريد المرئ أن يحققها في حياته ، لكن تقف أمامه عوائق وعقبات تحول بينه وبين ما يريده .
في الحقيقة لست مؤهلا لكتابة هذا المقال ، لكن الذي دفعني هو أني أفكر في طريقة لتحقيق ما أرنوا إليه ، ومن خلال كتابتي للموضوع واطلاعي عليه من حين لِآخَر يشجعني ، وكذلك توصياتكم واطلاعكم عليه يشجعني أكثر و أكثر .
أعجبتني خاطرة وقفت عليها في كتاب خواطر إيمانية للشيخ أحمد فريد-حفظه الله- ، يقول فيها : (ليس شيئ أنفع للعبد من صدق العزيمة و الصدق في العمل) ، إيه و الله صدقت ، واسمع ماذا قال ابن رجب رحمه الله في العزيمة ، والعزيمة هي القصد الجازم المتصل بالفعل.انتهى كلامه، ولا قدرة للعبد على ذلك إلا بالله فلهذا كان أهم الأمور سؤال الله العزيمة على الرشد، والرشد هو طاعة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ، والعزم نوعان :
أحدهما : عزم المريد على الدخول في الطريق ، وهو البداية.
والثاني : العزم على الإستمرار ، وعلى الانتقال من حال كمال إلى حال أكمل منه ، وهو النهاية .
فالعزم الأول يحصل للعبد به الدخول في كل خير ، والتباعد عن كل شر ، إذ به يحصل للكافر الخروج من الكفر و الدخول في الإسلام ، وبه يحصل للعاصي الخروج من المعصية والدخول في الطاعة.
إذا كانت العزيمة صادقة وصمم عليها صاحبها ، وحمل على هوى نفسه وعلى الشيطان حملة صادقة ، ودخل فيما أٌمر به من الطاعات وكل أمر ممدوح ومحمود ، فقد فاز ، ومعونة الله للعبد على قدر عزيمتها ، فمن صمم على إرادة الخير أعانه الله وثبته. قال أبو حازم : إذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح. الله أكبر .
سئل بعض السلف : متى ترتحل الدنيا من القلب ؟ قال : إذا وقعت العزيمة تؤحلت الدنيا من القلب ، ودرج القلب في ملكوت السماء ، وإذا لم تقع العزيمة اضطرب القلب ورجع إلى الدنيا ، من صدق العزيمة يئس منه الشيطان ، ومتى كان العبد مترددا طمع فيه الشيطان وسوفه ومناه.اﻫ
قال ابن
القيم رحمه الله تعالى : ليس للعبد أنفع من صدقه ربه في جميع أموره، فيصدق في عزمه
وفي فعله، قال تعالى : ( فإذا عَزَمَ الأمرُ فلو صَدقُوا الله لكان خيرا لهم ) [سورة
محمد الآية
عزيمة القصد تمنع من ضعف الإرادة و الهمة ، وصدق الفعل يمنع من الكسل و النفور ، ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره، وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص ، وصدق التوكل ، فأصدق الناس من صح إخلاصه وتوكله. فأسألكم بالله أن تدعوا لي بالصدق و العزم و العمل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[من كتاب
خواطر إيمانية الصفحة
أخوكم العيساوي
اكتب مقالتك