حكم الردة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حكم الردة

كيف تعامل الشرع الاسلامي في السودان مع مريم المرتدة

  نشر في 21 فبراير 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

لك ان تتخيل ما يمكن ان تمر به من عذاب ومآسي ورهبه وخوف ووجل. اذا قدر لك ان تكون في مكان مريم يحيي. محكمه تدين هذه المراه الرمز الشامخة بالشنق والجلد والزنى، تدينها وهي حامل في شهرها الثامن وهي مقيدة بالسلاسل الحديدية وطفلها الاول والذي لا يدري اي شي يرافقها نفس الزنزانة.

زوجها دانيال كان يحلم بلقاءها في وطنه الجديد الولايات المتحده لكنه اضطر ان يسافر لنجدتها الى وطن كان يوما ما مواطن فيه يمارس حقوقه المدنية والدينية انه السودان الذي اصبح وطن الإرهاب والتخلف والاستبداد والتوحش. وصل دانيال وهو مقعد على كرسي متحرك. جاء ليدافع مريم وعن أطفاله وحبه لزوجه صمدت امام تلك الأهوال وأصرت على موقفها من دينها الذي ارتضته لنفسها وهى مقيدة بالسلاسل الحديدية.

تخيل هذه الشابه القويه كم شهر وهي في السجن. كيف تنام وتقتات في زنزانه لا تتوفر فيها ابسط سبل العيش وهي حبلى وينتظرها السوط وحبل المشنقة. وبجاشها وشجاعتها وإصرارها وقفت امام القضاء العشوائي الجاهل المتخبط بكلمتها ألواحده التى لم تغيرها حتى امام الشيخ الساذج الجهول الذي أرسلته هيئة علماء السودان. نفس الهيئة التي شنقت المفكر محمود محمد طه. أرسلوه لاستتابتها كما يدعون.

وعندما يصمد الانسان مسلحا بالصدق، فلا ترهبه اي قوة في الارض. وهكذا كانت مريم الشامخة. تحملت وتحملت امام قضاة لا يعرفون الرحمة ولا يعرفون قدر الانسان. لا يعرفون غير ما يمليه عليهم السلطان الحاكم بأمر الله وبشرعه المشوه. والله بريئ عما يدعون.

بلد يزيد فيها الجائع جوعاً ويعيش فيها السارق منعما ويزداد ثراءا. بلد منكوب بكل المعايير. بلد لا يخجل حكامها من النهب العلني. لا يخجلون من الفضائح العالمية. باعوا البلد بثمن بخس من اجل عمولات مكشوفة.

انكسر الحاكم بأمر الله الممسك بالسلطات الثلاث ولكن هيهات له الإمساك بالسلطة الرابعة "الصحافة والإعلام" هي اكبر من مقدراته السلطية والمادية ان يوقف آلة التواصل الاجتماعي ولذلك لم يستطع الصمود امام كلمة الانسانية ذات القلب الذي يعرف الرحمة. وقرر فجأة رغم انفه ببراءة مريم. وتخبط سدنته وبدون خجل بين النفي تارة والتأكيد تارة اخرى.

وفرح العالم بأثره لمريم الصامدة وهي في مطار روما يستقبلها رئيس الوزراء وهى تحمل طفلها الرضيع وبجانبها وزير خارجية إيطاليا يحمل طفلها الاول. اسارير وجهها وخطواتها في ارض المطار بنفس القوة والتأكد الذي قابلت بها حكم القاضي السوداني الجاهل الذي حكم عليها بالجلد والشنق حتى الموت في بلاد تاه دليلها. فرح العالم لها وهي تقابل الباب اكبر سلطة دينية في العالم رضينا نحن المسلمون او أبينا، ليبارك لها ولاطفالها بالنصر المبين.

ا هذا هو بناء في الحق والدين أيها المسلمون؟

ا هذا هو ترغيب في الاسلام؟

ا هذا هو شرع الله يا حكام السودان؟

هذا عار في حق المسلم

هذا توحش لم تسبقنا عليه حتى الحيوانات الضارية.

هذا هدم للدين ودعوة مفتوحة للرده.

هذه فضيحة للدول الاسلامية التي وقفت متفرجة.

هذا نصر لدول الكفر كما يسميها علمائنا. نصر أقوى مما حققه سلاحهم السالط.

هذا دليل على إنسانيتهم مهما كانت.

وغدا عندما تصل مريم ودنيال الى امريكة بلد المبادرات والأحلام والخيال. تصلها مادة بهذه الدسامة. ما هو المتوقع:

هوليود !! فلم ينتظره العالم "مريم المنتصرة".

قنوات التلفزة الامريكية تتسابق لشراء قصة مريم

أوبرا وين فري. ومقابلاتها الأكثر مشاهدة في العالم، خاصة وهي من جزور أفريقية . تقابل مريم ودنيال لفضح شريعة السودان.

بعدا كل هذه الفضائح التي وصلت الي اي بيت في العالم. ما هو موقف السوداني المسلم البسيط. وماذا يريد:

الله ورسوله اعلم. 



  • عبدالله الأسد
    من دولة السودان. حاصل علي ماجستير هندسة سباكة المعادن من جامعة وارسو بولندا عام 1967. عمل مستشار سابقا بهيئة اليونيدو التابعة للامم المتحدة. انشأ اول موقع الكتروني في الانترنت عام 1994. بعنوان al-nafitha.com/vb
   نشر في 21 فبراير 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا