مما لا شك فيه أن أي مسلم في قلبه ذرة إيمان يتألم عندما يُشاك مسلمٌ بشوكة صغيرة. فما بالكم حينما يُقصف المسلمون بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية وكل سلاح يمكن أن يتخيله إنسان.

فالألم وقعه على الأفئدة أشد من وقع الحُسام. ولكن ثمة بعض الشخصيات المؤثرة في “السوشل ميديا” وغيرها، يشحنون همم الشباب المتحمس بالعبارات الوقتية -التي تطغى فيها العاطفة على العقل- ليزجوا بهم في صراعات البلدان الأخرى.

فيا ليت الشاب الذي يتأثر بخزعبلات هؤلاء يسأل نفسه:لِمَ لا تنطلق هذه الفئة وأبناؤهم إلى تلك المناطق المضطربة ؟

ولِمَ يُؤْثِرون غيرهم بها طالما أنهم يَرَون أن في ذلك جنة الفردوس؟

فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يتنافسون ليظفروا بنيل شرف المشاركة في غزوة من الغزوات.

فها هو الصحابي الجليل أبو لبابة رضي الله عنه، كان بين السائرين مع النبي صلى الله عليه وسلم للمشاركة في غزوة بدر، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أعاده من وسط الطريق، وطلب منه أن يكون والياً على المدينة المنورة، فوقع الألم في نفسه لعدم مشاركته. وشعر النبي صلى الله عليه وسلم بما وقع في نفس صاحبه، فقسم النبي الكريم له بالأجر والغنيمة.

فيا معشر الشباب هذا صحابي من صحابة رسول الله يوليه على المدينة ولا يفرح بها، بل كان يريد المشاركة في المعركة، فأين المهرجون على “الميكرفونات” من هذا الصحابي الجليل؟

أخي الشاب : لا تصدق هؤلاء الذين يقولون ولا يفعلون ولا يأخذك الحماس إلى ساحات الصراعات الدولية.

فهؤلاء يريدون أن يتسلقوا على أكتافك.

تويتر/A_Aljuraishi@

موقعي jawaris.net