يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد
تفسير الطبري لآيتين من سورة فاطر
نشر في 20 فبراير 2020 .
قوله تعالى : يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد .
قوله تعالى : يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله أي المحتاجون إليه في بقائكم وكل أحوالكم . الزمخشري : فإن قلت لم عرف الفقراء ؟ قلت : قصد بذلك أن يريهم أنهم لشدة افتقارهم إليه هم جنس الفقراء ، وإن كانت الخلائق كلهم مفتقرين إليه من الناس وغيرهم ؛ لأن الفقر مما يتبع الضعف ، وكلما كان الفقير أضعف كان أفقر وقد شهد الله سبحانه على الإنسان بالضعف في قوله : وخلق الإنسان ضعيفا ، وقال : الله الذي خلقكم من ضعف ولو نكر لكان المعنى : أنتم بعض الفقراء .
فإن قلت : قد قوبل الفقراء ب الغني فما فائدة الحميد قلت : لما أثبت فقرهم إليه وغناه عنهم ، وليس كل غني نافعا بغناه إلا إذا كان الغني جوادا منعما ، وإذا جاد وأنعم حمده المنعم عليهم واستحق عليهم الحمد - ذكر ( الحميد ) ليدل به على أنه الغني النافع بغناه خلقه ، الجواد المنعم عليهم ، المستحق بإنعامه عليهم أن يحمدوه . وتخفيف الهمزة الثانية أجود الوجوه عند الخليل ، ويجوز تخفيف الأولى وحدها وتخفيفهما وتحقيقهما جميعا . والله هو الغني الحميد تكون ( هو ) زائدة ، فلا يكون لها موضع من الإعراب ، وتكون مبتدأة فيكون موضعها رفعا .
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ
لقول في تأويل قوله تعالى : إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16)
يقول تعالى ذكره: إن يشأ يهلكُّم أيها الناس ربكم، لأنه أنشأكم من غير ما حاجة به إليكم (وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) يقول: ويأت بخلق سواكم يطيعونه ويأتمرون لأمره وينتهون عمَّا نهاهم عنه.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله ( إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ) أي: ويأت بغيركم
نقل حرفي من تفسير الطبري
لا تنسى ذكر الله اخي المسلم و تدبر القرءان
-
عبد الله عبد المجيدفلسطيني مغترب غادرت من فلسطين مع عائلتي الى السعودية قبل سنوات أسكن في الرياض احب القراءة اكثر من الكتابة لدي ثلاث أطفال