تهدف المقاربة الجيوسياسية لكل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط إلى الاستثمار في الصراعات الداخلية وعوامل الضعف على اختلافها، ويمكن في هذا الصدد استحضار مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على تفتيت المنطقة إلى دويلات على أساس الانتماء الديني والإثني.
لقد جاءت صفقة القرن لتكمّل هذا المشروع بشكل أو بآخر، ولتستثمر بشكل أعمق في الصمت العربي تجاه ما يحدث في فلسطين منذ أكثر من سبعة عقود. ومساعي التطبيع الأخيرة مع إسرائيل امتداد لهذه الصفقة.
إن كل ما يحدث اليوم في سياق البيئة الأمنية العربية راجع بشكل عام إلى ما يلي:
- ضعف مواقف الدول العربية أمام قوى "الاستدمار" الجديد، وبالتالي ضعف آليات المواجهة.
- غياب ضمير عربي "مشترك" يتعاطى مع أمهات القضايا من منطلق "الجسد الواحد".
- غلبة قانون الأقوى، وهو ما يلاحظ بالنسبة لمنظمة بحجم الأمم المتحدة.
- الضعف الواضح بالنسبة لجامعة الدول العربية، والتي أصبحت عاجزة عن اتخاذ مواقف صارمة وحاسمة.
- غلبة منطق المصلحة مع الآخر "القوي"، مقابل ضعف العلاقات البينية (أي بين الدول العربية) أو الاستثمار في مختلف أشكال النزاعات والصراعات الممتدة كما يحدث في الشرق الأوسط من باب المصلحة الضيقة.
- مختلف أشكال الاتفاقات العربية - الإسرائيلية التي تضمنت تطبيع العلاقات مع هذا الكيان والاعتراف به، مقابل إهمال الجانب الفلسطيني.
- التآمر الأجنبي على المنطقة العربية انطلاقا من كل ما سبق، خاصة وأن النزاعات والصراعات الداخلية تزيد الأطماع الخارجية وتشجع على التدخل في شؤون الدول.
-
عمّارية عمروسأستاذة وباحثة جزائرية، متخصصة في الشؤون الأمنية والإستراتيجية. شاركت في عديد الفعاليات العلمية داخل وخارج الوطن، ولي دراسات ومقالات منشورة.