إن العناية بالتائبين من الأمور التي أكد عليها الشرع، وراعاها النبي صلى الله عليه وسلم وعلمها أصحابه، ؛ إذ يجب علينا أن نتعلم كيفية التعامل معهم، فهم وإن كان ماضيهم في عصيان فإن حاضرهم طاعة، ومخالطتهم تزيد الإيمان .. فـ التوبة ضرورية لكل فرد وإن كان صالحاً، والرسول صلى الله عليه وسلم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة، فما بالنا نحن العبيد المقصرون؟! وماذا يكون حالنا في هذا الميزان، ونحن نرى رسولنا صلى الله عليه وسلم كان يفعل ما يفعل؟!
ثم دعونا الآن ندخل في صلب الموضع، وهو: استوصوا بالتائبين خيراً.
هناك أناس كثيرون شعروا بالإفلاس التام بعد تلك المعاصي الكثيرة التي عملوها، وشعروا أنهم أهدروا سنوات طويلة من أعمارهم في لا شيء، بل في معصية الله.
هؤلاء القادمون إلى الطريق المفروض أن يستلمهم، ويأخذ بأيديهم، ويرشدهم ويعلمهم.. كل الدعاة والشيوخ والناس من حولهم .
وكثيرٌ من الذين انتكسوا كان من أسباب انتكاسهم المواقف الخاطئة لبعض الناس، ولذلك يتحمل هؤلاء الذين لا يحسنون استقبال التائبين جزءاً من المسئولية عند الله في انتكاس هؤلاء المنتكسين.
بعض الناس يقول: هذا الشخص قد أذنب وينبغى علينا أن نهجره ونقاطعه ولا نكلمه ولا نزوره ولا نسلم عليه لأنه مذنب
فـ أعلم أنك إن فعلت فهذا الهجر غير شرعى، فإن هناك آلافاً من شياطين الإنس مستعدون لإيوائه واحتوائه وجذبه إليهم.
يقول الله تعالى " إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم "
ومن الأمور المهمة ستر ذنوبهم وزلاتهم الماضية، وإسدال الستار تماماً على ما مضى من حياتهم، وطي صفحاتهم السابقة: (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة)